كتب : أحمد سعيد | الجمعة، 08 أغسطس 2008 - 21:25

حينما يرتعد "الكبار" .. من "صغار" الإنترنت

حينما يفقد الرجال رباطة الجأش ويرتعدون أمام خطر يهددهم، يصبح مظهرهم مؤسفا. وما حدث ولايزال يحدث على شاشة قناة "مودرن سبورت" أبلغ دليل على ذلك.

أكتب في هذا الموضوع كمدير لتحرير FilGoal.com الذي اختاره السيد مدحت شلبي مدخلا لحلقته عن قناة الأهلي الجديدة وحقوق البث التليفزيوني، عندما أكد أن الخبر الذي نشرناه صباح الخميس "عار تماما من الصحة" و"بلا مصدر يعتد به" .. ثم عاد وتعرض له مجددا من خلال مناقشة مقال الزميل خالد طلعت هو وضيوفه في اليوم التالي.

ولأننا نؤمن أن هذه المساحة من حق جمهور الموقع وليست من أجل الدفاع عن نفسنا أو خوض معارك شخصية، فإننا غالبا لا نرد، إلا في حالات نادرة ربما تكون هذه أهمها على الإطلاق.

ومواقع الإنترنت تعتبر "عفريتا" لكثير من أساطين الإعلام الرياضي هذه الأيام.

لا يكادوا يتخيلون أن شبابا في العشرينات والثلاثينات يسبقونهم ثقافة ومهارة ويسحبون من تحت أقدامهم البساط بمعلومة كاملة، وتغطية سريعة، وحيوية في الحركة والكتابة والتعليق والتحليل.

ويتحمل FilGoal.com مع عدد من المواقع الزميلة – سواء تلك التي تتبنى الحياد أو التي تساند أحد الأندية بشكل واضح والتي نكن لها جميعا كل التقدير والاحترام - صعوبات كبيرة في هذا الأمر.

فحينما ننشر أو ينشر غيرنا خبرا صحيحا وهو ما يحدث يوميا، يسارع عمالقة القنوات الفضائية بنقله وبثه على الهواء من دون الإشارة إلى من قاموا بالعمل واجتهدوا في سبيل الحصول على المعلومة وتوصيلها لجماهريهم.

أما إذا اجتهد أحدنا وأخطأ، يصبح الخطأ منسوبا لصاحبه بصورة فجة، ويتحول إلى مادة للتكذيب وأحيانا للسخرية "من هؤلاء الأولاد الذين يلعبون على الإنترنت".

ولكنني أطرح الآن بعض الأسئلة لجماهير الموقع و"لكبار" القنوات الفضائية، إذا كان لديهم وقت للإجابة عن تساؤلات "صغار" الإنترنت:

• هل تسبب خبر "عار من الصحة" نشره FilGoal.com في تحرك ثمانية أندية وإرسال مخاطبات رسمية للاتحاد المصري للكرة للاستفسار عن إذاعة مباريات الأهلي حصريا على قناته الفضائية وإبداء رفضهم لإذاعة مباريات الدوري على أرضهم؟

• هل تسبب خبر "عار من الصحة" في اتصالات بين ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك الموجود حاليا في إسبانيا وأحمد أنيس رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون لتأكيد حق الزمالك في الحصول على أي مميزات يحصل عليها الأهلي بموجب الاتفاق الجديد؟

• هل تسبب "خبر عار من الصحة" في اتصال من الرجل الثاني في "دريم" إلى الرجل الثاني في "مودرن" يشكو فيه الأول من أنه موشك على الإفلاس وأن الخطر بات يهدد استثماراته التي وصلت إلى نصف مليار جنيه مصري؟

• هل تسبب "خبر غير صحيح" في مداخلة من مالك قناة "مودرن" د. وليد دعبس يشكو فيه ضرب الإعلام المصري الخاص لصالح الإعلام العربي ممثلا في (إيه. أر. تي.) التي تمتلك نسبة كبيرة في قناة الأهلي؟

• وهل من المهنية تخصيص أكثر من ساعة من وقت برنامجك ووقت جمهورك لتفنيد خبر "عار من الصحة وليس له مصدر"؟

• وهل من الاحترافية استقبال مداخلات تليفونية من عدد كبير من مسؤولي الأندية المصرية التي لم تكن طرفا في القضية بعد، وعدم الاتصال بأي من مسؤولي الأهلي، أو اتحاد الإذاعة والتليفزيون، أو حتى أي شخص من الموقع الذي نشر الخبر، باعتبارهم الأطراف الثلاثة المعنية بالأمر؟

الإجابات معروفة بالطبع. وأكدها بيان الأهلي الذي صدر على موقعه "الرسمي" وأكد فيه بالفعل التوصل لهذا الاتفاق وصحة الخبر الذي بثه FilGoal.com قبل ساعات من الإعلان الرسمي.

إذن فقد انتصر "صغار" الإنترنت مرة أخرى، وظهر "كبار" الفضائيات إما لا يعلمون بما يجري في قضية تخص لب عملهم أو أنهم يعلمون ويحاولون ممارسة ضغوط للتأثير على الجماهير وبالتالي على صانع القرار ولكن من خلال قالب يفترض أنه إعلامي محايد.

وبعدما تأكد الجميع من صحة الخبر، فقد بعضهم السيطرة وظهر عليه الارتعاد أكثر وأكثر وبات يهاجم في كل الاتجاهات وبلا هدف محدد، حتى أنهم خصصوا وقتا طويلا أيضا من برنامجهم لانتقاد "صغار" الإنترنت ومحاولاتهم للبروز والتألق على حساب "الكبار" بل إن المناقشة لم تصل خط النهاية إلا عندما أكد أحدهم أن هؤلاء "الصغار لا يجب إعطائهم مساحة كبيرة".

يا سيدي، لا تهدروا وقتكم الثمين في مناقشة "صغائرنا" .. وطدوا مراكزكم في أبراجكم العاجية العالية، واصلوا الابتعاد عن إيقاع العصر .. أكملوا حياتكم وأنتم تظنون أنكم على القمة والكل يلهث خلفكم حتى تفيقون وتجدون الجميع يهربون إلى من هم أنشط، وأسرع وأقرب إلى قلوبهم وعقولهم.

وأوجه كلمة أخيرة إلى زوار ومستخدمي موقع FilGoal.com الكرام: أعتذر لكم على تخصيص كل هذه المساحة للرد على الآخرين، وأعدكم أننا سنواصل التفكير والإبداع وبذل الجهد من أجلكم، وإذا رأيتمونا نشترك في معارك خاصة وندخل في مشاجرات، فاعلموا أننا أوشكنا على الإفلاس، ولا نجد جديدا نقدمه لكم .. وهنا يمكنك البحث عن بديل بين "الكبار".

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات