كتب : أحمد الخشاب | الإثنين، 28 يوليه 2008 - 19:40

قمة الأهلي والأهلي

قبل عام 1991 كان في عالم السياسة قطبين كبيرين هما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي الذي أنهار لأسباب عدة لا مجال لسردها الان ، هذا الكيان العملاق أعلن انهياره رئيس دخل التاريخ من أوسع أبوابه هو ميخائيل جورباتشوف اخر رؤساء الاتحاد السوفيتي "السابق".

ومن الطريف أن الولايات المتحدة كان يرمز لها إبان الحرب الباردة مع غريمها السوفيتي باللون الأبيض ، فيما كان اللون الأحمر هو رمز دولة الشيوعية السوفيتية -غير الموجودة حاليا- لكن يمثلها النادي الأهلي بلونه الأحمر الشهير!

خسارة الزمالك مباراة السوبر أمام الأهلي والتي حملت رقم 14 من 16 مباراة خاضها الفريقان خلال السنوات الأربع الماضية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك انهيار ما يعرف بالقلعة البيضاء مثلما انهار الاتحاد السوفيتي العملاق في سنوات معدودة انهار الزمالك في أربع سنوات فقط.

لم يعد هناك قمة مصرية معتادة كالتالي نهلل لها منذ أكثر من نصف قرن من الزمان ، فلم يعد هناك ما يسمى بالقطبية أصلا سواء على مستوى السياسة ، مثلما لم يعد هناك قطب كروي مصري ينافس الأهلي في أي مباراة وليس في أي بطولة!

الأهلي يدخل أي مباراة ونتيجتها محسومة مسبقا ، نظرا لان الزمالك المنافس الأقوى له نظريا لم يعد بالند أصلا ، أو حتى القادر على تهديد عرين الأسد الأحمر القطب الكروي الأوحد مصريا وإفريقيا وربما عربيا وسيظل كذلك لسنوات لحين بزوغ قطب إفريقي جديد لكنه سيظل كذلك محليا إلى أن يشاء الله.

لا داعي من الان لكل هذا الشحن الإعلامي قبل أي مباراة للأهلي والزمالك ، مع كامل احترامي لجمهور الزمالك الذي أصبح في تناقص مستمر ، وبعد عدة سنوات ستصبح جماهير الإسماعيلي والاتحاد والمصري وربما بتروجيت وإنبي أكثر منه عدداَ.

مباراة الأهلي والزمالك كانت في الماضي البعيد صعب التوقع بنتيجتها حتى لو كان الأهلي في أفضل حالاته والزمالك في أسوأها ، لكن مؤخرا باتت الجماهير الأهلاوية تتنافس فيما بينها على توقع عدد الأهداف التي سيمطر بها لاعبو الأحمر مرمى الفريق الأبيض ، فالفوز للأهلي لا محالة حتى لو لعب من دون حارس مرمى.

لذا أدعو الجميع سواء وسائل الإعلام أو الجماهير أن يوفروا مجهودهم وألا يمنحوا أي أهمية لأي مباراة قادمة تجمع الفريقين ، فلا يوجد مباراة قمة للكرة المصرية حاليا ، ولننتظر أن يعود الإسماعيلي من جديد ليحل محل الزمالك ، أو ربما يتعملق إنبي أو بتروجيت ، ولكن في كل الأحول لن يكون هناك مباراة قمة مصرية على الإطلاق ، "قمة أزاي والأهلي بيلاعب نفسه".

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات