كتب : جلاء جاب الله | السبت، 26 يوليه 2003 - 00:00

نجم الموهوبين ضحية الجهل والفهلوة في الكرة المصرية

منذ اكثر من 15 عاما قرر مجمود الخطيب نجم مصر والاهلي اعتزال الكرة بعد ان امضي عدة سنوات وهو نجم الكرة المصرية الاول وتغنت الجماهير بأبداعاتة الفنية وموهبتة واهدافة الرائعة وفي حفل الاعتزال الشهير قدم الخطيب قميصه رقم 10 الي ناشيء صغير لم يتجاوز عمره في ذلك الوقت 16 عاما وتساءلت الجماهير من هو هذا المبدع الذي سيرتدي قميص بيبو وأي موهبة يملكها لكي يختاره الخطيب من كل ابناء الاهلي ليكون خليفته في الملاعب ؟

لم تمر الا سنوات قليلة حتي ايقن الجميع ان خليفة الخطيب يستحق بالفعل ان يرتدي قميصة ويكون نجم هجوم الاهلي فهذا الناشيء وليد صلاح الدين فنان موهوب صاحب لمسات فنية واداء رائع فرض نفسة علي قلوب الجماهير التي عشقت فنه وتجاوبت مع ابداعاته وسعدت بلمساته الفنية .

فجأة اصبح الفنان الموهوب صديقا لدكة الاحتياط وبدأ المدربون الاجانب الذين توافدوا لتدريب الاهلي ينصحونه بتكثيف تدريبات اللياقة البدنية او الاعتزال هاجمتهم الجماهير . وادعت ان هناك حربا ضد الفن والموهبة وتغير المدربون واحدا تلو الاخر ولم تتغير طريقتهم في التعامل مع وليد وهنا اصبح لابد مان تكون هناك نظرة اخري للفنان الموهوب وان نعرف ما هي القصة الحقيقية وماذا حدث لهذا اللاعب الذي ملك القلوب بفنه ولمساته حتي ان مسئولي الاهلي اضطروا لمواجهته بالحقيقية التي لا يريد الاعتراف بها وهي ان الفريق قد استغني عن خدماته وعليه وحده ان يقرر مصيره : اما الاعتزال والاتجاه للتدريب في مدرسة الكرة أو البحث عن فرصة اخري في ناد اخر ومن الافضل ان يكون خارج مصر حتي لا يفقد شعبيته وحب الناس له .

وليد يري انه قادر علي العطاء ويؤكد انه مازال بأمكانه ان يفعل الكثير خاصة انه لم يستفد من الكرة مثلما استفاد الكثيرون بعده لانه بالذات هو وهادي خشبه انطبقت عليهما لائحة الـ 6 سنوات التي منعتهما من الاحتراف لمدة 6 سنوات بعد اللعب مع الفريق الاول ولم يتعاقد مع الاهلي سوي مرتين طوال تاريخة مع النادي احدهما بـ 300 والثانية بـ 400 الف جنية وهو نصف ما حصل عليه لاعب واحد لم يقض في الاهلي نصف ما قضاه وليد .

في عالم الاحتراف لا معني لهذه التبريرات فمن يعط يأخذ ومن يحتاجة الفريق سيسعي للتعاقد معه وعلي وليد بموهبته وفنه ان يرحل من الاهلي لانه ببساطة شديدة ضحية لنظام كروي فاشل : نظام فشل في اعداد الصغار وفشل في تنمية مواهب كان يمكن ان تقدم الكثير للكرة المصرية .

وليد ببساطة شديدة كان يأتي من مدرسته وهو صغير بزي المدرسة الي الملعب بدون تدريب ويستبدل ملابسة وينزل الي الملعب بدون تسخين فيكون الورقة الرابحة لفريقة .. يراوغ .. ويمرر.. ويعزف سنفونية كروية ويسجل اهدافا بالجملة " كان يسجل احيانا 8 اهداف في المباراة " فلم يهتم المدربون بلياقتة ولم يجبره احد علي التدريب ولم يخضع لدراسة بدنية ترفع من قدراتة العضلية وتتوازي مع امكانياته الفنية .. فسقط في منتتصف الطريق . ولولا حب الناس له لكان ضروريا ان يعتزل منذ 4 سنوات علي الاقل لم يلعب خلالها اكثر من عدة ساعات تعد علي اصابع اليد الواحدة .

مأساة وليد صلاح الدين يتحملها مدربو فرق الناشئين والشباب في الاهلي ويتحملها نظام كروي فاشل لا يعرف كيف يستفيد من المواهب التي تذخر بها الاندية والشوارع والحارات .

تري كم وليد صلاح الدين اخر سيضيع ويكون ضحية لهذا النظام وللجهلة الذين يتنافسون بجهل في قتل المواهب الجميلة ؟

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات