كتب : إسماعيل يوسف | الجمعة، 09 يناير 2004 - 00:00

جراج المنتخب الاوليمبي

الخسائر الستة المتتالية للمنتخب الاوليمبي والتي انتهت بالخسارة امام تونس واقالة الجهاز الفني بقيادة شوقي غريب اصابة الرأي العام بصفةعامة والشارع الكروي بصفة خاصة بصدمة عنيفة خاصة وان هذا الفريق كان محط امال الجماهير والمسئولين في يوم ما لذلك كانت الصدمة قوية .

النتائج الهزيلة التي حققها المنتخب الاوليمبي في الفترة الاخيرة احبطت الجميع بل ان البعض لم يكن يصدق ما يحدث للفريق . وتسائل الرأي العام عن اساباب هذا الانهيار المفاجيء من وجهة نظر الاغلبية ولماذا وقع منتخب الامل بهذا الشكل الدراماتيكي بعد ان كان نقطة الضوء لدي البعض .

البعض القي بالمسئولية علي شوقي غريب وجهازه الفني والبعض الاخر لام اتحاد الكرة لانه ترك الحبل علي الغارب للجهاز الفني ولم يحاسبة اولا بأول . وذهب البعض الي ابعد من ذلك عندما اتهم وسائل الاعلام بأنها السبب وراء نكسة المنتخب الاوليمبي بأعتبارها ضخمة في الفريق منذ فوزة ببرونزية كأس العالم للشباب . وراي البعض ان اللاعبين يتحملون مسئولية ما حدث .

الحقيقية ان الجميع مشارك في المسئولية كل علي قدر مسئوليتة الا ان اللاعبين يتحملون النصيب الاكبر من انهيار المنتخب الاوليمبي وضياع حلم الجماهيربعد ان فقد اغلب اعضاء الفريق صموح الفوز والبطولة بعد الفوز ببرونزية مونديال الشباب بالارجنتين قبل عامين وكأن هذه الميدالية هي كل المراد لم يستوعب هؤلاء اللاعبين ان هذا الانجاز يجب ان يكون مجرد بداية لانجازات اخري .

عندما وقف سقف طموح لاعبي المنتخب الاوليمبي كان بداية سقوط هذا الفريق خاصة وان الاغلبية المطلقة من لاعبين لا يقدرون المسئولية الملقاه علي عاتقهم لان احلامهم وطموحهم اقل من مستوي طموح واحلام الجماهير والمسئولين . فبعد كأس العالم للشباب بالارجنتين بحث كل لاعب عن مصلحتة الشخصية – وهذا ليس عيبا – فمنهم من بحث عن الاحتراف ومنهم سعي لتوقيع عقد مع نادية ومنهم من بحث عن فرصة انتقال لناد اخر وقد تحقق كل ذلك وغاب عنهم مسئولية المنتخب الاوليمبي لدرجة ان المنتخب تحول الي " جراج " لهؤلاء اللاعبين كل منهم ضامن مكانه علي اعتبار انه شارك في انجاز الميدالية البرونزية ولن يهون علي الجهاز الفني لاستبعاده .

نعم ضاع الامل والحلم و يجب ان نقف لنعرف الاسباب الكاملة لهذا الانهيار السريع الذي لم يشهده أي فريق مصري من قبل . ولكن في نفس الوقت لا يجب ان نقف كثيرا باكين علي ضياع الامل فالكرة في النهاية مكسب وخسارة .

بعد ايام قليلة يسافر المنتخب الوطني الاول لتونس للمشاركة في بطولة كاس الامم الافريقية وهو يحمل احلام الجماهير المصرية للمنافسة علي اللقب الافريقي خاصة وان كل الامكانيات قد توفرت لاعداد المنتخب وتوقف الدوري طويلا ولا توجد حجج لأي اخفاق لا قدر الله .

محسن صالح المدير الفني للمنتخب يعلم ان المهمة صعبة نظرا لارتفاع مستوي اغلب المنتخبات الافريقية ولكنها ليست مستحيلة خاصة وان للمنتخب المصري مكانة كبيرة لدي كل الفرق الافريقية والكبير قبل الصغير يعمل له حسابا لذلك يجب ان نعطي لكل منتخب افريقي في البطولة حقه دون افتعال ولا نخشي احدا لان اسم منتخب مصر كبير وان نثق في انفسنا فقط .

قبل ان نبدا البطولة الافريقية يجب ان نعلم ان نتائج المباريات الودية لا يجب ان تكون مؤشر لشيء لان تلك النتائج مجرد مباريات ودية لا اكثر ولا اقل ولا ننخدع بتلك النتائج .

بطولة الامم الافريقية المقبلة بتونس تعتبر من البطولات التي لا توجد قبلها ترشيحات محددة لفرق بعينها لان اغلب المنتخبات الافريقية تعاني من مشاكل مختلفة علي عكس منتخب مصر لذلك فالفرصة مواتية للمنافسة وبقوة بشرط الثقة في النفس .

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات