كتب : عبد العزيز عبد الشافي | الجمعة، 02 أكتوبر 2009 - 01:22

الآن فقط دخلنا في أجواء البطولة

لم نتأهل فقط إلى الدور التالي لبطولة كأس العالم للشباب، وإنما صعدنا كأول المجموعة التي ضمت فرقا قوية بحجم إيطاليا وباراجواي.

التأهل كأول المجموعة له عدة مكاسب أهمها أننا سنواجه أحد ثوالث المجموعات الأخرى –المجموعة الثالثة غالبا – وهو مايعني أننا سنحافظ على حالة التوازن النفسي التي لاحظناها في مباراة إيطاليا.

ظهر بوضوح التغلب على بعض السلبيات التي عانينا منها في المباريات السابقة وبالأخص في مباراة باراجواي، فوجدنا التمركز الدفاعي لأول مرة جيد إلى حد كبير في مواجهة فريق إيطاليا بغض النظر عن مستوى إيطاليا في هذه البطولة.

ظهر أخيرا التنوع في شكل الأداء الهجومي، وهو ما افتقدناه بشدة في مباراة باراجواي التي سارت على وتيرة واحدة، وإن استمرت حالة الفردية في بعض الأوقات.

محمد طلعت على الرغم من غيابه عن التهديف إلا أنه نجح في خلق عمق هجومي بالضغط على لاعبي دفاع إيطاليا ليترك مساحات لغيره من اللاعبين ( شاهدوا الهدفين الأول والثاني للتأكد من ذلك).

قدرة لاعبينا على تحقيق التقدم في النتيجة بعدما استطاع المنتخب الإيطالي إدراك التعادل مرتين يعد من أهم مظاهر النجاح في هذا اللقاء، حتى ظهر الشعور بضرورة الحفاظ على المكسب وهو ما مكن لاعبينا من تعزيز الهدف الثالث بهدف رابع.

نجاح التغييرات التي أجراها المدير الفني ميروسلاف سوكوب تحسب له بقوة، فأن تستطيع التغلب على النقص المفاجئ في الصفوف سواء بسبب الإصابة أو بسبب الاستبعاد، وأن تمتلك مقاعد بدلاء بهذه القوة تمكنك من تحقيق الفوزفهو بلا شك دليل نجاح.

اللاعبان أحمد شكري وأحمد فتحي "بوجي" إضافة قوية للفريق خاصة بعد الثقة الهائلة التي حصلا عليها بعدما أحرز كل منهما هدفين.

حققنا في المباراة مكسبا معنويا عاليا، بأن دخل اللاعبون في أجواء البطولة في الوقت المناسب، فمباريات المجموعات غالبا ما تكون مثل الدوري، يفكر اللاعب في أن ضياع نقطة من الممكن تعويضها فيما بعد وهو ما أدى إلى تذبذب مستويات جميع الفرق تقريبا (باستثناء المنتخب الإسباني الذي يمتلك ثقافة ومهارات خاصة به جعلته يحافظ على مستواه).

وأن تنهي لقاءات المجموعة بفوز كبير كهذا هو بلا شك دافعا قويا لاستمرار المنافسة على المقاعد المتقدمة في البطولة.

أعتقد أن الحالة الفنية لجميع فرق البطولة تقريبا أصبحت مقروءة، والفريق القادر على الحفاظ على هذه الحالة الفنية هو من سيحقق الفوز.

أقول مجددا، أرجو ألا نبالغ في الفرحة كما بالغنا من قبل في الفرحة والحزن وألا نتعجل الحكم على اللاعبين بعد مباراة واحدة وأن يكون هناك موضوعية في التقييم، وأعتقد أن الفوز على إيطاليا والذي جاء بعد نبرة التشاؤم التي سادت بعد الهزيمة من باراجواي هو خير مشجع على ذلك.

فمن عيوبنا أننا نرى أن المدير الفني عبقري إذا فاز، أما إن خسر..فهو فاشل!

فلنستمر في مساندة الشباب ثم نحاسبهم في النهاية، أتمنى من الجمهور – وهو السبب الأول في نجاح البطولة – أن يستمر في المساندة حتى نستمر في المنافسة.

وأرى أن تخطي الدورين المقبلين هو الإنجاز المنشود في الفترة الحالية، فقط إذا حافظ اللاعبون على الثبات النفسي الذي وصلوا له في هذه المباراة.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات