كتب : خالد مدحت | الأحد، 12 فبراير 2012 - 21:50

بورسعيد تموت جوعا!

أتعجب من بعض الأصوات التي تنادي بمقاطعة بورسعيد وعزلها واعتبارها كجزء موبوء داخل مصر!

وهالنى ما علمته من وجود نقص بالغ في السلع الغذائية ببورسعيد بسبب مقاطعة تجار القاهرة وبعض المحافظات إمداد المدينة باحتياجاتها.

ربما البعض يخشى الدخول إلى المدينة خوفا من سطو على بضاعته أو تعرض حياته للخطر، ولكن ما أخشاه أن يتعمد البعض ذلك لمعاقبة الأشخاص الخطأ.

وأعتقد أنه لا يوجد أي شخص عاقل يقبل المشاركة ولو بشكل غير مباشر في قتل أرواحا أخرى بسبب الجوع أو عدم وجود دواء أو نقص أي من الاحتياجات الأساسية الأخرى بذنب أنهم بورسعيدية.

لست في حاجة الآن للتحدث عن مكانة بورسعيد والظلم الذي تعرضت له وما ضحت به من أجل مصر، فالكل يعلم ذلك.

والفصل بين الفئة التي ارتكبت جرما لا يغتفر في حق نفوس بريئة وإراقة دمائهم دون وجه حق وبين أهالي بورسعيد ومدينة بورسعيد يجب أن يكون بديهيا لكل من يتحدث عن هذه القضية.

كل ما في الأمر أن الجميع يرغب في الوصول للقتلة ومعاقبتهم وإنزال أشد العقاب بهم بما اقترفوه من ذنب بشع، والمسؤولية الوحيدة الملقاة على عاتق بورسعيد وأهلها تتلخص في الإشارة لوجود مشتبه به أو الإبلاغ عن قاتل يعرف تماما أنه شارك في هذه المذبحة أو حرض أو كان طرفا فيها ولتنظر جهات الأمن في مدى إدانته.

فشهداء المذبحة كان من بينهم أهلاوية من أهالي المدينة أيضا، والقاتل لم يفرق بين البورسعيدي والذي جاء من محافظة أخرى.

ويقول الله تعالى في سورة الزمر" وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"، ومعناها كما جاء في تفسير الطبراني "لا تحمل نفس إثم نفس أخرى".

وجاء في سورة يوسف " قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّا إِذًا لَّظَالِمُونَ" ومعناها إن أخذنا غير الذي وجدنا متاعنا عنده إنا إذا نفعل ما ليس لنا فعله ونجور على الناس.

وفي النهاية.. أتمنى أن يضع الجميع أمام عينيه الهدف الأساسي وهو الوصول للمتسبب الحقيقي في هذه الكارثة والقصاص للشهداء بدلا من معاقبة بريء لم يقترف ذنبا سوى أنه ولد وعاش في بورسعيد.

للتواصل عبر تويتر

https://twitter.com/#!/Khaledlody10

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات