كتب : أسامة خيري | الجمعة، 26 مارس 2010 - 00:40

"افتكاسات" البدري!

تقريبا، لم يتغلب الأهلي تحت قيادة حسام البدري على أي فريق "ثقيل" خلال مشوار الدوري، وإن استمر ذلك في الجولات القليلة المقبلة فإن عرش الشياطين الحمر سيكون مهددا بقوة.

مرة أخرى، فشل البدري في إدارة المباريات الكبيرة، وكاد أن يخسر الأهلي نقطتين ثمينتين، أو حتى ثلاث نقاط، لولا "بركة" محمد أبو تريكة (على رأي المخضرم محمود بكر).

نعم فاز الأهلي، ونعم فعل الأهلي ما فشل في تحقيقه في الموسم الماضي عندما اكتفى بالتعادل مرتين (3-3 و2-2) مع إنبي، لكن كيف فاز الفريق الأحمر؟

لن نتحدث عن التحكيم، ونقول إنه منح الأهلي الفوز -رغم أن ذلك حدث بالفعل- لأن هذا التحكيم ظلم أبناء البدري أكثر من مرة هذا الموسم واحتسب على سبيل0 المثال ركلة جزاء "مشكوك في صحتها" ضد الفريق في لقاء المحلة، واحتسب هدفا "من تسلل واضح" لحرس الحدود في اللقاء الأخير الذي انتهى 1-1.

عن ماذا إذن سنتحدث؟

سنتحدث عن "افتكاسات" البدري في التشكيل الأساسي، وعدم قدرته على سد الثغرات الواضحة في فريقه، وكذلك عن عصبيته الزائدة عن الحد ضد لاعبيه.

1- الافتكاسات

ببساطة، وبدون الدخول في أمور خططية معقدة، الأمر يتلخص في شيئين رئيسيين .. الأول مواصلة الاعتماد على أحمد علي رغم ابتعاد اللاعب تماما عن مستواه.

وحتى يحصل اللاعب على حقه كاملا، فإنه "والحق يقال" بالفعل يبذل مجهودا ضخما، ويلعب بروح قتالية، لكن الحقيقة أنه لم ينفذ تقريبا أي كرة عرضية بالقرب من أحد زملائه، كما أنه تلقى بطاقة صفراء "معتادة"، وكان يستحق بطاقة أخرى لولا تعاطف الحكم.

الأمر الثاني هو قرار إشراك الليبيري فرانسيس دو فوركي وهو قرار "كارثي" بكل ما تحتوى الكلمة من معان، فاللاعب -عندما كان يشارك بشكل منتظم- لم يكن يجيد هز الشباك، فما بالنا بابتعاده فترة عن الملاعب لإصابة "معتادة".

لم يقدم فرانسيس أي دور من أدوار المهاجم أو المهاجم المتأخر أو حتى صانع اللعب، وكان من الأولى الدفع بأي لاعب آخر سواء كلاعب وسط مهاجم مثل أبو تريكة وأحمد شكري أو حتى مصطفى محمد "عفروتو"، أو كمهاجم مثل محمد فضل أو حتى محمد طلعت.

والطريف، أنه بمجرد خروج فرانسيس، تمكن من الأهلي من تسجيل الهدفين.

2- سد الثغرات

كان واضحا لأي متفرج بسيط أن إنبي يعتمد في الناحية الهجومية على الكرات العرضية من أحمد المحمدي وضربات الرأس لأي مهاجم موجود بمنطقة الجزاء.

ورغم أن إنبي حول بهذه الطريقة تأخره 3-1 إلى تعادل 3-3 مع الأهلي في آخر ربع ساعة من مباراة العام الماضي بهدفين "كربونيين" لأحمد رؤوف، فلم يتمكن الأهلي من إبطال ذلك وتسابق المدافعون في ارتكاب أخطاء قريبة من منطقة الجزاء حتى سجل إنبي الهدف التقليدي مستغلا أيضا عدم وجود حارس مرمى!

والحق يقال، فإن البدري أبطل مفعول المحمدي بوضع أحمد فتحي أمامه في الشوط الأول، لكنه أعاد اللاعب الجوكر لخط الوسط في الشوط الثاني بعد خروج أحمد حسن "البعيد عن مستواه" ليصول الظهير الأيمن لإنبي كيفما شاء حتى عاد له فتحي مجددا في آخر دقيقتين.

أما على الجانب الدفاعي، فظهر بوضوح "للمتفرج البسيط" أيضا أن إنبي يعتمد على مصيدة التسلل، لكن الفريق الأهلاوي سقط مرارا وتكرارا باستثناء مرة واحدة تقريبا لعماد متعب، وبدا واضحا أن اللاعبين غير قادرين على التعامل مع ذلك، فأين المدرب من ذلك؟

3- العصبية الزائدة

قبل أي شيء، يجب أن نقول الجملة الشهيرة "من حق المدرب أن يتعامل مع لاعبيه بالطريقة التي يراها مناسبة وكل مدرب أدرى بعمله".

لكن..

هناك فارق كبير بين توجيه اللاعبين بحدة، وبين العصبية الزائدة والتهكم على بعض الأخطاء، فالآن أصبح من المألوف مشاهدة البدري "يلوح" و"يشوح" بيده بعد أي هدف يسكن مرمى فريقه رغم أنه ينبغي أن يشد في هذه اللحظة من أزر لاعبيه "كما تفعل الجماهير الحمراء القليلة الموجودة" أو إن كان لا يريد فعل ذلك فيمكنه إشراك حارس مرمى في تشكيلته بدلا من ترك المرمى خال في كل مباراة!

ملحوظة: باستثناء الفوز على بتروجيت في الدقيقة الأخيرة، فشل الأهلي في التعامل مع الفرق الثقيلة واكتفى بالتعادل مع الزمالك والإسماعيلي أيضا الاتحاد السكندري وحرس الحدود "مع الاحترام لهما".

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات