كتب : أحمد سعيد | الإثنين، 21 أكتوبر 2013 - 20:48

"ارجع بضهرك" .. يا أرسين

كل من حاول الحصول على رخصة قيادة في مصر خضع لهذا الاختبار.

تبدأ المرحلة الأولى من الاختبار باجتياز مسار محدد بأقماع عادة ما يكون على شكل دائرة أو حرف S إلى الأمام. "إرجع بضهرك"، تستمع إليها من الممتحن وهو يطلب منك العودة في نفس المسار حتى تحصل على الرخصة (إلا إذا كان لديك واسطة في المرور بالطبع).

كل من حصل على الرخصة – أو من فشل في الحصول عليها للدقة – يعلم جيدا أن مرحلة "ارجع بضهرك" هي الاختبار الحقيقي، وأن كل ما سبقها هو مجرد تمهيد، لأن فشلك في أن "تطلع بوشك" يعني أنك لست سائقا من الأساس.

حسنا، الأسابيع الثلاثة المقبلة بالنسبة لأرسين فينجر هي مرحلة "ارجع بضهرك" كي يظهر الجميع ما إذا كان أرسنال هذا الموسم مختلف عن المواسم السابقة، ويستطيع المنافسة الفعلية على الدوري الإنجليزي والتقدم بعيدا في دوري الأبطال أم لا.

فينجر وفريقه متكمل الصفوف عليه الآن أن يخوض مباراتين متتاليتين في دوري الأبطال أمام بروسيا دورتموند وصيف بطل أوروبا وألمانيا، ولقاء أمام تشيلسي في الكأس، وصدامين في الدوري ضد ليفربول على ملعب "الإمارات" ثم مانشستر يونايتد على "أولد ترافورد".

أرسنال حتى الآن متصدر للدوري المحلي بعروض رائعة ونتائج جيدة جدا. الجميع تعود على العروض الرائعة مع الفشل في تحقيق النتائج، وهو ما نجح فينجر في تجنبه حتى الجولة الثامنة من المسابقة.

ولكن الجولات الثماني الماضية لم تشهد سوى اختبارين حقيقين: فشل أرسنال في أولهما أمام أستون فيلا بالخسارة 3-1 ثم نجح في ثانيهما بالفوز على غريمه توتنام بهدف. أما الانتصارات على نورويتش وسندرلاند وستوك وفولام، فجميعها يندرج تحت مرحلة "اطلع بوشك" والتي يعني الفشل فيها أنك لست مؤهلا من الأساس للمنافسة .. أو للقيادة.

صعوبة "ارجع بضهرك" تتلخص في أنك إذا اصطدمت بواحد فقط من الأقماع، يصبح تعديل المسار شاقا.

فالخسارة من دورتموند على ملعب الإمارات قد تبدأ في التشكيك في قدرة الفريق على الفوز بمواجهات كبيرة .. الخسارة أمام تشيلسي ستعني تلقائيا ضياع فرصة المنافسة على بطولة الكأس، الذي بلغ أرسنال هذه المرحلة فيه بشق الأنفس على حساب وست بروم.

مباراة ليفربول هذا الموسم أيضا اختبار صعب، إذا يبدو أن مشروع بريندان رودجرز في "أنفيلد" بدأ يؤتي ثماره، وهو ما يتضح من جدول الدوري حتى الآن. وبالطبع يظل لقاء مانشستر يونايتد صعبا مهما كان وضع الشياطين أو نتائجهم، حتى بعد اعتزال أليكس فيرجسون.

وفي المقابل، تتميز هذه المرحلة أيضا بأن اجتياز كل قمع فيها يسهل كثيرا من اجتياز الذي يليه. الثقة بالنفس ترتفع مع إدراكك أن المهمة ليست مستحيلة، والممتحن نفسه ربما يغض الطرف عن إسقاطك للقمع الأخير أو قبل الأخير إذا ما نجحت في عبور ما قبله بسهولة ويسر.

الرخصة التي يحتاجها أرسنال لتأكيد عودته هذا الموسم تبدأ من مواجهة دورتموند في دوري الأبطال ولن تنتهي إلا بصافرة النهاية في أمام فريق ديفيد مويس بعد ثلاثة أسابيع. حينها فقط يمكننا الحديث عن تجديد الثقة في قدرات القائد أرسين.

--

أحمد سعيد على تويتر

asaied@

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات