كتب : أحمد الخشاب | الأربعاء، 25 مارس 2009 - 20:00

"يللا نشجع مصر"

كنت من المحظوظين الذين فرحوا بالوصول إلى كأس العالم 90، وهللت لهدف حسام حسن في مرمى الجزائر يوم 17 نوفمبر 1989، وفهمت لأول مرة معنى مقولة "تعادل بطعم الفوز" عندما نزلت إلى شوارع القاهرة عقب التعادل مع هولندا بطلة أوروبا آنذاك، وهللت ورددت الهتاف التاريخي "جووهاررري.. جووهاررري".

كانت أياما جميلة حقا، حينها كنت مراهقا لا أفهم من أمور الحياة الكثير، لكني فرحت لفرحة هذا الشعب الذي تسعده كرة القدم كثيرا، ويعتبرها المصريون النافذة الوحيدة للتعبير عن انتمائهم لهذا البلد.

أنا -ومثلي الملايين- نسب ونلعن مصر يوميا، نظرا لأننا نعاني داخل وطننا، نعاني من كل شيء، فلا يوجد أي شيء يسبب لنا أي سعادة أو راحة، فكلنا منهكون، مرهقون، تدهسنا الحياة يوميا.

لكننا لا نتحمل أن ينطق أي غريب كلمة واحدة يسب أو حتى يلمح فيها بأي سباب أو استهزاء على مصر، حتى ولو كان ما ينطق به واقعا وحقيقيا، وذلك لانتمائنا لتراب هذا الوطن الذي ولدنا على أرضه وسنموت وندفن تحت ترابه.

كرة القدم مصدر فرحتنا جميعا، إلى الحد الذي جعلني أتخيل أن أي هدف يسجله أي لاعب من لاعبي المنتخب مع ناديه هو هدف التأهل لكأس العالم، فلو سجل عمرو زكي مع ويجان أقول في سري "يا سلام لو الهدف ده كان في مرمى زامبيا أو رواندا أو الجزائر"، ولو سجل أبو تريكة أو أحمد حسن للأهلي في القميص الأحمر أتمنى في سري أن يكون هذا القميص قميص مصر، والهدف سبب في فرحة كل الشعب المصري وليس الأهلاوية فقط.

كلنا ننتظر الفرحة الكبيرة بوصولنا إلى كأس العالم، ولدينا الإمكانات التي تؤهلنا لذلك، لكن يجب أن يتضافر الجميع لأجل تحقيق هذا الهدف، ولي عدة أمنيات لجميع الجهات حتى يكتمل الحلم:

اللاعبون: يجب أن ينسوا تماما أنهم أبطال إفريقيا، وأن يركزوا في كل مباراة على حدة على أنها التي ستصل بنا إلى المونديال، وأن يغلبوا مصلحة بلادهم على مصلحتهم الشخصية التي ستتحقق كاملة عقب التأهل إن شاء الله. وإني على ثقة من أن هؤلاء اللاعبين يحبون بلادهم كثيرا، وبالطبع يريدون تتويج تاريخهم مع الكرة باللعب في كأس العالم.

الجهاز الفني: يجب أن يتعامل مع كل مباراة سواء في التشكيل أو التغييرات بشكل يحقق مصلحة مصر أولا، وليس أي شخص مهما كان، ولا يخشى من أي لاعب حال استبعاده، وفي حال حدوث أي خروج عن النص يجب على حسن شحاتة وزملائه فضح هذا اللاعب أمام الجماهير لأن هذا أفضل عقاب لغير الملتزمين.

الجماهير: يجب أن ينسوا قليلا موضوع الأهلي والزمالك والإسماعيلي والدوري "التعبان بتاعنا"، هذا التعصب الأعمى الذي يسيطر على الجميع لا يفيد أي طرف، ويجب في كل مباراة بداية من زامبيا أن يحضروا بكثافة إلى الاستاد بغض النظر عن "بدعة" التعنت الأمني التي ظهرت مؤخرا بفعل فاعل والتي أعتقد أنها لن تكون موجودة في مباريات المنتخب، وذلك لأن ما يمكن أن تسكت عنه جماهير الأندية لا يمكن أن تتحمله جماهير مصر كلها، لأن هذا -حال حدوثه- سيكون كارثة على الجميع لا قدر الله.

الإعلام: وهذا تركته إلى آخر المقال لأن دوره خطير للغاية، وخاصة في الفترة الأخيرة بعدما تحولت كل صحيفة وبرنامج فضائي لخدمة مصالح صاحبه أو النادي الذي ينتمي له بعيدا عن أي دور يخدم الصالح العام ، فيجب أن يكف الجميع عن صراع المصالح الشخصية، والتركيز مع المنتخب، ومؤازرته، ونبذ الخلافات الشخصية بين المسئولين الذين هم مقدمو هذه البرامج ولو حتى خلال مباريات المنتخب "وبعد كدة يكملوا خناقهم".

فكلنا مصريون، ويجب أن نجتمع على تحقيق هذا الهدف الذي سيفرحنا جميعا، ويجعلنا نفتخر بمصريتنا أمام العالم، وخاصة العرب الذين يعيروننا بأننا 80 مليونا، وتأهلنا إلى كأس العالم مرتين فقط.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات