كتب : أحمد سعيد | الإثنين، 18 فبراير 2013 - 14:58

لماذا شتم الأولتراس الملاعين باسم يوسف المتين!

الزمالك - جازيللي

أزمة الجميع مع الأولتراس على اختلاف ألوانهم – ألوان الجميع أو الأولتراس – أن هذه المجموعات "مالهاش مسكة" كما نقول بالعامية.

الأولتراس يشاركون في أنشطة ما على كيفهم، وينسحبون من أخرى على كيفهم، ليس لديهم بيزنس يخافون عليه، لا يطمحون إلى منصب سياسي يمكن مساومتهم لاغتنامه، غير مهتمين بالشهرة فلا تغريهم أضواء الإعلام ولا تلسعهم هذه الأضواء أيضا عند الهجوم.

الأولتراس كانوا ملاعين عند أنصار الاستقرار بسبب مسارعتهم للتواجد في أي اشتباكات مع الداخلية، وهو السبب نفسه الذي نصبّهم أبطالا عند أنصار الثورة ونشطائها لفترات طويلة، إلى الدرجة التي كان فيها بعض هؤلاء يقولون "لا أعرف لماذا الأولتراس يتواجدون في الشارع اليوم، ولكنني أدعمهم لأنهم دائما على حق!" أه والله أحد مشاهيرهم قالها هكذا!

ثم بات الأولتراس عمالقة عند النشطاء وعند أنصار الاستقرار معا يوم واقعة الاتحادية في مواجهة من جاء يسعى رافعا السلاح من الإخوان وأنصارهم، فبعدما كانت الأمور تسير في اتجاه المجزرة للمعتصمين هناك، تسبب نزول الأولتراس إلى الخليفة المأمون يومها في تحرك منع سقوط ضحايا أكثر بمجرد اعتدال ميزان القوى على الأرض.

وأخيرا قبل أيام، تحول الأولتراس إلى ملاعين ولكن في أعين النشطاء هذه المرة بسبب مشاحنات – يقال إنها لفظية ويقال إنها باليد – بين أعضاء مسيرة واحدة متجهة إلى وزارة الدفاع.

ندخل في الموضوع: باسم يوسف. ولكن قبل التفاصيل يجب التنويه: الأولتراس بالنسبة لي لهم مزاياهم وعيوبهم، وتصرفاتهم السليمة والخاطئة. النشطاء أيضا منهم من يدافع عن قضيته بقلب مخلص وضمير حي ومنهم من يتخذها سبوبة للوصول إلى مستوى أعلى في سلم اللعبة، وأخيرا أنا أحب باسم يوسف جدا بغض النظر عن أن بعض أقرب أصدقائي يعتبره ثقيل الظل وأن كبار العائلة يعتبرونه قليل الأدب.

إذن لما شتم الوايت نايتس باسم يوسف في مبارة جازيل؟

تقول نظرية شهيرة في علم المنطق وحل المشكلات إن "أبسط التفسيرات هي عادة أكثرها صحة". بمعنى أن اجابة معظم الأسئلة تكمن في الأفكار البديهية المنطقية الواضحة، وليست تلك المعقدة التي تحتاج إلى بحث وتقصي عن أشياء غامضة أو مؤامرات في الظلام.

ولكن لأننا نكره المنطق ولا نقيم له وزنا في حياتنا بشكل عام، كانت إجابة السؤال السابق صعبة على معظم متابعي مباراة جازيل (وليس جازيللي أو جازيلي، كما نحاول في FilGoal.com ويحاول الصديق الصحفي عادل كُريم أيضا ان يوضح).

الإجابة هي أنهم شتموا باسم لسابق سخريته من الزمالك. فمجموعات المشجعين من الأولتراس وغيرهم في كل أنحاء العالم يمثلون أول حائط صد عن النادي بترهيب من يتعرض له بالحق أو بالباطل. وفي رأيي الشخصي هو تصرف خاطئ، ولكن رأيي ليس مهما للوايت نايتس أو أولتراس أهلاوي أو غيرهم، وبالتالي أنا أقوله ولا أنتظر منهم الاقتناع به.

ولكن شتيمة باسم يوسف استفزت بعض النشطاء الذين نقلوا الأولتراس مؤخرا إلى خانة الملاعين، فبدأوا يبتعدون عن المنطق في اتجاهات أكثر تعقيدا ولا معقولية. فظهرت تفسيرات أن الوايت نايتس مخترقون من "حازمون" وبالتالي كانت دخلة "قادمون".

أخرون فسروا الأمر بأنهم أصبحوا أداة في يد السلطة لإرهاب باسم الذي يسخر أسبوعيا من الرئيس وحاشيته فيما ألمح أخرون لوجود صفقة مع الأمن سمحت لهم بدخول الاستاد مقابل التعريض بباسم، على الرغم من أن المباراة كان معروفا أنها بحضور الجماهير!

وتتلخص أزمة هؤلاء في ثلاثة أمور رئيسية

• الأول: معظمهم لم يدخل مدرج كرة قدم في حياته، وبالتالي لا يعلم أن هذا سلوك طبيعي من مشجع الكرة ضد اي شخص يهاجم ناديه في الاعلام، فإذا كان باسم يمتلك شاشة يقدم من خلالها رسائله الجادة والهزلية، فالمشجعين يمتلكون مدرجا يردون من خلاله على هذه الرسائل.

• الثاني: لا يعرف أي من هؤلاء ماذا يريد الأولتراس، أو كما قلت قبلا، ليس لهم مغنما أو هدفا معلنا فيفسر الحائرون تصرفاتهم باعتبارها خطوات للوصول إلى هذا الهدف

• الثالث والأهم: أنهم ينتصرون في معظم معاركهم في مقابل خسائر متتالية لكل القوى الأخرى على الأرض من حكومة أو معارضة، وهو أمر يثير غيظ هؤلاء جميعا. فعصام العريان يظهر تعاطفا مع أولتراس أهلاوي ويقول لا دوري قبل القصاص في محاولة لاستمالتهم فيفشل، وأعضاء جبهة الانقاذ يساندون تظاهراتهم ويغضون الطرف عن تجاوزاتهم في الشارع أملا في استملاتهم ولكنهم يفشلون أيضا.

وهنا يظهر المنطق من جديد: باسم يوسف كان هدفا للأولتراس مثلما كان أحمد شوبير وعلاء صادق ومدحت شلبي ولميس الحديدي وبعض الصحفيين وسيكون هناك أخرون. هذه طريقة مشجعي الكرة، اقبلوا هذا أو ارفضوه ولكنه لن يتغير. فمحاولات اتحاد الكرة فرض غرامة على السباب لن تفلح، والسعي لتطبيق نظرية السينما النظيفة على المدرجات لكي تتحول إلى مكان لطيف بلا سباب أو لعن مصيرها الفشل المضحك!

للتواصل على تويتر @asaied

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات