كتب : عبد العزيز عبد الشافي | الأحد، 27 سبتمبر 2009 - 18:12

الحماس أضاع فوزا أكبر

تخطى منتخب الشباب عقبة صعبة، لا لمجرد الفوز على ترينيداد وتوباجو، بل بعدما حمل اللاعبون بنجاح المسؤولية الملقاة على عاتقهم من 80 مليون مصري، وليس فقط 80 ألف مشجعا متحمسا.

أثبتت المباراة أن مصر تملك جيلا واعدا من اللاعبين، وأشيد بالمنتخب يتقدمه الجهاز الفني سواء ميروسلاف سوكوب أو هاني رمزي، فقط على الفريق تفادي بعض النقاط أمام باراجواي وإيطاليا.

اللاعبون أدوا مباراة على أعلى مستوى، فالفريق كان يعلم أنه دخل معرض دولي لتقديم المواهب، ولذا شهدت المباراة منذ بدايتها قوة أبناء مصر، إذ خاضوا اللقاء بحماس شديد في محاولة لإثبات الذات.

اللياقة البدنية للمنتخب أثارت إعجابي، فالطاقة الكبيرة التي بذلها الفريق في الشوط الأول، دفعتني للخوف من ألا يواصل الفراعنة الأداء السريع في الشوط الثاني، خصوصا أن لاعبي ترينيداد وتوباجو يتميزون بالقوة.

ولكن منتخب مصر أثبت أنه خضع لتأهيل بدني عالي المستوى، بعد استمرار الأداء القوي طول الشوط الثاني وبنفس الطاقة التي رأيناها في الشوط الأول.

ودعونا نلقي الضوء أكثر على أداء المنتخب أمام ترينيداد وتوباجو، ولنبدأ بخط هجوم مصر.

للفرص المهدرة سببا فنيا، فالمجهود الذي بذله اللاعبون في الدفاع والوسط، جعلهم حتى إذا وصلوا إلى الثلث الهجومي يكونوا قد استنفذوا طاقتهم، فغابت الدقة في اللمسة الأخيرة.

ولذا ظهرت بعض العيوب في الهجوم مثل الأنانية والتسرع وعدم التمركز الجيد، وأدى ذلك إلى إهدار الفرص السهلة، حتى هدف "عفروتو" جاء من مهارة فردية.

وأتمني معالجة هذه السلبية في المباريات القادمة لأننا سنحتاج لاستغلال كل الفرص في مواجهة الفرق الأقوى مثل باراجواي وإيطاليا.

بينما تجدر الإشارة كذلك، إلى أن إهدار الفرص ليس بالظاهرة السلبية فقط، فهو دليل تفوق هجومي كذلك.

دفاعا، ظهر استيعاب الفريق لطريقة 4/4/2 ونفذها بأداء راق، ولكن أخطر العيوب كان في منطقة عمق الخط الخلفي حيث حصل المنافس على عدة فرص، ويجب معالجة هذا العيب في أسرع وقت ممكن.

خاصة وأن مدربي الفرق المنافسة بالتأكيد شاهدوا اللقاء وسيلعبون على هذه النقطة.

كما أن الفريق بحاجة لاكتساب خبرة أكبر، وهو ما ظهر في حصول ثلاثة من لاعبي مصر على بطاقات صفراء في شوط واحد.

ولابد على اللاعبين أن يعرفوا أن وجود هذا الحشد الهائل من الجمهور لن يشفع لهم عند الحكام، فليس مقبولا حصول لاعب على إنذار بسبب لعب الكرة بعد صافرة الحكم أو محاولة إيقاف الكرة باليد حتى لا تصل للمنافس.

ولابد هنا من الإشادة بمستوى الحكم البلجيكي فرانك دي بليكير الذي كان مستواه فوق الممتاز، وهو بالمناسبة من أشهر الحكام في أوروبا، وأعتقد أنه منح اللاعبين ثقة والحكام المصريين دروسا جيدة خلال اللقاء.

أما فيما يخص اللاعبين أنفسهم، فالفريق كله بلا استثناء عناصر واعدة، وقد أعجبني أداء حارس المرمى علي لطفي والكرات التي تصدى لها.

كما أن المهاجم محمد طلعت ـ وهو الوحيد المعروف من قبل البطولة ـ لم يظهر بصورة جيدة في الشوط الأول ولكنه تفوق على نفسه في الشوط الثاني.

أود كذلك الإشارة إلى دقة الجهاز الفني في إجراء التغييرات السليمة، ولكني كنت أتمنى استبدال طلعت في الربع ساعة الأخيرة من اللقاء لإراحته بعد المجهود الشديد الذي بذله، ولإعطاء الفرصة لغيره للمشاركة في المباراة.

أخيرا، رسالتي إلى لاعبي الفريق المصري اللذين أدوا المباراة برجولة فاقت كل التصورات هي الاستمرار على نفس المنوال.

يجب ألا نكتفي بالبداية المشرفة فقط لأن الضربة الأولى عادة ما ترتبط بحوافز نفسية ومخزون إرادي هائل قد يقل مع الوقت إذا لم نتمكن من تفادي ذلك.

أما للإعلام، فلا تبالغوا في الفرحة والإشادة بالفوز المصري على الفريق "المنظم خططيا" ترينيداد وتوباجو، حتى لا يؤثر ذلك على تركيز اللاعبين ويبعدهم عن التركيز في الفنيات، وهو ما يؤدي إلى فقد التوازن النفسي الذي يضيع اللاعب تماما. فالبطولة ليست مباراة واحدة لكننا سنواجه فرقا أكثر مهارة وخبرة دولية بعد ذلك.

وبما أننا لن نرى استاد الجيش ببرج العرب إلا في ختام البطولة، فاسمحوا لي بالإشادة بهذه التحفة المعمارية وأتوجه في ذلك بالشكر للقوات المسلحة على هذا البناء المشرف لكل المصريين.

وأتمنى من الجمهور الاستمرار في مساندة الفريق وإبهار العالم بنظامنا الذي عودناهم عليه في البطولات السابقة.

كل التوفيق لشبابنا الرائع، وأتمنى أن نلتقي في تحليل الفوز المقبل على باراجواي يوم الإثنين بإذن الله تعالى.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات