كتب : أحمد الخشاب | الأحد، 22 نوفمبر 2009 - 14:59

طب الجزائر "وحشة".. وبعدين؟!

ما فعله ويفعله الإعلام المصري الرسمي والخاص المقروء والمسموع والمرئي، منذ شهور وحتى الآن، أثبت أنه إعلام قوي محليّا فقط، لكنه غير مؤثر على الإطلاق خارج حدود الوطن!

فعلى مدار شهور تفنن الإعلام في تسخين الأجواء حتى احترقت لدرجة دفعت البعض للاعتداء على سفارة الجزائر دون وعي لتأثير ذلك على موقفنا، لكن رغم كل ذلك لفت نظري عدة حقائق تثبت مجددا أن هذا الإعلام هدفه الإثارة والتأثير المحلي فقط، وبالطبع البحث عن أكبر قدر من الإعلانات والفلوس دون النظر للمصلحة الوطنية التي يزايد عليها الكثيرون.

هذا الإعلام الذي يشحننا منذ شهور ضد الجزائر لم يفعل أي شيء لإثبات تعرض المصريين للاعتداءات في السودان لدرجة أن كل وسائل الإعلام العربية والعالمية تشكك أصلاً في تعرض أي مواطن مصري لأي اعتداء في الخرطوم، وتشكك في إعلامنا.. فما بالكم بالجزائريين.

إعلامنا أفرد مساحاتٍ للتأثير علينا وشحننا واستضافة شهود عيان يرون ما حدث في "جحيم" الخرطوم، لكنه لم يفكر لحظة في مخاطبة الآخر، وأقصد هنا بالآخر وسائل الإعلام غير المصرية بهدف إثبات حقوقنا التي نؤمن بها نحن فقط.

فقناة مثل "الجزيرة" الرياضة تتبنى وجهة نظر الجزائر على طول الخط، ولم يفكر أحد إعلامينا العباقرة للحظة في كيفية تغيير وجهة نظر "الجزيرة" أو على الأقل فضحها، كما أن وسائل الإعلام العالمية تشكك في الرواية المصرية لدرجة أن الإعلام التركي "مشفق" على الجزائر. (على حد قول نجمنا عبد الظاهر السقا).

إذن، فلماذا كل هذا الشحن طالما صوتنا لا يصل خارج الحدود، هذا الشحن الزائد يضر أكثر مما يفيد بدليل أن خبر الشغب حول سفارة الجزائر تم أخذه علينا على الرغم من كونه رد فعل لما تم في الخرطوم وقبله في الجزائر عقب مباراة القاهرة.

ماذا فعلتم أيها الإعلاميون المحترمون لتدعيم ملف مصر بالصور والفيديوهات والأحداث من أجل تقديمه للـ(فيفا) الذي يشكك أساسا فيما حدث، على الرغم من أن مسئوليه ينوون عقاب مصر بسبب تعرض الأتوبيس الجزائري للتكسير في القاهرة، وذلك لأن الجانب الجزائري تحرك سريعا واستدعى قنوات مثل (TV5، والجزيرة) التي صورت الأتوبيس وعرضته فورا، وتقدم بشكوى رسمية وعاجلة ومازلنا نحن "نرغي في ودان بعض" دون أي تحرك عاجل ورسمي وفاعل.

هذه القنوات التي تحظى بانتشار وثقة عربية ودولية وقفت إلى جوار وجهة النظر الجزائرية، ونحن ما زلنا نخاطب أنفسنا في الفضائيات المحلية، وبناء على ما فعلته الجزائر تحرك الـ(فيفا) الذي ما زال ينتظر الملف المصري، فيما تتواصل الاحتفالات الجزائرية بالتأهل لكأس العالم، ونحن هنا نسبهم ونلعنهم وهم لا يعيروننا أي اهتمام كالذي "يؤذن في مالطة".

ملاحظات سريعة:

* الحكومة عامةً ووزارة الإعلام خاصةً فشلت فشلا ذريعا في معالجة هذه الأزمة منذ البداية، فكيف في مباراة مصيرية كهذه يذهب للتشجيع فنانون وإعلاميون ومطربون هدفهم الفسحة المجانية والاحتفال مع المنتخب بعد الانتصار الذي صوّره الإعلام أنه في متناولنا عقب مباراة القاهرة، في الوقت الذي تحركت فيه الجزائر سريعا وذهبت بالجمهور المناسب في الوقت والمكان المناسبين.

* هذا الإعلام يسب ويلعن كل ما هو جزائري الآن لدرجة جعلت البعض يفكر في تغيير اسم ميدان الجزائر بالمعادي إلى أي اسم آخر، "بالذمة ده كلام ناس عاقلة".

* أقسم لكم أن العلاقة مع الجزائر ستعود كما كانت، لكن المدهش أن الإعلاميين سيعودون أيضا لسابق عهدهم ويقولون الشعب الجزائري الشقيق والأحباء في الجزائر، وذلك لأنهم يركبون الموجة كل مرة، هذه الموجة التي تأتي لهم برواتبهم، كما أنه "لا أعداء دائمون ولا أصدقاء دائمون في السياسة".

* هذه الأزمة أثبتت أننا شعب حناجر لا شعب عقول، فالكل يتكلم؛ من له في الموضوع ومن عكس ذلك، فعلى الرغم من أن الموضوع رياضي كروي بالأساس، إلا أن الفنانين والإعلاميين وحتى الراقصات تكلموا في الأزمة من أجل المزايدة على الوطنية، مع العلم أن الأزمة تحولت لسياسية بالفعل، ونتمنى أن تنتهي على خير دون خسائر مادية أو معنوية للطرف المصري.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات