كتب : أحمد الخشاب | السبت، 15 أكتوبر 2005 - 19:54

هنا إسبانيا .. المحلية!

لم يدهشني خوض منتخب إسبانيا لملحق تصفيات كأس العالم ، وإهداءه بطاقة التأهل المباشرة لمنتخب صربيا المكافح ، أما المنتخب الإسباني فـ"كفاية عليه" أن الدوري المحلي هو الأفضل في أوروبا ويضم أغنى وأشهر أندية ونجوم العالم .. وهنا تكمن المشكلة.

فشل "الماتادور الإسباني" شيء متوقع حدث سابقا ويحدث حاليا وسيحدث مستقبلا لعدة أسباب ، أبرزها على الإطلاق اعتماد الأندية المحلية على اللاعبين الأجانب أكثر من تركيزها على تفريخ جيل جديد من اللاعبين الشباب.

وليس أدل على ذلك من أن المدافع سيرجيو راموس الذي أنضم الموسم الحالي إلى ريال مدريد هو أول لاعب إسباني ينضم إلى الريال منذ عام 2000! أي أن النادي الملكي لم يتعاقد مع لاعب محلي منذ خمس سنوات كاملة وكان كل اعتماده على شراء أشهر وألمع نجوم العالم من كل بقاع الأرض من شرقها إلى غربها وشمالها إلى جنوبها ماعدا إسبانيا ، واتبع مسئولوه المثل القائل "شراء العبد ولا تربيته" مع الفارق طبعا.

وشر البلية ما يضحك حقا ، فالصربي كيزمان مهاجم أتليتكو مدريد تسبب بهدفه في مرمى البوسنة في خوض إسبانيا للملحق كما أنه صاحب هدف التعادل في مرمى إسبانيا في المباراة التي أقيمت ضمن التصفيات على ملعب أتليتكو نفسه ، أي أن الدوري الإسباني لا يفرغ نجوما يفيدون المنتخب بل يسهم في صنع نجوم مثل كيزمان يزيدون جراح الجماهير الإسبانية المسكينة.

فكيف بالله عليكم يتطور أداء المنتخب الإسباني الذي فشل على مر التاريخ في تحقيق أي إنجاز سواء في كأس العالم أو كأس الأمم الأوروبية وصفوفه تضم لاعبين من الصف الثاني والثالث وحتى الرابع في العالم باستثناء قلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة؟! ولو نظرنا لمعظم إنجازات ريال مدريد وبرشلونة فرسي الرهان في إسبانيا نجدها جاءت بأقدام النجوم المحترفين ، كما أن ما يقرب من نصف عدد اللاعبين في العشرين فريقا التي تلعب في الدوري الممتاز وافدون من البرازيل والأرجنتين وأفريقيا وأمريكا وبقية أنحاء قارات العالم ، وبالطبع أوروبا أولها.

وهناك مشكلة أخرى لا تقل خطورة عن سابقتها وهي الآلة الإعلامية الإسبانية القوية التي ضخمت من نجوم محليين لا يستحقون ما نالوه من شهرة كبيرة ، فلا أحد ينكر عبقرية راؤول أو خطورة خواكين أو حتى سرعة توريس ، لكن من يكون هؤلاء أو ما قيمتهم الفنية وسط نجوم البرازيل والأرجنتين وألمانيا وإيطاليا وفرنسا أو حتى هولندا وبقية المنتخبات الكبيرة صاحبة الإنجازات.

فتشكيلة أراجونيس لا تضم أي لاعب يمكنه أن يعطي ثقلا للمنتخب بإستثناء راؤول الذي فقد كثيرا من خطورته ونجوميته مع الإخفاقات الأخيرة لريال مدريد ، ويبدو أنه جاء وسيرحل دون تحقيق إنجاز لبلاده .. ومع ذلك راؤول وحده لا يكفي وسط كوكبة من اللاعبين المحليين الذين يتألقوا فقط أمام بعضهم ، ففريقا فياريال وريال بيتيس على سبيل المثال يمثلان إسبانيا حاليا في دوري أبطال أوروبا وغير متوقع لهما على الإطلاق الوصول لأبعد من دور الـ32 ، وآخرهم اللعب في كأس الاتحاد وبالطبع لن يفوز أحدهما بالبطولة.

أما ريال مدريد وبرشلونة فوضعهما مختلف ، فلولا جيش الأجانب في صفوفهما لما صمدا أمام الأندية الأوروبية الكبيرة ، وما يوضح ذلك جليا عدم وجود نجوم إسبان يلعبون بعيدا عن بلادهم في أندية أوروبية كبيرة باستثناء موريينتس ولويس جارسيا وشابي ألونزو على ما أذكر ، ونحن جميعا نعي أن أحد أهم أسباب التي تدفع الأندية للتعاقد مع لاعب من خارج البلاد هو الكفاءة الفنية ولا يعني ذلك بالطبع عدم كفاءة الأسبان ، إلا أن كفاءتهم هذه لا تكفي لتهافت الأندية الإنجليزية أو الألمانية أو الإيطالية أو حتى الفرنسية عليهم.

مثال إسبانيا ينطبق بشكل كبير على إنجلترا التي تضم نجوم كبار من النوع المحلي ، أمثال روني وفرديناند وكول وأوين ، حتى بيكام الإستثناء الوحيد يعتبر نجم عالمي لأسباب ليست فنية ولا تخص كرة القدم على الإطلاق ، فبيكام شاب وسيم له جاذبية وحضور لكن من وجهة نظري لا يصلح أن يكون لاعب كرة عالمي مثلما يصنعه الإعلام ، فقدراته لا يمكن أن تقارن بقدرات لاعبين موهوبين حقيقيين مثل ديكو و فيجو و نيدفيد و كاكا ولن نقول رونالدينيو ، وزيدان ، كما أن الأندية الإنجليزية تعتمد في الغالب على لاعبين أجانب وتشيلسي خير مثال على ذلك ، ولا يوجد إنجليزي ناجح ويلعب في الخارج اللهم لو أعتبرنا أن بيكام ناجح مع ريال مدريد!

نفس المثال ولكن بشكل مخالف ينطبق على المنتخب الإيطالي الذي لا يلعب أي من نجومه خارج إيطاليا وهنا يظهر الفرق بين الدولتين في رعاية الناشئين ، "الأزوري" متكامل العناصر وقوي على الدوام بفضل الاهتمام بالناشئين والإعتماد على اللاعبين المحليين في الأندية بشكل أكبر من إسبانيا.

وأوضح مثال على فشل اللاعبين الإسبان عالميا هو وجود را

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات