كتب : إسماعيل يوسف | الجمعة، 06 فبراير 2004 - 00:00

محسن ليس المسئول الاول

خروج منتخب مصر مبكرا من بطولة الامم الافريقية اغضب الشارع الكروي بدرجة كبيرة بعد ان كانت هناك امالا في وصول المنتخب للادوار النهائية خاصة في ظل هبوط مستوي اغلب الفرق المرشحة وثارت الجماهير علي الجهاز الفني للمنتخب بقيادة محسن صالح المدير الفني .

بداية يجب ان نعترف بأن محسن صالح ارتكب اخطاء واضحة في البطولة بداية بأشراكة لهاني سعيد في مركز الليبرو رغم وجود وائل القباني وعماد النحاس وهما يمتلكان خبرات اكبر بكثير من هاني وانتهاء بعدم ثقة الفريق في الفوز وهو ما اوضحناه كثيرا قبل البطولة وضعف مستوي خط هجوم الفريق خصوصا ميدو الذي اعتمد عليه الجهاز الفني بشكل كبير وعدم قدرة الجهاز الفني علي استغلال اخطاء المنافسين .

الجهاز الفني اخطأ كثيرا قبل البطولة بلعب مبارايات ودية عديدة خارج استاد القاهرة واعطاء بعض اللاعبين قدرا اكبر من قدرهم الحقيقي لدرجة ان هؤلاء اللاعبين تخيلوا انهم اكبر من المنتخب واختذلوا منتخب مصر في شخصهم وهو ما وضح خلال البطولة الا انه من الظلم ان نحمل الجهاز الفني اكثر مما يحتمل .

لابد وان نعترف ايضا ان النظام الكروي في مصر يحتاج الي اعادة هيكلة من جديد بداية من وزارة الشباب وانتهاء باصعر ناد في مصر والامر يحتاج الي ثورة كروية قد تستمر لأكثر من 4 سنوات وان نضع نظاما كرويا ثابتا لا يتغير بتغير الاشخاص وان تكون هناك سياسات ثابتة نسير عليها لأعادة الكرة لمسارها الصحيح .

النظام الجديد يجب ان يبدأ من نظام الاحتراف المعمول به في مصر منذ 14 عاما بعد ان اثبت فشله الذريع لان اللاعب في مصر لم يعد يسعد بالانضمام لصفوف المنتخب الوطني كما كان من قبل بسبب كثرة الفلوس التي يتقاضاها من ناديه دون ان يقدم شيئا يستحق عليه المبالغ التي يحصل عليها وهو ما اثر علي مستوي طموح اللاعب علي المستوي الدولي ولا يريد ان يرفع مستواه للبحث عن فرصة احتراف حقيقية لانه يحصل علي الاموال التي يرديها في مصر فلماذا السفر والاغتراب وبذل الجهد في اندية لا تعطي الا بعد ان تحصل .

اعادة الهيكلة يجب ان تشمل مفاهيمنا الكروية والرياضية لان الرياضة بشكل عام والكرة بشكل خاص تغيير مفهومها في العالم واصبحت الرياضة اقتصادا بالدرجة الاولي بعيدا عن التشنج بالوطنية والكرامة . فالكرة ليس فيها كرامة لانها لعبه فيها المكسب والخسارة ويجب ان نعرف اين نقف من بقية دول العالم وان تكون فكرتنا عن انفسنا صحيحة فلسنا افضل دول العالم في كرة القدم وهي مشكلة اخري .

اللاعب المصري يجب ان يعرف قدره بشكل صحيح لانه ليس من المعقول ان يكون للاعب - مهما كان شأنه- رأي في المدير الفني أوالمسئولين . فمنذ فترة اصبحنا نسمع ونقرأ عن لاعبين يقولون رأيهم في مسألة انضمام لاعب للفريق أو مستوي مدير فني وهو خطأ يجب ان نتصدي له سريعا قبل ان يتفشي .

الخطوة التي يجب اتخاذها فورا هي ضرورة التعاقد مع مدير فني اجنبي علي اعلي مستوي يستطيع تطوير مستوي المنتخب الوطني بعد ان كشفت بطولة الامم الافريقية الحالية ضرورة ذلك لان مصر ليست دولة فقيرة ولا اقل من الدول الافريقية التي تتعاقد مع مدربيين كبار مثلما نشاهد الان ويجب ان تدعم الدولة هذا الاتجاه . اقول ذلك وانا اعرف ان فشل محسن صالح هو فشل لكل المدربيين المصريين وسيقلل من فرصنا في الفترة المقبلة الا ان الواجب يحتم علينا قول ذلك بكل وضوح .

لايجب ان نرتكن بجوار قصة ان الوقت المتبقي علي تصفيات كأس العالم قصير وان نرضي بالمقسوم ولا داعي للتعاقد مع مدرب اجنبي واذا تمت خطوة التعاقد مع مدير فني اجنبي فلا يجب ان نجد من يخرج علينا يضرب راتبه الشهري في 7 كما يحدث كل مرة ولا نسمع عمن يريد تقديم المسئوليين للنائب العام بتهمة اهدار المال العام.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات