كتب : أحمد سعيد | السبت، 14 أكتوبر 2006 - 21:03

عن أي زمالك نتحدث؟

إذا كان الأديب الاسكتلندي الشهير روبرت لويس ستيفنسون صاحب رواية "دكتور جيكل ومستر هايد" حيا إلى الآن ، لما وجد أفضل من حال فريق كرة القدم في الزمالك كي يقدم تجسيدا واقعيا لعمله الكلاسيكي الخالد.

والرواية - لمن لم يقرأها - تحكي قصة دكتور جيكل الذي يجري بعض التجارب العلمية حسنة النية على نفسه ما يتسبب في تحوله لفترات متفاوتة إلى شخصية مستر هايد السادي الشرير.

ولكن هذا العمل الذي ينظر إليه باعتباره أفضل تعبير عن الخير والشر أو الجانب الإيجابي والسلبي في الشخصية الواحدة ، لا يكاد يقارن بما قدمه الزمالك لجماهيره على "مسرح" القاهرة الدولي أمام طنطا في الدوري الممتاز.

نظرة سريعة على الجماهير كانت كافية لإدراك أن المدرجات لن تمتلئ عن أخرها في تلك المباراة غير المذاعة تليفزيونيا ، ولكنها كافية أيضا لمعرفة أن عدد المشجعين كان أكبر من متوسط مثيله في مباريات الزمالك الماضية في الموسم الجاري.

وبدأ التوجس مع إعلان تشكيل الزمالك الذي ضم كل من معتز إينو وأحمد حسام الغائبان عن المباريات منذ فترة غير قصيرة إضافة إلى الغاني أويلي كواي "جونيور" والذي لعب أول مباراة له هذا الموسم أمام الإسماعيلي ولم يقدم ما يحفظ له موقعه بين الأساسيين.

وبالفعل ، لم تمض أكثر من عشر دقائق فقط على انطلاق المباراة ، نجح الزمالك خلالها في إحراز هدف التقدم ، إلا وبدأت الآثار السلبية لتجارب مانويل كاجودا "حسنة النية" تبدو على الفريق وتظهر الجانب السلبي في أداءه.

اهتزاز غير مبرر من حارس المرمى محمد عبد المنصف ، أخطاء بالجملة في منتصف الملعب إما بسبب بطء جونيور أو الهبوط الدرامي في مستوى إينو ، هجوم يفتقد نصف فاعليته بسبب استسلام عبد الحليم علي للرقابة ، إلى جانب أداء متذبذب صعودا وهبوطا من وائل القباني ، طارق السيد وحسام.

وكما هو متوقع ، بدأ التوتر يسري في صفوف الجماهير ويتحول مع الوقت وتكرار الأخطاء إلى ثورة عارمة ظهرت ملامحها في هجوم قاس على إينو بسبب سوء مستواه وأنباء توقيعه للأهلي ، واستياء شديد من جونيور تجلى في هتاف جماعي باسم مجدي عطوة ، إلى جانب الدعاء إلى الله بسرعة شفاء عبد الواحد السيد.

وفي الاستراحة ، علت همهمات الجماهير في نقاش حول السبب الرئيسي لهذا التدهور والذي دفع رجل خمسيني متحمس إلى فقدان سيطرته على أعصابه والبدء في سباب الجميع من مجلس إدارة حال ومجالس سابقة ، والجهاز الفني ، واللاعبين من كان موجودا منهم في الملعب ومن لم تطأ الأرض قدماه!

إلا أن الشوط الثاني بدأ حاملا معه الوجه الآخر من العملة وبدا وكأن الزمالك استعاد كل إيجابياته دفعة واحدة ومعها رضا ومساندة جماهيره.

البديل محمد أبو العلا أشعل الجبهة اليسرى نشاطا بمساعدة طارق السيد ، جمال حمزة في منتصف الملعب يؤدي بشكل راق ، قبل أن ينضم إلى عمرو زكي في الأمام مفسحا الطريق لعطوة كي يقدم لمساته الذكية.

وتوج الثلاثي الأخير تألقهم بثلاثة أهداف كانت كلمة السر لانطلاق أهازيج التشجيع في مدرجات راحت تهتف مطالبة لاعبيها باستعادة درع الدوري وكأن جماهير صبورة متفائلة واثقة تم استبدالهم بهؤلاء الناقمين الذي تواجدوا منذ بداية المباراة.

وحملت تعليقات الناس أثناء خروجهم من الاستاد تساؤلا واحدا اختلفت صيغ طرحه فيما بينهم: من هو الزمالك الحقيقي هذا الموسم ، أهو فريق الشوط الثاني الذي فاز على إنبي والإسماعيلي وبتروجيت أم فريق الشوط الأول الذي تعادل مع الأوليمبي وخسر أمام المحلة والجيش؟

ولكن لم يستطع أحد إعطاء إجابة واضحة باستثناء الرجل الذي كان غاضبا من الكل فيما بين الشوطين ، عندما قال وابتسامة رضا تعلو شفتيه "أريد أن أحضر جميع المباريات في الملعب حتى وإن كانت مذاعة تليفزيونيا ، ولكني لا أضمن أن يلعبوا دائما هكذا".

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات