كتب : محمد سيف | الثلاثاء، 24 يناير 2006 - 22:55

مدرب .. محلي!

إذا كان هناك من يقول إن منتخب مصر فشل في الفوز على المغرب لأنه يضم بين صفوفه لاعبين محليين على غرار متعب "المحلي" أو بركات "المحلي" ، أو حتى ميدو "المحلي" - مش عارف محلي ازاي - فاسمحوا لي أن أقول : عفوا ، إذا كان هناك أحد في المنتخب محلي ، فهو مدربه "المحلي" حسن شحاتة.

فحسن شحاتة منذ تسلم قيادة المنتخب وهو لا يحقق انتصاراته إلا على المنتخبات المتواضعة التي لا تحتاج مدرب من الأساس للفوز عليها ، أما عندما يلتقي مع منتخبات حقيقية ، فإنه لم يحقق أي فوز "عليه القيمة" ، حتى أنني بدأت أتساءل : متى سنحقق فوزا على كبار أفريقيا في عهد شحاتة؟!

وكلامي هذا لا أقوله لأننا تعادلنا وعماد متعب يهدر هدف الفوز في الوقت الضائع ، لأنني كنت سأقوله حتى لو فاز المنتخب ، فلا يمكن أن يكون اختيار فتحي ونزول متعب وإبقاء شوقي نقاط تحسب لشحاتة ، حتى لو كنا أحرزنا هدفا من ركلة حرة أو من هجمة عنترية لـ"عنتر بن زكي"!

والواقع فإنه عندما قال شحاتة في تصريحاته الأخيرة إنه لا يعرف شيئا اسمه "عقدة المغرب" ، خشيت بالفعل من العقدة ، ولكني خشيت من "عقدة شحاتة" ، ويالها من عقدة!

هذه العقدة ظهرت واضحة وضوح الشمس في مباراة الفريق الأخيرة أمام المغرب ، فمنذ إعلان التشكيل الأساسي الذي سيلعب المباراة تيقنت أن الأمور لن تسير على مايرام هذه المرة ، لأن شحاتة بدلا من أن يضع تشكيلا مثيرا للأهداف ، وضع تشكيلا مثيرا للتساؤلات!

فلماذا بدأ شحاتة بالثلاثي أحمد فتحي واحمد حسن ومحمد بركات في نفس الوقت وجميعهم يستطيعون اللعب في نفس المكان تقريبا؟! ولماذا يلعب بأحمد فتحي في مركز الظهير الأيمن رغم أن محمد بركات وأحمد حسن يمكنها القيام بنفس الدور ، ولماذا لعب ببركات في مركز صانع الألعاب رغم أن أبو تريكة أكثر تميزا في هذا الدور؟ ولماذا أحمد حسن في مركز الارتكاز وهو المركز الذي لم يلعب فيه منذ رحيله عن الإسماعيلي؟!

كان أداء بركات مترهلا كما هي عادته مع المنتخب ، ولم يكن أحمد حسن في مستواه الطبيعي لأنه لا يزال يعاني من أزمة اللعب في غير مركزه ، وهي الأزمة التي يعانيها من مدرب إلى آخر ، ومن ظهير أيمن إلى وسط مدافع ، رغم أنه يلعب منذ خمس سنوات في مركز اللاعب تحت رأسي الحربة ، وهو لم يقم بهذا الدور مع المنتخب حتى الآن ، ولازلنا نتعجب لماذا أحمد حسن التركي غير أحمد حسن المصري!

ولعل أبرز خطأ على اشتراك فتحي في المباراة أنه لم يفعل شيئا يذكر باستثناء الهدف الذي أضاعه ، ولو كان بركات هو الذي يقوم بدوره لكان أحرز الهدف ببساطة ، وعندما خرج أحمد فتحي ونزل مكانه حسن مصطفى كلاعب ارتكاز مع عودة بركات إلى الجناح الأيمن ، استطاع المنتخب فرض سيطرته على وسط الملعب.

لكن شحاتة لم يستطع قراءة المباراة منذ بداية ، وركن إلى معرفته بأن المنتخب المغربي سوف يهاجم للحفاظ على آماله بالتأهل ، ففضل أن يكون المنتخب المصري صاحب رد الفعل وليس الفعل ، رغم أنه يلعب على أرضه وبين جماهيره ، وإذا لم نهزم المغرب الآن .. فمتى؟!

بل أن هناك علامة استفهام كبيرة للغاية حول أداء محمد شوقي في المباراة ، فشوقي لم يكن متواجدا بالمرة في الملعب ، لدرجة أن البعض ظن أنه خرج للعلاج ولم يعد ، ولكن بالرغم من ذلك أبى شحاتة أن يستبدله ، ولذلك لم ينجح خط الوسط في فرض سيطرته على الملعب وفشل في تحقيق خطورة من هجمات منظمة.

الخطورة التي شكلها المنتخب المصري في المباراة - على ندرتها - كانت من كرات ثابتة ، أو من هجمات عشوائية مرتدة بعد أنركن المغاربة للهجوم في الدقائق الأخيرة ، وكل هذه الأخطاء ليست أخطاء لاعبين وإنما أخطاء مدرب.

لقد لعب المنتخب المغربي مباراة طيبة بالنسبة إلى الأزمة الفنية التي عانى منها مؤخرا ، بل ووضح أن محمد فاخر يعلم نقاط ضعف منتخب مصر ، ولذلك لعب خلف محمد عبد الوهاب طوال المباراة ، وهي الجبهة التي صدعت رؤوسنا دون أن يجد لها شحاتة حلا ، وانتظروا مباراة الأهلي والجيش الملكي في كأس السوبر لتتأكدوا من ذلك.

من الآن أقولها .. المنتخب المصري سيلعب أمام كوت ديفوار بنفس الطريقة أملا في نقطة التعادل التي ستصعد بنا كثاني المجموعة ، وإذا سارت الأمور في هذا الطريق فسنلاقي الكاميرون في دور الثمانية ، ولأنها من كبار أفريقيا .. فاستعدوا لركلات الترجيح من الآن!

ملحوظة هامة : "المصري" محمد زيدان تقدم لماينتس "الألماني" على بايرن ميونيخ "بطل الدوري الألماني" حتى لحظة نشر هذا المقال .. واضح؟

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات