كتب : شريف حسن | الأحد، 23 مايو 2010 - 19:57

ولماذا يحاسب شوبير وحده؟

ارتكب الإعلامي أحمد شوبير خطأ فادحا بعدما اتهم اتحاد الكرة المصري بالتحريض على الاعتداء على المنتخب الجزائري فور وصوله للقاهرة بدون دليل مؤكد، ولكن ماذا لو كان صادقا؟

عوقب شوبير بالمنع من الظهور عبر برنامجه الإذاعي بالإضافة إلى مشروعه التليفزيوني الجديد، بل ووجه اتحاد الكرة بلاغا ضده للنائب العام بتهمة تضليل الرأي العام.

ويستحق الإعلامي المثير الجدل مثل تلك العقوبات فقط بسبب عدم امتلاكه دلائل كافية على أقواله، وليس بسبب توريطه لمصر أمام العالم كما أدعى البعض.

فالعالم أدان مصر بالفعل بعد قرار رسمي بتوقيع عقوبة ضده من الاتحاد الدولي لكرة القدم بنفسه، ومهما كانت العقوبة "بسيطة ولذيذة" بحسب وصف المنافقين يجب ألا نواصل الضحك على أنفسنا.

فتصريحات شوبير التي تراجع واعتذر عنها بعد ضغوط "عليا" يجب ألا تمر مرور الكرام خاصة أنها طرحت العديد من التساؤلات التي يجب مناقشتها بل والتحقيق فيها إذا ثبت صحتها.

فالإعلامي – غير الصغير – أشار إلى اجتماع عدد من المسؤولين في اتحاد الكرة مع روابط المشجعين قبل المباراة لترتيب ما وصفه بالمضايقات للمنتخب الجزائري.

وهو ما لم ينفيه أيمن يونس عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الذي أكد أن الاجتماع كان لترتيب كيفية التشجيع داخل الملعب ودعم المنتخب.

ولكني أتذكر جيدا أنه في تلك الفترة اختفى أعضاء اتحاد الكرة عن أعين الجماهير بسبب أزمة تذاكر المباراة، بل وأعلم تماما أن معظم أعضاء الروابط لم يحضروا اللقاء في الاستاد من الأساس.

وهنا يظهر سؤال آخر، فلماذا لم يصرح أعضاء اتحاد الكرة آبان المباراة أنهم يجتمعون بأعضاء الروابط لترتيب التشجيع خلال البرامج التي يظهرون فيها بشكل دائم من أجل إخبار الذاهبين للاستاد بوجود نظام محدد للتشجيع لمزيد من التنظيم؟

وإذا كان الاعتداء قد حدث بالفعل من قبل بعض الصبية المتعصبين في المطار بحسب تصريحات سمير زاهر رئيس الاتحاد، لماذا حاول اتحاد الكرة إنكار الواقعة عندما حدثت طالما كانت بسيطة؟

وكيف حدث الاعتداء في مساحة 100 متر من المطار إلى الفندق في منطقة مليئة بقوات الأمن دون وجود قصور أمني؟

اتهامات شوبير لم تشر فقط إلى واقعة الاعتداء على الحافلة، ولكنها كشفت عن الوجه القبيح للإعلام الرياضي في مصر الذي أشعل نار التعصب بعدما عرض لقطات حرق العلم المصري في الجزائر لسبب لا أعلمه حتى هذه اللحظة.

بل وواصلت تضليل الرأي العام بالكامل خلال مباراتي مصر والجزائر في القاهرة وأم درمان حتى صُدم أغلبية المصريين بعقوبات الاتحاد الدولي علينا وأعتقد البعض بأنها مؤامرة "كالعادة".

فأحدهم استضاف سائق الحافلة وجعله يقسم بالله أن لاعبي الجزائر هم من كسروا الزجاج على أنفسهم! ، وآخرون دخلوا في وصلات سباب وردح للرد على صحف جزائرية جاهلة ومتعصبة دون داعي.

وأين الملف الفاخر والمؤتمر الصحفي العالمي الذي أعلنوا عن إقامته لكشف ما جرى في السودان؟ أم أنها أيضا كانت مبالغات؟

وإذا كان الحادث عابر والعقوبة الآن باتت "لذيذة"، فمجرد إدانة الشعب المصري وإتهامه أمام العالم بالهمجية والتعصب ليس بتلك السهولة يا رجال الجبلاية.

حان الوقت أن نستفيد ونتعلم من تلك الوقائع والأخطاء وعلى المجلس القومي للرياضة فتح تحقيقا مع المسؤولين عن سبب توقيع العقوبة على مصر مهما كانت بسيطة.

ويجب على الجمعية العمومية أن تحاسب من اختارتهم لقيادة الكرة المصرية سواء بعقد اجتماع غير عادي أو جمعية عمومية طارئة.

لن أطالب بالعفو عن شوبير، ولا أريد الاعتذار للجزائريين لأنهم ردوا بالأسوأ، ولكنني أتمنى أن يقدم المسؤول الحقيقي عن تلك الأحداث والتضليل إلى النائب العام ليعلم الشعب المصري حقيقة ما جرى بالتفصيل لأنه المدان في النهاية وليس زاهر أو شوبير.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات