كتب : أحمد عز الدين | الأحد، 27 أكتوبر 2013 - 06:17

كلاسيكو برشلونة.. وبيل الذي لا يطير

لاعب بـ100مليون.. بالتأكيد: يجيد الطيران، يختفي في وسط الملعب ويظهر أمام المرمى، يسدد الكرة فتنشق لكرتين، وبينما يصد الحارس الكرة التي على يمينه يدخل النصف الأخر من على يساره.

هذا ما كان كارلو أنشيلوتي تقريبا ينتظره في مباراة ريال مدريد أمام مضيفه برشلونة، و....

لكن لا، ولماذا لا نتكلم عن برشلونة هذه المرة؟ في كل مرة أتناول ريال مدريد وأصب غضبي عليه.. هذه المرة فلنتحدث عن برشلونة فهو الفائز والأجدر بالحديث.

• تاتا مدرب إيجابي، يرغب في اللعب المباشر، التمرير العرضي أقل، الطولي أكثر، التصويب عدده أكبر من مرحلة تيتو، الضغط من الأمام كأيام بيب، لكن الدفاع غير متقدم بشكل مبالغ فيه.

لازال الاستحواذ هو فلسفة برشلونة لكن بلا مبالغة، هذا جيد أمام المنافسين الضعاف، ويجعل البلوجرانا المرشح الأوفر حظا للفوز بالدوري بغض النظر عن نتائجه مع خصميه المباشرين أتليتكو وريال مدريد.

لكن اللعب المباشر يعني هجمات أكثر ضدك، ولأن دفاعك هزيل، فبرشلونة قد يعاني أمام الكبار، لا يوجد كبار للآن سوى بايرن، هناك عدد من المشاريع لفرق قوية لكن لم ينضج أحدهم بشكل كامل بعد.

• نيمار أضاف لبرشلونة نابا قويا، البلوجرانا لسنتين كاملتين لم يجد من يقدم له أي حل هجومي باستثناء ميسي، وكأرسنال 2007 كل ما تصل الكرة للاعب يبحث عن هنري ليمررها له.

أما نيمار فيصوب بلا خوف، يراوغ، خفيف، وبالتالي إضافة كان يحتاجها برشلونة بشدة.. فريق به ثغرات عمل على سد بعضها في موسم الانتقالات، وهكذا مرت الصفقة ذات الـ57 مليون بسلام.

في المقابل، فريق به ثغرة في الهجوم، فتحها ببيع صانع ألعابه، وجلب لاعبا يملك في مركزه 4 بـ100 مليون يورو، طبعا الناس تنتظر من جاريث بيل أن يختفي أو يطير، غير عالمة بأنه مجرد جناج سريع.

يبدو أنه لا مفر من الحديث عن ريال والتقريع في أنشيلوتي والـ100 مليون ورحيل أوزيل وكل هذه المصائب. حسنا، كالعادة سأمارس معكم نوعا من الفضفضة لا التحليل:

والآن أنشيلوتي:

لماذا لم تبدأ من حيث انتهى مورينيو في أنشيلوتي؟ ولماذا حضرت فريقك كأنك ستواجه برشلونة جوارديولا وليس تاتا مارتينو؟ وماذا حدث للنجم صاحب الـ100 مليون يورو؟

كان ريال مدريد قد وصل مع مورينيو إلى أننا (واسمحولي اقول اننا) لم نخسر في 5 مباريات كلاسيكو متتالية.

بدأ مورينيو بهزيمة قاسية بخماسية مشواره مع ريال مدريد ضد برشلونة، ثم في المباريات التالية دفع بالمدافع بيبي في وسط الملعب لخنق البلوجرانا، ومنح الميرنجي كأسه الأول من براثن منافسه.

ثم تطور أداء ريال مدريد أمام برشلونة حتى بات طبيعيا أن تسجل في كامب نو كل مرة تزور فيها الملعب، وأن تفوز بالليجا هناك.

أنشيلوتي ضحى بكل هذا، وبدأ من الصفر.. بأن وضع راموس في وسط الملعب، قال يعني مبتكر ومختلف عن مورينيو الذي كان يفضل بيبي في هذا المكان.

برشلونة مختلف

والمشكلة الثانية أن أنشيلوتي في خطته حضر ريال مدريد لمواجهة برشلونة جوارديولا، رغم أن تاتا يدرب فريقا مختلفا تماما.

بيبي حين لعب في وسط الملعب مع مورينيو كان ذلك لأن جوارديولا يحب الاستحواذ وتناقل الكرة كثيرا بعرض الملعب، فرغب البرتغالي في قتل الهجمات الكتالونية بمفسد إضافي للتمريرات في الوسط.

كذلك كانت أهم حيل جوارديولا هي وضع ميسي كمهاجم صريح، يسحب نفسه للوراء ويأخذ معه مدافع فيفتح ثغرة في دفاع خصومه.

لذلك كان بيبي يلعب في الوسط، ويتولى رقابة ميسي حين يتراجع الأرجنتيني دون الحاجة لأن يتحرك مدافع من ريال مدريد للأمام.

لكن الآن مع تاتا مارتينو، فإن ميسي يختفي أغلب الوقت ويلعب كمهاجم لا يختلف كثيرا عن فان بيرسي، يتحين اللحظة المناسبة للظهور المباغت للخصوم، تاركا الركض والخداع لسيسك ورفاقه.

لذلك ظهر راموس كأنه بلا عمل حقيقي، فلا هجمات برشلونة تتم بتمريرات عرضية، ولا ميسي يتراجع، هذا دفاعيا.

وهجوميا يمكن قياس مدى قدرة لاعب ريال مدريد على التمرير الجيد الخلاق، بمقدار عبور كرته لعدد من لاعبي برشلونة.

وتمريرات راموس وخضيرا لم تكن تعبر ولا لاعب من برشلونة بل هي قصيرة قصر تمريرات النني وحسام عاشور لمحمد نجيب في مباراة غانا.

بالتالي يقف دي ماريا وبيل ورونالدو بلا تمريرات طويلة، و3 ليس رقما يستطيع خلق كثافة عددية.. راموس بلا دور، ومارسيللو وكارباخال يخشيان ترك مساحة خلفهما وبالتالي لا يتقدمان.

النتيجة أن ريال مدريد كان بائسا في الشوط الأول.

الشوط الثاني هاجم أنشيلوتي، هنا انفضح كم أصبح برشلونة هشا وليس صلدا كما كان في أيام جوارديولا.

تستطيع أن تهاجم برشلونة في كامب نو وتفوز، لاعبوك يملكون الخبرة لذلك فقد فعلوها من قبل، هم يملكون الخبرة بينما مدربهم لا للأسف!

بالمناسبة رغم كل ذلك كان بإمكان ريال مدريد الفوز بالكلاسيكو والفرص التي هددت مرمى فالديز لا تقل عن تلك التي هددت شباك دييجو لوبيز.

لكن الخسارة جاءت فقط لتؤكد أن مشكلة ريال مدريد هي رغبته في محو فترة مورينيو رغم أنها لم تكن سيئة، لا يجب أن نبدأ من الصفر بل كان الأجدر بنا أن نبدأ من حيث انتهى البرتغالي.

أما عن بيل، فقد يستفيق مع يناير ككل الصفقات التي تأتي من توتنام بعد مفاوضات تمنع اللاعب من معسكر إعداد ومن التعرف على فريقه، خاصة وأن مدربه لا يعلم مركزه.

بيل يتسلم الكرة، ينظر خلفه، ينظر بجواره، ينظر أمامه.. فتضيع الكرة، هو لازال تائها وهذا حقه. لكن حين يعرف وجهته وطريقه فأنتظر منه الكثير، ماذا؟

أنا يكون مع رونالدو مثل روبن وريبري، ثنائي يملك طاقة لا تنضب، أداة حادة أمام أي منافس، فقط يحتاج الفريق لمن ينظم تلك الماكينات تماما مثلما بات يحدث في بايرن.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات