كتب : أسامة خيري | الأربعاء، 28 أبريل 2010 - 23:30

عفوا .. إنه مورينيو!

من يستطيع الإطاحة ببرشلونة وإبطال مفعول ليونيل ميسي غير "مدرب استثنائي" لقبه مورينيو واسمه جوزيه؟!

كان مورينيو واقعيا للغاية عند سؤاله عن طريقة إيقاف ميسي وقال "إن ذلك يرجع للاعبي فريقي وليس لي دخل في ذلك لأني لو واجهت ميسي لن ألمس الكرة وستكون النتيجة 50-صفر".

لكن رغم ذلك كان مورينيو موجودا في الملعب، وأظهرت المباراة كيف يمكن لفريق متوسط -اسمه إنترميلان - أن يتفوق على فريق عظيم - اسمه برشلونة - بشرط امتلاك الأول لمدرب برتغالي محنك.

بدا بوضوح من بداية مباراة الذهاب في قبل نهائي دوري أبطال أوروبا في ميلانو، ونهاية بالدقائق الأربع المحتسبة كوقت بدل ضائع في مباريات الإياب ببرشلونة أن مورينيو يعلم إمكانياته جيدا ويعرف كيفية استخدامها.. وهذه هي العبقرية!

ولا داعي للحديث كثيرا عن مباراة الذهاب سوى في التذكير بما قاله مورينيو قبل اللقاء آنذاك "لو كان صاحب السيطرة الأكبر على الكرة سيفوز باللقاء فلا داعي لخوضه".. نعم فقد فاقت نسبة امتلاك برشلونة على الكرة في إيطاليا الـ70%.

ومع ذلك انتهى اللقاء بفوز الإنتر 3-1، مع عدم إغفال ذكر إهدار دييجو ميليتو مهاجم الفريق الإيطالي -اسما والأجنبي مضمونا لعدم وجود أي لاعب إيطالي في التشكيلة الأساسية- أكثر من فرصة خطيرة.

وبالنظر لمباراة العودة في استاد نو كامب، لعب مورينيو بطريقة "والله زمان يا سلاحي" وأعاد للأذهان مباراة مصر وأيرلندا في مونديال 90، بعدما اعتمد المدرب البرتغالي على طريقة دفاعية بحتة، وبدا أنه يلعب بطريقة لعب 8-1-1.

كان ذلك قبل طرد البرازيلي تياجو موتا في منتصف الشوط الأول، وقد ساهم هذا اللاعب في شل ميسي بشكل كبير في مباراة الذهاب التي لم تشهد سوى تسديدة واحدة فقط لـ"أسطورة" هذا الزمان على مدار الشوطين.

وبعد طرد موتا لاعب وسط برشلونة السابق، سريعا وضع مورينيو لاعبه الكاميروني صامويل إيتو على الجانب الأيسر الدفاعي وميليتو في منتصف الملعب، مع ميله لليمين عند استحواذ برشلونة على الكرة، لتتحول الطريقة إلى 8-1-صفر.

وبمناسبة الحديث عن استحواذ برشلونة، فقد بلغ - وفقا لموقع الاتحاد الأوروبي - نسبة 75%، والمثير أن الإحصاءات أظهرت أرقاما مثيرة للانتباه، فلم يسدد الإنتر على سبيل المثال أي كرة على مرمى فيكتور فالديس طوال اللقاء.

وقبل التعرض لانتقادات لاذعة وقاسية - لكنها متوقعة - بأن الإنتر قتل الكرة الجميلة، فيمكن التأكيد بأنه هذا هو السبيل الوحيد للتفوق على فريق مثل برشلونة.

وتستطيع الإحصاءات أن توضح أن الفريق الإيطالي بقيادة مورينيو لم يكن محظوظا في التأهل، إذ رغم سيطرة برشلونة على الكرة تماما بلغت محاولات الفريق على مرمى المنافس أربع محاولات فقط.

وهذا يوضح أن الدفاع كان منظما، ولا يمكن نسيان أن الإنتر خسر بهدف نظيف فقط، في الوقت الذي كان يلعب الفريق لنحو شوط ونصف الشوط بعشرة لاعبين فقط، وأمام من؟ أمام أفضل وأمتع وأقوى فريق أوروبي.

وبذلك.. أثبت مورينيو أنه "المدرب الاستثنائي" بالإطاحة بتشيلسي ومن بعده برشلونة رغم أن عناصر الفريق تبدو أقل بشكل واضح تماما من تشكيلة الفريق الإنجليزي أو الإسباني.

والسؤال الذي يبحث عن إجابة، إذا كان مورينيو بهذا الدهاء، فهل يتمكن من التفوق في نهائي أوروبا يوم 22 مايو على "الأستاذ" لويس فان جال المدير الفني لبايرن ميونيخ الذي كان يرأس سابقا الجهاز الفني لبرشلونة فيما كان مورينيو يجلس على نفس مقاعد البدلاء كمساعد له؟!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات