كتب : محمد سيف | الثلاثاء، 06 ديسمبر 2005 - 18:23

"سيد سمنة" تاني .. واتحاد "فيفا عبده"!

بالفعل هي كأس المرحوم "سيد سمنة" وليس كأس العالم للأندية ، بل والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) هو أيضا الاتحاد الدولي للمرحوم "سيد سمنة" (فيفي) ، والدليل على ذلك هو ما حدث بشأن تسجيل اللاعبين الجدد لناديي اتحاد جدة السعودي وساو باولو البرازيلي خلافا لما تنص عليه لوائح بطولة عمنا "سمنة".

فلو كان الفيفا يحترم بطولته الوليدة ، لكان احترم اللوائح التي وضعها هو بنفسه لها ، ولاسيما تلك الخاصة بتسجيل اللاعبين ، لكنه فضل أن يثير العديد والعديد من التساؤلات بشأن ما يقال عن مدى نزاهته ومدى اهتمامه الحقيقي بأخلاقيات البطولات التي ينظمها مقابل اهتمامه بالعوائد الضخمة والدخل الرهيب الذي استطاع بلاتر تحقيقه للاتحاد خلال سنوات رئاسته.

لكن الواضح أن الهدف من إقامة البطولة هو الحصول على عوائد كبيرة من وراء بثها تليفزيونيا وإعلانيا ، وليس أي شيء آخر ، والدليل على ذلك أن الفيفا نشر قوائم الفرق المشاركة في البطولة وكأنها "كوبي بيست" من القوائم المرسلة إليه ، وذلك واضح من استخدام الاسم الواحد للتعبير عن أسماء العديد من اللاعبين ، خصوصا البرازيليين ، ولم يتكبد مركز معلومات البطولة عناء تعديل الأسماء أو استكمالها ، فإذا كان هذا هو الحال مع القوائم على الموقع الرسمي ، فلابد أن تثار التساؤلات حول الاجتماع "المزعوم" للجنة المنظمة للبطولة.

وقد تبدو التساؤلات - وهي كلمة أخف حدة من الاتهامات - الموجهة إلى الفيفا بعدم الشفافية فيما يخص قيد الثلاثي البرازيلي غير موضوعية في نظر البعض ، نظرا لأنها موجهة إلى الاتحاد الدولي للعبة وحامي حماها وعرينها من أي محاولات لتشكيك في نزاهتها ، لكن وببعض التدقيق حول هذا الكيان الكبير والغامض ، والذي يتحكم رجل واحد هو بلاتر في جميع خيوطه ، نجد أن تلك التساؤلات تحميل كثيرا من الواقعية وأن الفيفا ليس فوق مستوى الشبهات.

والوقائع حول تلك النقطة تحديدا كثيرا جدا ، أكثر حتى من أن يكتب حولها فقط مقال كامل ، ولا يخفى على أحد التلاعب الذي حدث من خلف الستار الحديدي للفيفا إبان عروض تنظيم كأس العالم عام 2010 ، بل ويعلم الجميع ما قيل عن حصول التريندادي جاك وارنر عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا على مقابل مادي كبير من جميع الدول التي قدمت عروضا للتنظيم أملا في الحصول على صوته ، وذلك خلف ستار مباراة ودية بين المنتخب التريندادي ومنتخبات الدول المنظمة.

بل أن بلاتر نفسه لم يكن يوما فوق مستوى الشبهات ، وطالته الكثير والكثير من الاتهامات إبان حملتيه الانتخابيتين عامي 1998 و2002 باستخدام قوة المال من أجل الفوز بتلك الانتخابات ، وهي النقطة التي حاول الكاميروني عيسى حياتو استغلالها في الانتخابات الأخيرة لكنه فشل بسبب قوة بلاتر ونفوذه داخل إمبراطورية الفيفا ، بل ونشرت الكثير من الصحف العالمية آنذاك الكثير من التقارير التي أشارت إلى وجود مخالفات مالية واضحة داخل الفيفا.

ومما يؤيد شبهة وجود مؤامرة بين اتحاد جدة وساو باولو واللجنة المنظمة للبطولة هو أن لاعبين من اللاعبين الثلاثة لاتحاد جدة – ماركاو وليما - شاركا بالفعل مع ناديهما أتليتكو برنينس خلال مباراة الفريق في الأسبوع الثامن والثلاثين من الدوري البرازيلي أمام جواياس والتي أقيمت يوم 13 نوفمبر الماضي ، وتحديدا بعد يومين من إعلان اتحاد جدة تعاقده معهما ، فكيف يقيد نادي في العالم لاعبين ضمن صفوفه ، وقد خاضا مباراة مع ناد آخر بعد إعلان ذلك؟َ! سؤال إجابته تفسر كل شيء ، حتى المحاولة "المضحكة" التي برر بها "الإتي" قيد اللاعبين يوم 13 بسبب "أجازة الجمعة" ، لأن الاتحاد السعودي لم يقيد اللاعبين رسميا قبل يوم 24 نوفمبر الماضي!

وإذا كان الاتحاد الدولي يريد فعلا بطولة نزيهة وبعيدة عن اللغط والقيل والقال ، كان سهلا عليه أن يتأكد من لوائح الاتحاد السعودي لكرة القدم بخصوص تنظيمه لمسابقته المحلية ، وكيف أن الأخير خالف لوائحه بقيد ستة لاعبين أجانب ضمن صفوف اتحاد جدة ، وذلك كي يفتح الباب أمام النادي لتسجيل اللاعبين في البطولة.

حقيقة فإن الظاهر للعيان أن اتحاد جدة قد استخدم ضغوطا قوية للغاية على الفيفا واللجنة التنظيمية للبطولة ، خاصة وأنه يملك ورقتي ضغط رابحتين هما القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم ونائب الاتحاد الدولي ، والسعودي طلال الشيخ عضو اللجنة المنظمة لكأس العالم للأندية ، ومن المؤكد أن الضغوط أيا كان نوعها قد أتت بنتيجة إيجابية ، لكنها تبقى غير شرعية.

وليس صحيحا أن الفيفا هي الجهة التشريعية والتي من حقها فقط تأكيد شرعية أو عدم شرعية قيد اللاعبين الثلاثة ، لأن لجان الفيفا جميعا هي لجان تنفيذية لا تشريعية ، وتبقى الجهة الوحيدة التشريعية هي لوائح البطولة نفسها ، ولا شيء سواها.

أما الشيء الذي يثير العجب ا

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات