كتب : محمد سيف | الثلاثاء، 20 يونيو 2006 - 01:10

تحليل : إسبانيا 3-1 تونس .. "انتحار مدرب"!

قبل الدقيقة الثامنة والخمسين كنت أؤمن بأن المنتخب التونسي يستطيع تحقيق الفوز العربي الأول في المونديال رغم قوة المنتخب الإسباني ، لكن تلك الدقيقة شهدت تغييرا معتادا ومريعا للفرنسي روجيه لومير المدير الفني قلب الكفة على رأسه.. ومعها الطاولة والثلاث نقاط.

فالمباراة كانت تسير بشكل جيد وهادئ للمنتخب التونسي في الشوط الأول بعد هدفه المفاجئ في البداية ، وقد لاح للجميع أن لومير درس المنتخب الإسباني جيدا فلعب على الهجمات المرتدة على الأطراف ، خاصة من جهة ماريانو برنيا الظهير الأيسر للمنتخب الإسباني ، وبالفعل أحرز "نسور قرطاج" هدفا وكاد يضيف اثنين آخرين ، مستغلا تلك الثغرة.

وبالفعل استطاع المنتخب التونسي فرض أسلوب لعبه على نظيره الإسباني الذي بدا عاجزا عن اختراق الحصون التونسية طوال الشوط الأول ، وكانت الفرصة الوحيدة الخطيرة هي ضربة رأس شابي ألونسو التي أخرجها من على خط المرمى أنيس العياري أحد نجوم الشوط الأول بجوار القائد المحنك رياض بو عزيزي ، وهما نقطة تحول المباراة بلا جدال.

ورغم إجراء لويس أراجونيس المدير الفني لمنتخب إسبانيا تغييرين دفعة واحدة مع بداية الشوط الثاني ، أعقبهما بتغيير ثالث بعد عشر دقائق ، فإن الوضع ظل كما هو عليه هجوم عاجز إسباني ودفاع تونسي متماسك ، وتسديدات عشوائية من برنيا ضلت معظمها الطريق إلى المرمى.

لكن لومير بدلا من أن يستفيد من تفوق فريقه الميداني بعد مرور ما يقرب من الساعة على أحداث المباراة ويخرج عادل الشاذلي الذي لم يكن هناك ويشرك قيس الغضبان بدلا منه ، قام بتغيير قضى به على تماسك فريقه وبات كمن قرر الانتحار فجأة لملله من عدم وجود مشاكل في حياته!

وقام المدرب المخضرم - جدلا - بإخراج أفضل لاعبين في الفريق التونسي بو عزيزي والعياري وأشرك بدلا منهم قيس الغضبان وعلاء الدين بن يحي ، ففقد الفريق تماسكه في وسط الملعب وأعطى الإسبان الفرصة لاختراق الدفاعات التونسية بسهولة شديدة ، وهو ما ظهر في الهدفين الأول والثاني ، بينما دلل الهدف الثالث على عدم توفيق تغييرات لومير عندما تسبب بن يحي في ركلة الجزاء التي جاء منها الهدف الثالث.

لقد كرر لومير خطأه في مباراة السعودية عندما أخرج بو عزيزي أيضا ففقد سيطرته على وسط الملعب ، وأثبت بالفعل أن الانتقادات التي يتعرض لها يوميا في تونس هي انتقادات مبنية على أسس منطقية وموجودة بالفعل ، فقضى على فرصة ذهبية أمام التوانسة لتحقيق ثاني فوز لها في تاريخ المونديال.

وبعيدا عن لومير وانتحاره ، فلم يكن هناك لاعبا بعينه نستطيع أن نقول إنه يستحق أفضل لاعب في المباراة ، وإن كنت أرى أن فرناندو توريس تفوق بشدة في نصف الساعة الأخير فتسبب في الهدف الأول وأحرز الهدفين الآخرين ، ومن بعده الثنائي البديل راؤول وخواكين.

بينما كان على الجانب الآخر الثنائي بو عزيزي والعياري ومعهما حاتم الطرابلسي "أحسن الوحشين" في المنتخب التونسي ، وبالطبع فإن معظم لاعبي المنتخب التونسي لم يكونوا في حالتهم ، لاسيما عادل الشاذلي وكريم حقي وعلي بومنيجل الذي يتحمل جزءا كبيرا في الهدف الأول.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات