معضلة كيليان وفينيسيوس والمدافع الآخر.. هل يستطيع تشابي ألونسو مواجهة ضغط برشلونة؟
الأحد، 17 أغسطس 2025 - 13:45
كتب : عبد الرحمن فوزي

صورة تقرير تشابي ألونسو
يوم واحد فقط يفصلنا عن بداية فصل جديد في تاريخ ريال مدريد، فصل لا يزال مجهولا بالنظر لتواجد مدرب جديد بالقيادة الفنية وهو تشابي ألونسو.
تواجد ألونسو يضعنا حاليا بالنسبة لريال مدريد في المجهول، كونه مدربا يأتي بأفكار جديدة وطريقة لعب جديدة تماما عن ريال مدريد.
ألونسو يعتمد على الضغط والاحتفاظ بالكرة وتقدم الأظهرة بكثافة، وهي طريقة لعب مختلفة عن سابقه كارلو أنشيلوتي الذي يفضل اللعب المباشر والاعتماد على الفرديات بشكل أكبر وفقا لكلامه الخاص.
أنشيلوتي أثبت نجاحه بشكل كبير مع ريال مدريد رغم ظهور الفريق في بعض الأحيان بشكل متواضع ضد الفرق المتكتلة أو ضد الفرق الكبيرة التي تضغط عليه بشكل كبير، وهو عكس طريقة اللعب التي يود ألونسو تنفيذها.
خلال كأس العالم للأندية أظهر الفريق جودته في فك التكتلات الدفاعية وتمكن من تسجيل عدة أهداف خلال مباريات الفرق الصغيرة، ولكن المقلق كان ضد الفرق الكبيرة مثل باريس سان جيرمان.
ولذلك يبقى السؤال: هل سيستطيع تشابي ألونسو بطريقة لعبه الصمود ضد هانز فليك مدرب برشلونة وضغطه الكبير؟
في البداية يجب أن نتفق أن ألونسو حتى الآن لم يحصل على فرصة كافية لإشباع اللاعبين بطريقة لعبه، لأنه لم يحصل على فترة كافية لخوض فترة إعداد سواء قبل كأس العالم للأندية أو قبل بداية الموسم الحالي، ولكن عند موعد مواجهة برشلونة فمن المفترض أن يكون الفريق قد وصل لأعلى استعداد ممكن.
مواجهة ألونسو وفليك المنتظرة
نقاط ضعف الفريقين تكمن في نقاط قوة الآخر.
ريال مدريد مع ألونسو يعتمد على التحضير بشكل جيد من الخلف والخروج بالكرة بشكل صحيح.
يعتمد ألونسو على ثلاثة لاعبين للخروج بالكرة وهم قلبي الدفاع ولاعب الارتكاز.
وهنا تكمن مشكلة في أحد العناصر، ديان هاوسن ميزته الأساسية في جودته بالخروج بالكرة ولن يسبب أي مشكلة، وكذلك أوريلين تشواميني لاعب الوسط يجيد التمرير بشكل جيد، ولكن المشكلة في العنصر الثالث.
قلب الدفاع الآخر بجانب هاوسن سواء كان إدير ميليتاو أو أنطونيو روديجر أو راؤول أسينسيو سيكون هو المشكلة في مواجهة الضغط العالي بسبب قلة جودتهم بالكرة.
تلك المشكلة ظهرت للمرة الأولى في مواجهة باريس سان جيرمان، وتحديدا عند غياب هاوسن واللعب بأسينسيو وروديجر.
ألونسو وجد نفسه متأخرا بهدفين في بداية المباراة بسبب أخطاء من أسينسيو وروديجر في الخروج بالكرة لعدم قدرتهما على مجاراة الضغط الكبير من لاعبي سان جيرمان، وتحديدا ديمبيلي السريع.
وهنا نجد المشكلة الأولى عند مواجهة فليك: الضغط المجنون لبرشلونة كيف سيواجهه ريال مدريد؟
على الأغلب فإن هاوسن سيتواجد تلك المرة في المباراة، ولكن سيكون التحدي أمام ألونسو هو هل سينجح في مقاومة الضغط عن طريق هاوسن وتشواميني؟ وما الذي قد يفعله في حال غياب هاوسن لأي سبب؟
معركة الوسط
التحدي الآخر في مباراة الكلاسيكو سيكون الهيمنة على وسط الملعب.
منذ اعتزال توني كروس يواجه ريال مدريد مشكلة كبيرة في السيطرة على وسط الملعب في أي مباراة يكون الطرف الآخر مميزا بوسط الملعب.
لا يملك ريال مدريد حاليا أي لاعب يتحكم في المباراة ويربط بشكل جيد بين الدفاع والهجوم.
داني سيبايوس هو الوحيد الذي يعد من تلك النوعية من اللاعبين في ريال مدريد، ولكنه لم ينجح في تأدية ذلك الدور بشكل مميز خلال مباراة الدوري الأخيرة، فهل سيختلف الوضع مع ألونسو؟
برشلونة على الجانب الآخر يملك وسط ملعب مميز، بتواجد بيدري الذي يتحكم بالكرة بشكل رائع ضد أي فريق، وفرينكي دي يونج المميز في افتكاك الكرة.
حسب الصحف، فإن ألونسو وجد ضالته في تياجو بيراتش لاعب الأكاديمية، والذي شارك في المباراة الودية الأخيرة ليشكل الحلقة المفقودة في وسط الملعب.
وسيظل التحدي الأكبر هو التحكم في وسط الملعب الذي يكون بوابة السيطرة على المباراة.
معضلة كيليان وفيني
ألونسو يواجه تحديا آخر، ولكنه يتمثل في التزام الثنائي كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور.
التحدي هنا ليس في جودتهما المعروفة للجميع هجوميا وقدرتهما على اختراق أي خط دفاع في العالم، ولكن يكمن في عدم عودة أي منهما لتأدية الدور الدفاعي.
رأينا ذلك الأمر يحدث طوال الموسم الماضي، وحتى مع تقدم جود بيلينجهام للأمام في الكثير من المرات وجد ريال مدريد نفسه محروما في الدفاع ضد الهجمات المنظمة من 3 لاعبين دفعة واحدة، وهو أمر قاتل ضد الفرق التي تهاجم بزيادة عددية، لأن في كرة القدم الحديثة الدفاع يبدأ من خط الهجوم، والهجوم يبدأ من خط الدفاع، لذلك لا يمكن أن يتقاعس أي فرد عن تأدية دوره سواء هجوميا أو دفاعيا.
فكرة تشابي ألونسو هي ركض جميع اللاعبين بشكل كبير، ومن لا يركض لا يجب عليه التواجد بالفريق، ولكن هذا أمر لم يعتد على تنفيذه لا كيليان مبابي ولا فينيسيوس اللذان اعتادا أن يكون كل منهما نجم الفريق الذي لا يضغط على الدفاع ولا يعود للمساندة الدفاعية.
طريقة لعب الثنائي تقف حاجزا ضد أفكار ألونسو وتشكل معضلة كبيرة، وإذا نجح في حلها سيكون بإمكانه الوقوف ضد أي فريق في العالم، ولكن حتى مباراة باريس سان جيرمان لم يتغير ذلك الأمر كثيرا ولم يعد الثنائي لتأدية أي أدوار دفاعية.
نقاط ضعف برشلونة
منذ الموسم الماضي يملك ريال مدريد نقاط قوة في السرعة والمهارة الفردية، وهي نقاط ضعف دفاع برشلونة المتقدم. إذا تمكن من ضرب مصيدة التسلل بتمريرة واحدة نحو كيليان مبابي، سيجد نفسه منفردا ولن يتمكن أي لاعب في العالم من اللحاق به.
ريال مدريد بالفعل استغل تلك النقطة عدة مرات في الموسم الماضي، ولكن كان الدفاع ووسط الملعب يخذلان الهجوم بالنهاية.
ولذلك فإن ريال مدريد لن يجد صعوبة بالغة في الهجوم على برشلونة واستغلال مصيدة التسلل، ولكن ستظل المشكلة الأكبر في الدفاع، وإذا فرض ألونسو سيطرته على وسط الملعب وأصبح صلبا دفاعيا سيكون هذا الأمر مفتاح فوزه على فليك.
ريال مدريد سيبدأ موسمه بمواجهة أوساسونا، وستظهر المؤشرات الأولى حول ما إذا كان ريال مدريد سيتغير بالفعل مع ألونسو أم ستظل مشكلات الموسم الماضي تواجهه من قبل حتى خوض المباريات الكبيرة.
نرشح لكم






