كتب : وليد الحسيني | الخميس، 19 أغسطس 2004 - 21:13

حاجة تكسف !

حمل المنتخب الاوليمبي العراقي مهمة الدفاع عن سمعة كرة القدم العربية في دورة الالعاب الاوليمبية بأثينا ونجح في الصمود امام منافسيه في تلك الدورة وعلي رأسهم المنتخب البرتغالي ونجمه كرستيانو رونالدو بعد ان فشل المنتخبين التونسي والمغربي في الاستمرار .

لم ينجح المنتخب العراقي في الصعود لدور الثمانية في دورة الالعاب الاوليمبية باثينا بل اكتسب احترام الجميع بالمستوي الفني الذي قدمه في الدورة . واذا كان يحسب للمنتخب العراقي ذلك فيحسب للمنتخبين التونسي والمغربي الوصول لنهائيات الدورة الاوليمبية ولم يحالفهما الحظ في الاستمرار . ولا عزاء بقية المنتخبات العربية التي لم تنجح في مجرد الوصول لنهائيات .

ما فعله المنتخب العربي العراقي وضع كل الاتحادات الكروية في الوطن العربي في مأزق حقيقي وجعل فكرة كطرة القدم الحديثة التي يتحدث عنها البعض ليل نهار تتبدل وتتغير . ولو كان هناك مجرد احساس لدي الاخوة الذين يتحدثون عن الامكانيات المادية الكبيرة المطلوبة لكرة القدم الان لتواروا للخلف خجلا مما فعله المنتخب العراقي .

العراقيون اثبتوا ان كرة القدم ما هي الا شعور بالمسئولية قبل كل شيء اخر بعيدا حكاية الامكانيات المادية والاحتكاك والمباريات الودية مع الفرق الاقوي وكل ما نسمعه يوما من الاخوة المسئولين عن الكرة المصرية . فالعراق التي تعاني من الحروب من 23 عاما والنشاط الكروي متوقف فيها منذ ما يقرب من 14 عاما عادوا ليقدموا مستوي افضل واعلي واكبر مما نشاهده في الملاعب المصرية الفقيرة كرويا .

المنتخب الاوليمبي العراقي لم ينجح فقط في دورة الالعاب الاوليمبية بل نجح الشهر الماضي في الوصول لدور الثمانية في دورة الامم الاسيوية وخرجوا من امام المنتخب الصين صاحب الارض والجمهور الذي حصل علي المركز الثاني للبطولة بما يعني ان انجازهم في اثينا لم يكن مجرد ضربة حظ مثلما نحقق عندنا في مصر .

تجربة المنتخب العراقي لابد وان تلفت نظر المسئولين عن الكرة المصرية بدلا من الاهتمام " بالسبابيب " التي تشغلهم عن مستوي الكرة ولابد وان نعترف بأن ما يقدم في الملاعب المصرية ليس له علاقة بكرة القدم التي يقدمها العالم . وقبل كل ذلك لابد وان نعترف ايضا اننا لا نمتلك لاعبين لكرة القدم وان من نشاهدهم في الملاعب ما هم الا مجموعة شباب لديهم فكرة عما يسمي بكرة القدم ولكنها ليست هي الكرة التي نتمناها .

مسئولية عدم وجود لاعبين في الملاعب المصرية يتحمل مسئوليتها السادة القائمين علي شئون كرة القدم في مصر الذين يختارون الناشئين ويعلموهم السلوكيات السئية دون ان يعلموهم اساسيات اللعبة بدليل ان اكبر ناديين في مصر لا يجدان ظهير ايمن منمذ عدة سنوات وهي فضيحة كروية بكل معني الكلمة .. والسؤال هنا ما هو دور قطاع الناشئين في الناديين ؟!

المنتخب العراقي الذي يقدر ثمنه بأقل من سعر " الكابتن اسلام الشاطر فقط " لو لعب امام المنتخب المصري الوطني الاول ستكون النتيجة حاجة تكسف المسئولين قبل اللاعبين .. لذا لابد وان نقف مع انفسنا من جديد لنعيد ترتيب اوراقنا .. كل اوراقنا وليست اوراق كرة القدم فقط لان المشكلة هي مشكلة نظام بالدرجة الاولي !!!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات