
كتب : أحمد سعيد | الثلاثاء، 01 ديسمبر 2009 - 02:02
عودة حازم وحسام
وحازم إمام هو من صنع الفرصة ومهد الطريق لحسام كي يتولى منصب المدير الفني للزمالك. وهي فرصة كان يسعى إليها الأول منذ قرار مجلس الإدارة بالاستغناء عن ميشيل ديكاستل بعد ثلاث مراحل فقط من انطلاق الدوري.
وانقسم يومها المجلس إلى ثلاثة أقسام: الأول مع هنري ميشيل، والثاني يؤيد نيلو فينجادا، والثالث يتكون من فرد واحد هو حازم إمام الذي اقترح تعيين زميل الملاعب مديرا فنيا.
رفض الجميع وسط حالة من الاستهجان، وفاز فريق ميشيل. ولكن المدرب الفرنسي لم يساعد نفسه على البقاء لتعود الكرة بين قدمي حازم فيمررها بنجاح هذه المرة إلى حسام وسط تصفيق جماهير الزمالك التي لم يستطع باقي أعضاء المجلس الوقوف أمام إرادتها.
وينبع الدعم الجماهيري لحسام من اسمه أولا، والانتصارات التي حققها مع الزمالك ثانيا، ثم أخيرا بسبب نجاحه في أولى تجاربه التدريبية مع المصري، الذي انتشله من هوة الهبوط وصنع منه فريقا محترما انتصر به بجدارة على الأهلي والزمالك.
الآن، وبعد وصول هذه الفرصة التاريخية لحسام على طبق من ذهب - كيف سيتعامل معها؟
الهدوء هو أول مطلب جماهيري من حسام حسن. فالبرود الذي كان يتميز به العميد وهو لاعبا في مواجهة الشباك افتقده تماما مع التحول إلى التدريب.
فكثيرا ما دخل حسام في مشادات كثيرة مع الحكام، والجمهور، ومدربي الفرق المنافسة أثناء تجربتيه مع المصري ثم المصرية للاتصالات. وإذا كانت عصبية حسام وتجاوزاته في بعض الأحيان لم تبرز كاملة بسبب غياب التغطية الإعلامية المكثفة عن فريقيه السابقين، فإن وجوده في الزمالك سيضعه تحت المنظار 24 ساعة في اليوم، وطوال المباريات العشرين المتبقية في عمر الدوري الممتاز.
ولن يكون من اللائق أبدا أن يخرج حسام حسن عن شعوره ويشاكس الجميع لأن المطلوب منه التحكم في أعضاء فريق عرف عنهم العصبية، وبالتالي فإن توتره هو شخصيا قد يفتح الباب أمام مزيد من الانفلات ومن ثم العقوبات عليه وعلى لاعبيه.
على حسام أن يدرك أيضا أن اختلاف أهداف وتطلعات الزمالك عن فريقي المصري والاتصالات تتطلب اختلافا أيضا في طريقة التعامل مع المهمة الجديدة. فالهدف هنا ليس البقاء في الدوري بل عودة الانتصارات، والمنافسة على البطولات، وتحسن الأداء، وتحقيق أقصى استفادة من حجم النجوم الموجودين على لائحة الفريق.
الأمر الثالث هو ضرورة تخلص حسام من عقدة الاضطهاد والترصد التي يشعر بها من الجميع تجاهه هو وشقيقه إبراهيم. صحيح هناك من يقف ضد التوأم ولكن هناك من يساندونهما أيضا، والفريق الثاني بالتأكيد أكثر عددا وأكبر تأثيرا من الأول، والدليل تألق حسام لاعبا مع أكثر من فريق، ثم مدربا الآن حتى وصل إلى مقعد المدير الفني للزمالك بعد أقل من ثلاث سنوات من اعتزال الكرة.
ولكن حتى مع قيام حسام بكل ما سبق، على مجلس الإدارة وخاصة حازم إمام مواصلة تهيئة الفرص له وجهازه الجديد حتى لا يرى المشجعون مدربا رابعا للفريق في موسم واحد كان شعار "الاستقرار" هو عنوانه الصيف الماضي.
الجميع يعلم جيدا أن حسام لن يقبل تدخلا في عمله، وبالتالي فإن على حازم ممارسة قدر من السيطرة على رغبات باقي أعضاء مجلس الإدارة في مناقشة أمور الكرة مع حسام، وتقتصر حلقة الاتصال بين المدير الفني والمجلس على الثعلب باعتباره عضوا بالمجلس، وأحد رموز الكرة في النادي، وصديقا قريبا من العميد.
من المهم أيضا أن يوفر المجلس دعما معنويا كبيرا للعميد، الذي ربما يرغب في غربلة الفريق، أو تحجيم دور بعض اللاعبين الكبار أصحاب السطوة، أو استبعاد هذا وضم ذاك لأن الاعتقاد بأن حسام حسن سيكون مدربا قابلا للترويض قد يكون رصاصة النهاية على تجربة لم تبدأ بعد.
المغامرة تبدو خطيرة، سواء لحازم في أولى سنوات عمله كعضو لمجلس الإدارة، أو لحسام في أولى خطواته كمدير فني لناد يبحث عن بطولة .. وتأمل جماهير الزمالك في أن يكون اجتماعهما معا بداية لعصر مزدهر لفريق الكرة مثلما كان الحال في بداية القرن الجديد والذي شهد انتصارات كثيرة للفريق الأبيض بفرص صنعها حازم وترجمها حسام.
مقالات أخرى للكاتب
-
للمبتدئين والتقليديين .. كيف تختار مدربا في 5 خطوات؟ الخميس، 20 نوفمبر 2014 - 12:26
-
لماذا "7" بدلا من "3"؟ الأربعاء، 09 يوليه 2014 - 01:14
-
عضة سواريز.. والحضارة الانسانية الجمعة، 27 يونيو 2014 - 21:46
-
قصتان ينبغي على محمد يوسف أن يقرأهما الإثنين، 17 مارس 2014 - 22:15
نرشح لكم







