كتب : شريف حسن | الأحد، 19 يناير 2014 - 16:57

لكي لا تصبح السيد حمدي

عندما يعاني فريقك في مباراة مصيرية وتحرز هدف الإنقاذ لا تحتفل كثيرا، فالهدف وحده لا يكفيك لنيل حب الجماهير، بل قد تلقى مصير السيد حمدي وأحمد جعفر.

يقولون أن الأهداف المصيرية تصنع النجوم .. حسنا ...

كانت لوحة استاد برج العرب تشير إلى خسارة الأهلي على ملعبه أمام الترجي التونسي بهدف في نهائي دوري أبطال إفريقيا منذ ما يقرب من عام.

وفي الدقائق الأخيرة نجح السيد حمدي في إحراز هدف التعادل الذي مهد الطريق للفريق الأحمر للتتويج بلقب البطولة الإفريقية الكبيرة بعد غياب خمس سنوات، ولكن هذا لا يكفي.

حمدي بكى عقب إحراز هدف الأهلي في الدوري أمام الرجاء بعدما عاش عاما كاملة من السخرية من جماهير الأهلي نفسها وليس منافسيها، دون أسباب منطقية.

--------------------------------

يقولون الأهلي فريق متكامل وهدف لاعب واحد لا يؤثر كثيرا ولكن حالة حمدي ليست الوحيدة في الكرة المصرية فعلى الجانب الآخر هناك أحمد جعفر مهاجم الزمالك الذي تصب الجماهير جم غضبها عليه بسبب أو بدون سبب وتناله وصلات السخرية بصفة دائمة.

جعفر يعتبر هداف الزمالك في المواسم الثلاثة الأخيرة بل وسجل معظم الأهداف المصيرية للفريق في المباريات الصعبة، كما أنه يتألق في اللقاءات الكبيرة والقمة وأحرز أمام الأهلي ما لم يحرزه أي مهاجم أبيض آخر في آخر خمس سنوات (ميدو وزكي وأجوجو وآخرون).

ومع ذلك يبقى الثنائي هما المغضوب عليهم جماهيريا من جماهير فريقهما، وهو ما دفعني للكتابة عن الفارق بين اللاعب الناجح واللاعب المحبوب.

اللاعب الناجح: هو من ينجح في تحقيق المطلوب منه في الملعب بحسب متطلبات مركزه وفقا للأرقام الاحصائيات للمباريات والدقائق التي يخوضها... أمثال حسام عاشور وأحمد جعفر وأحمد عبد الظاهر والسيد حمدي.

اللاعب المحبوب: هو لاعب قد لا يؤدي كل ما هو مطلوب منه ولكنه يحتفظ بمكانة خاصة عند الجماهير وهو ما يشفع له ويمنحه شعبية جارفة رغم أخطاءه .. أمثال شيكابالا وعماد متعب.

وهناك لاعبين قد يجيد الجمع بين الصفتين سواء بالنجاح الفني أو حب الجماهير مثل محمد أبو تريكة وحسام حسن ومحمد بركات.

وماذا يجنب اللاعب أن يصبح السيد حمدي؟

1- الولاء والانتماء: الجماهير حول العالم ترتبط باللاعب الذي تشعر بكونه غيور على قميص فريقه ويقاتل من أجله حتى لو تراجع مستواه الفني أو حتى كان أقل من أقرانه ولكن هذا يشفع له. (جلبرتو يظل معشوق الجماهير الحمراء لهذا السبب).

2- المهارة والمراوغات: الجماهير تحب اللمسات الجميلة، لقطة فنية واحدة قد تكون كفيلة بدخول اللاعب قلب جمهوره للأبد، ولعل الكل ظل يسأل لماذا تحب جماهير الأهلي وليد صلاح الدين رغم مشاركاته النادرة.

3- فن التصريحات: لإطلاق التصريحات الصحفية فن لا يجيده الكثيرون، تصريح واحد قد يدخل اللاعب قلب الجماهير وآخر قد يخرجه منه، خاصة عندما يتعلق بالفخر بالنادي وجماهيره أو حتى بالهجوم على منافسيه. (ميدو لم يفد الزمالك بشئ طوال مشواره ولكنه بارع في استفزاز المنافسين).

4- الرمز: الجماهير تتعلق تلقائيا بفكرة ابن النادي الصاعد الذي سيصبح رمزا لفريقه في المستقبل وتحاول الدفاع عنه ومساندته مهما كانت أخطاءه. (توتي لم يكن ليصبح أسطورة في يوفنتوس، وجيرارد لم يكن سيتمتع بنفس الحب لو لعب لتشيلسي او أرسنال).

5- الحظ: هو ألا يقوده حظه العاثر لأن يتحول إلى (ميم) للسخرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فمن يصبح رمزا ساخرا مرة سيستمر هكذا للأبد وفقا لقواعد اللعبة على الانترنت. (أنت مش بالوتيلي يا سيد).

لذا على الجماهير أن تعي أن ليس كل لاعبي فريقها سيكونوا من المفضلين لقلوبهم ولكن قد يكونوا مهمين جدا لخطط الفريق ودعمه للتتويج بالبطولات.

السخرية من مواقف بعض اللاعبين شيئا صحيا ويصحح من أخطاء الكثيرون ولكن المبالغة في وضع لاعب دائما محل سهام الانتقادات والسخرية سيفقد فريقك لاعبا مهما قد تحتاجه في وقت آخر.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات