كتب : أحمد الخشاب | الإثنين، 11 يونيو 2012 - 19:42

"التجاهل" يقود منتخبنا للمونديال

غريبة حقا كرة القدم في عهد ما بعد يناير، فالثورة المصرية كان أحد مكاسبها عدم اهتمام الشارع بما يحدث داخل وخارج الملاعب، بدليل أننا فشلنا في التأهل لأمم إفريقيا 2012 ولم يشعر أحد، ورحل جوزيه دون أي مظاهرات من جمهور "أولتراس أهلاوي" المرابط في ميدان التحرير.

المنتخب أكبر المستفيدين من هذا التجاهل الإعلامي الذي ساعده على التركيز في عمله من أجل تحقيق هدف الوصول إلى كأس العالم.

تراجع الاهتمام بالكرة أثر إيجابيا على برادلي وليس العكس كما يتصور البعض، فالإعلام يزيد الضغوط على اللاعبين والمدربين والمنظومة الرياضية كلها، فنحن نعيش ثورة شعبية جعلت كل المواطنين يتحدثون في السياسة أكثر من أي شئ آخر، وباتت متابعة برامج "كالحياة اليوم وأخر كلام وحتى "مصر اليوم" ، أهم كثيرا من برامج شوبير ومدحت شلبي والغندور.

بالطبع هذا شئ إيجابي لنعود لصوابنا، وحتى لا يصبح خبر خناقة المعلم وشيكابالا أهم من حكم المحكمة الدستورية العليا ببطلان مجلس الشعب أو عدم دستورية قانون العزل.

فهذا التجاهل الذي وصل لدرجة أن كل متابعي كرة القدم في مصر شاهدوا مباراة إسبانيا وإيطاليا ونسوا تماما موعد مباراة مصر وغينيا سيزيد من تركيز اللاعبين وطموحهم، وسيستمر ذلك في مباراة إفريقيا الوسطى التي تأتي قبل ساعات على انطلاق الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة.

أسباب انصراف المصريين عن مباراة منتخبهم الأول كثيرة، أبسطها توقع الإثارة بين "لاروخا والأتزوري" على عكس مباراة كوناكري التي كان الجميع يتوقع خسارة رفاق أبوتريكة لنتيجتها أو على أقل تقدير التعادل.

التجاهل والإنصراف بات مفيداً لجهاز فني جديد يستجمع قواه ويشكل فريق جديد نواته من الشباب بعيدا عن النجوم وتدليلهم من الإعلام، فبرادلي غير مضطر للانصياع للإعلام أو للضغط الجماهيري بدليل أنه ضم لاعبين كعاشور التقي والنني وحجازي وبالطبع صلاح.

فالعمل في صمت بعيدا عن ضغط الإعلام يساعد على التركيز والنجاح وهو الأمر الذي ساعد هاني رمزي على التأهل بفريقه لأوليمبياد لندن لأول مرة من 20 عاما ومازال الجميع لا يشعر بقيمة هذا التأهل بعدما بات التأهل للبطولات الكبرى حدثا عاديا وليس إنجازا يستحق هتاف من نوعية "زي ما قال الريس منتخب مصر كويس".

وهذا أمر صحي بعد انتهاء عهد مبارك الذي كان يهتم بلاعبي الكرة على حساب سكان العشوائيات، واستغل شعبيتهم وسط البسطاء من أجل توريث الحكم لنجله وهذا لم يعد غافلا على أحد في مصر ما بعد الثورة.

ما فعله المنتخب أمام غينيا يستحق الإشادة، ولو حدث قبل عامين لقامت الدنيا ولم تقعد لعدة شهور بسبب الفوز في مباراتين متتاليتين في تصفيات بطولة استعصت علينا لعقدين وأكثر من الزمان.

فالانتصار في أي مباراة لم يعد أقصى آمال المصريين الذين يتشوقون لرؤية أول رئيس يتم انتخابه ديمقراطياً أكثر من رقصة الحضري فوق العارضة حينما يفوز المنتخب ببطولة إفريقيا.

ملاحظات عابرة

صلاح لاعب مدهش يستحق الإشادة والثناء ونخشى عليه من تكرار تجربة شيكابالا خاصة وأنه مقبل على الإحتراف الأوروبي، فنتمنى من الله أن لا ينتقل إليه الفيروس الشيكابالاي.

المنتخب بحاجة ملحة لخبرة أحمد حسن وقوة وائل جمعة إلى جوار النني وحجازي والشناوي أيضا، للجمع بين التوليفة التي جعلت تمساح يهيئ هدف لأبوتريكة وزيدان ينصنع ثانيا لصلاح.

لمتابعة كاتب المقال اضغط على الرابط التالي

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات