"داروين نونيز أغلى صفقة شراء لبنفيكا، وعندما تمر جائحة فيروس كورونا، سيصبح أغلى صفقة بيع، سيكون لاعبا من الطراز العالمي" خورخي خيسوس مدرب بنفيكا السابق.

في أوائل التسعينيات كان هناك روبين سوسا مهاجم الأوروجواي الذي سجل ما يقرب من 90 هدفا خلال 7 سنوات ثم موهبة ألفارو ريكوبا الفذة ومنه إلى الرائع دييجو فورلان، ثم لويس سواريز وإدينسون كافاني، اثنان من أفضل المهاجمين في جيلهم، وها هنا داروين نونيز مهاجم منتخب السليستي يحاول السير على خطى أسلافه الكبار.

المهاجم الأورجوياني الشاب انتقل إلى صفوف ليفربول مقابل 100 مليون يورو وبهذا المقابل المادي سيكون أحد أغلى الصفقات في تاريخ ليفربول.

وقبل ليفربول، أبدى العديد من الأندية التعاقد مع اللاعب على سبيل المثال مانشستر يونايتد وتشيلسي وباريس سان جيرمان، وفشلت محاولة وست هام يونايتد في يناير الماضي، كما حاول نيوكاسل يونايتد أيضًا، أتلتيكو مدريد هو النادي الذي أبدى أكبر قدر من الاهتمام، ليظهر ليفربول ويضم اللاعب في النهاية.

ويستعرض Filgoal.com قصة اللاعب الأورجوياني داروين نونيز شبيه مواطنه إدينسون كافاني مهاجم مانشستر يونايتد الغريم التقليدي لفريق ليفربول.

قضى داروين طفولته في منطقة أكواخ أرتيجاس، وهي مدينة في شمال أوروجواي. نشأ داروين مع أخيه الوحيد (بطله) الذي يُدعى جونيور نونيز، كما أن والدته (سيلفيا ريبيرو) كانت تعمل بائعة متجولة للزجاج فإن والد كما أن بيبيانو نونيز هو عامل بناء يكسب القليل من وظيفته، لقد فعلا الكثير من أجل النجاة من الفقر دون جدوى.

لن أنسى من أين أتيت

كانت أسوأ تجربة عاشها في طفولته هي المرات العديدة التي كان داروين ينام فيها ومعدته فارغة بدون طعام.

قال المهاجم ذات مرة في مقابلة وهو يصف كيف واجهت عائلته الفقر؟

"نعم، لقد ذهبت للنوم مع معدتي فارغة، لكن الشخص الذي ذهب للنوم أكثر مع معدة فارغة كان أمي، نأكل أنا وأخي وذهبت أمي في كثير من الأحيان إلى السرير دون أن تنضم إلينا لتناول الطعام. لن أنسى من أين أتيت".

يقع منزلهم على سهل فيضان بالقرب من نهر كواريم، كان والدا داروين نونيز قادرين على تحمل تكاليف الإيجار في هذا الحي الفقير لأنه الأرخص، في هذا الجزء من أوروجواي، يقاتل الناس كل يوم من أجل جلب الخبز لأسرهم.

والأكثر إيلامًا، عندما تحتدم الطبيعة ويرتفع نهر كوريم، تعاني العديد من العائلات من الفيضانات وتفقد ممتلكاتها.

ذهب الطفل الصغير في معظم الأوقات دون تناول طعام مثل العديد من الأطفال الآخرين الذين تمكن آباؤهم من شراء وجبات خفيفة لأطفالهم، لم يتمكن والد نونيز وأمه من توفير ذلك.

كان يذهب على الفور للتدريب على كرة القدم بعد نهاية اليوم الدراسي، كان يرى شقيقه جونيور هو الآخر يحارب من أجل احتراف كرة القدم لكنه تخلى عن حلمه في النهاية.

تعهد داروين نونيز بتحسين مستوى معيشة عائلته عندما ينجح في عالم كرة القدم قائلا:

"إذا واصلت العمل، سأحقق طموحاتي من أجل والداي الذين فعلوا كل شيء من أجلي عندما لم يكن لدي حتى زوج من الأحذية لكرة القدم".

من هنا البداية

كعادة الأطفال بدأ نونيز ممارسة كرة القدم في الشوارع ثم انتقل إلى أحد الأكاديميات "لا لوز"، ينسب داروين الفضل إلى مدربه الذي علمه كيفية لعب كرة القدم وساعد أسرته في تلبية احتياجاتهم.

توفى المدرب العجوز لكن هذا لم يمنع داروين نونيز من الاحتفال به كلما سجل هدفًا. قال ذات مرة وهو يتحدث عن مدربه أو بالأحرى صديقه القديم.

"كلما سجلت هدفا نظرت إلى السماء، أهدي الأهداف لصديقي سيكون دائمًا في قلبي، سأحمل ذكراك إلى الأبد".

في أقصر فترة زمنية، أصبح داروين أفضل لاعب في الأكاديمية لينتقل إلى "سان ميجيل دي أرتيجاس" التي تعد الأطفال لصالح أكبر الأندية في مونتيفيديو، عاصمة أوروجواي.

تغير مصير داروين نونيز في أحد الأيام في عام 2013، عندما زار خوسيه بيردومو، لاعب المنتخب السابق والكشافة في أوروجواي، ملعب الأكاديمية.

شاهد جميع الأطفال يلعبون من جانب الملعب، في تلك المباراة بين سان ميغيل دي أرتيجاس وبيلا أونيون، لفتت انتباهه داروين وكيف دمر منافسيه.

وعندما انتهت المباراة، لم يتردد خوسيه بيردومو وذهب مباشرة إلى منزل والدي داروين نونيز، طالبًا إذنهما لاصطحاب الطفل الصغير إلى مونتيفيديو.

خوف وغربة

كانت دموع الفرح يخالطها الحزن بينه وبين والدته في محطة حافلات أرتيجاس، حيث استقل حافلة متوجهة إلى مونتيفيديو.

الاقتراب من مونتيفيديو لأول مرة، سيطر خوف منطقي على قلبه. لم ير داروين نونيز في حياته الكثير من أضواء المدينة.

"أسقطتني الحافلة في منطقة تريس كروكس، شعرت بالخوف لأنني لم أرَ مدينة طوال حياتي".

كان جوزيه بيردومو وبعض موظفي نادي بينارول في انتظاري، وضعوني رفقة أطفال كرة القدم من القرى.

بدأ داروين نونيز يشعر بالحنين إلى القرية الصغيرة مباشرة بعد وصوله إلى المدينة، لم يستطع أن يكون على طبيعته على الرغم من أن ناديه الجديد (بينارول) جعله يشعر بالراحة.

"لم أكن أعرف فقط ما الذي حدث لي. شعرت بمرض شديد ولم أرغب في البقاء في المدينة".

قرر نادي أتلتيكو بينارول السماح للفتى الصغير بالذهاب إلى أسرته بعد اتفاق على أنه سيعود بعد عام.ليعود إلى فريقه القديم (سان ميجيل دي أرتيجاس) وعائلته.

آلة تهديف

في سن الـ 15، عاد داروين بعد موافقة والديه إلى مونتيفيديو، هذه المرة بعقلية جديدة، واصل داروين نونيز عمله في أكاديمية النادي تحت إشراف مدربه خوان أهونتشاين.

بات نونيز آلة التهديف ليوقع عقده الاحترافي الأول، كان يسجل الكثير من الأهداف وفجأة تسببت الإصابة الكارثية في انهيار كل شيء. أصيب داروين نونيز بقطع في الرباط الصليبي.

كانت الضربة قوية لدرجة أن داروين بدأ يفكر في ترك كرة القدم. للأسف أمضى داروين عامًا ونصف دون أن يخطو على العشب الأخضر، ها هو الفتى الصغير يرقد في المستشفى.

بقيت عائلة داروين نونيز ولا سيما أخيه معه مما منحه القوة اللازمة، لقد تخلى شقيقه جونيور الذي انضم إلى بينارول من أجل العثور على وظيفة تساعد في وضع الطعام على مائدة العائلة.

"في يوم من الأيام ، كنت ذاهبًا من أجل فكرة الابتعاد كرة القدم عندما اتصل جونيور بي وأخبرني بالبقاء وأن لدي مستقبل في كرة القدم، لقد تخلى عن حلمه من أجلي بسبب الأشياء الحزينة التي حدثت في الحياة".

السقوط في بئر الألم مرة أخرى

بعد التعافي الكامل من الرباط الصليبي، تم استدعاء المهاجم للتدريب مع الفريق الأول على وجه التحديد في 10 سبتمبر 2015.

بعد لحظات من الشفاء، عاد إلى الفريق الأول تحت قيادة فريق المدرب المؤقت فرناندو كوروشتش.

وظهر لأول مرة ضد نادي أتلتيكو ريفر بلايت من أوروجواي، عاد الألم في ركبته داروين نونيز إلى الظهور. لقد أصبح الأمر خطيرًا لدرجة أنه أجبر على مغادرة الميدان ليبكي بشدة.

بعد الجراحة الثانية مباشرة ، عاد النجم الصاعد إلى فعل ما يعرفه جيدا وهو تسجيل الأهداف.

حصل على دعوة نونيز ليكون جزءًا من فريق أوروجواي تحت 20 عامًا لبطولة أمريكا الجنوبية، وساعد منتخب بلاده على احتلال المركز الثالث. كان داروين أيضًا جزءًا من الفريق الذي احتل المركز الرابع في دورة الألعاب الأمريكية عام 2019.

الحلم الأوروبي (أسماك القرش)

كان الكشافة من إسبانيا يراقبون تقدم اللاعب على مستوى النادي والمنتخب الوطني، وفي 29 أغسطس 2019 أعلن فريق ألميريا الإسباني الحصول على توقيع داروين نونيز مقابل 13 مليون يورو في صفقة مدتها 5 سنوات.

بعد أن بدأ في جني الأموال من كرة القدم، لم يفكر داروين في أي شيء آخر سوى الوفاء بوعده القديم لوالديه. واشترى منزلاً جديدا لهما في أرتيجاس.

وبعد عام واحد من التألق مع ألميريا حيث سجل 16 هدف وقدم 3 تمريرات حاسمة في 32 مباراة، واحتل الميريا المركز الرابع، ثم خسر في الدور نصف النهائي من التصفيات التمهيدية للصعود إلى الدوري الإسباني.

جذب المهاجم الشاب أنظار بنفيكا، النادي البرتغالي دفع 24 مليون يورو في اليوم الرابع من سبتمبر 2020.

بنفيكا رأى ما يكفي لدفع 24 مليون يورو من أجل لاعب في الدرجة الثانية، إنهم يجلبون اللاعبين ليس فقط لأنهم يعتقدون أنهم سيتناسبون مع فريقهم، ولكن لأنهم يعتقدون أنهم سوف يناسبون الآخرين أيضًا الذين لديهم قدرة شرائية أكبر من أجل إعادة تدوير اللاعبين مرة أخرى.

يقول ديفيد باديا مساعد مدير شركة ألميريا أثناء وجود نونيز هناك: "كانوا يدفعون مقابل الإمكانات".

كان موسم ظهوره الأول في البرتغال متواضعًا إلى حد ما، حيث سجل 14 هدفًا في 44 مباراة عبر جميع المسابقات.

لكنه بعد أقل من عام مع النسور، بات داروين أحد أهم أصول النادي، جعلت أفضل الأندية في أوروبا تدور حوله مثل أسماك القرش، ليشهد عالم كرة القدم نسخة مصغرة من إدينسون كافاني.

من النادي الذي أظهر إيدرسون وجان أوبلاك وبرناردو سيلفا وجواو فيليكس وجواو كانسيلو وروبن دياس من بين آخرين، يرجى الترحيب بآخر بنجم آخر على الطريق.

منذ انتقاله إلى البرتغال، لديه 48 هدفًا في 85 مباراة إلى جانب 15 تمريرة حاسمة. في موسم 2021-2022 وحده سجل 34 هدفًا في 41 مباراة، بما في ذلك ستة أهداف في 10 مباريات في دوري أبطال أوروبا.

عبر البطولات الخمس الكبرى في أوروبا والبرتغال، سجل فقط روبرت ليفاندوفسكي (35) وكيليان مبابي (28) وكريم بنزيمة (27) وشيرو إيموبيلي (27) المزيد من الأهداف في الدوري الموسم الماضي، وهذه الشهية الشديدة للأهداف هي التي جعلت أوروبا الأندية الكبرى ترغب في التعاقد مع المهاجم الشاب.

أنهى صدارة ترتيب أهداف الدوري البرتغالي بواقع 26 هدف، وكل هذا مع فريق بنفيكا الذي لم يقدم أفضل مستوياته، نعم قدموا أداءً جيدًا في أوروبا لكنهم أنهوا السباق في البرتغال بفارق 17 نقطة خلف بورتو المتصدر و 11 نقطة خلف غريمه سبورتنج لشبونة.

نونيز أرسل بنفيكا إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب أياكس، وسجل ضد برشلونة وبايرن ميونيخ وليفربول.

مهاجم "محطة" الذي تتمناه في فريقك

بالإضافة إلى تواجده في مركز المهاجم، يلعب نونيز أيضًا قليلاً على اليسار خلف أحد رومان يارمتشوك أو هاريس سيفيروفيتش (المهاجمين) في بنفيكا.

عندما يشارك في مركز الجناح الأيسر، ويحاول العمل فيما ما قد نسميه "قناة تييري هنري" ليس جناحًا، ولا حتى مهاجمًا أقصى الطرف، ولكنه يلعب إلى الداخل من أجل تسجيل الأهداف.

يجيد بنفيكا استخدام نونيز كجناح أيسر في الهجوم المرتد، في المباريات التي يتعين على بنفيكا الدفاع فيها -عادةً في أوروبا- واستخدام سرعته عبر الرواق الأيسر وقوته في أن يكون مهاجم محطة.

قد يكون من المغري لشخص يشاهد نونيز للمرة الأولى أن يفكر فيه على أنه مهاجم محطة، لكن المراقبين في البرتغال يشيرون أيضًا إلى أنه في أفضل حالاته عندما يلعب جنبًا إلى جنب مع شخص يقوم بهذا الدور، بدلاً من القيام بذلك بنفسه.

على سبيل المثال، إذا وقع معه تشيلسي، فهذا لا يعني بالضرورة أنه بديل لروميلو لوكاكو، يمكنه اللعب بسهولة مع البلجيكي.

يمكنه أن يصل قبل المدافع بنصف ثانية قد تكون في غاية الأهمية، من الصعب التكهن بأداء نونيز في الدوري الإنجليزي الممتاز ، لكن المخطط التالي يشير إلى أن بعض إحصائياته على الأقل تقارن مع المهاجمين الآخرين الذين يلعبون بالفعل في إنجلترا.

يتمتع نونيز بغرائز قاتلة في منطقة الجزاء وحركة رائعة وقوة عظيمة، نونيز يشكل خطرا على دفاع المنافسين لديه الذكاء الموضعي لإنشاء زوايا استقبال مثالية من الكرات عرضية، والسرعة والقوة لتوجيه الكرة نحو المرمى، حركية نونيز الحادة وتمركزه الماهر جعله في بين أفضل الهدافين في أوروبا.

مع هدف كل 76 دقيقة لبنفيكا في الدوري الموسم الماضي، يمتلك نونيز أفضل معدل تهديفي للمهاجمين الذين لعبوا ما لا يقل عن 1000 دقيقة في البطولات الخمس الكبرى في أوروبا بالإضافة إلى البرتغال.

ستبقى التساؤلات حول ما إذا كان سيتمكن من تكرار هذه الأرقام في دوري أكثر تنافسية، لكنها مع ذلك مثيرة للإعجاب للغاية.

صعوده النيزكي هذا الموسم هو السبب الرئيسي للشكوك التي تحيط به. على الورق، سجله التهديفي قبل هذا الموسم كان متوسطًا جدًا.

في موسم 2020-2021، سجل نونيز 5 أهداف فقط في 28 مباراة في الدوري البرتغالي لكنه أظهر قدرته على صناعة اللعب بعدما قدم 10 تمريرات حاسمة.

و سجل 16 هدفاً في 32 مباراة في الموسم السابق لنادي ألميريا، حتى أن مسيرته مع فريق بينارول لم تكن مبهرة على الصعيد التهديفي حيث سجل 4 أهداف في 22 مباراة.

هل تستمر موهبة داروين نونيز في الانفجار أم يكون لاعب الموسم الواحد "one season wonder"؟

نونيز يبلغ من العمر 22 عامًا فقط ، أي أكبر من إيرلينج هالاند بسنة واحدة، وسجل نونيز أهدافًا في الدوري أكثر من هالاند الموسم الماضي. كان لديه أهداف في دوري أبطال أوروبا أكثر منه أيضًا.

لكن هالاند قدم أداءً ثابتًا لمدة ثلاثة مواسم الآن في دوري أكثر تنافسية ، ولكن من الصعب المجادلة بأن نونيز متأخر كثيرًا عن هالاند في هذه المرحلة. كما أن لديهم صفات متشابهة بشكل لافت للنظر من حيث السرعة والقوة والإنهاء.

أشاد يورجن كلوب بـ نجم منتخب أوروجواي بعد تعادل ليفربول مع بنفيكا في آنفيلد في دوري أبطال أوروبا، قائلاً إنه "قوي جسديًا وسريع وهادئ أمام المرمى، جيد جدا حقا، إذا بقي بصحة جيدة، فهناك مسيرة مهنية كبيرة بانتظاره".

تحتاج أوروجواي نفسها إلى نجم جديد للارتقاء إلى الصدارة، ويبدو أن لديهم الرجل المناسب.

فيما يحاول ليفربول تجديد خط هجومه، بعدما اقترب السنغال ساديو ماني من الرحيل صوب بايرن ميونخ الألماني، وهبوط مستوى البرازيلي فيرمينو في السنوات الأخيرة، فهل يحصل على مبتغاه ويحصل على مهاجم من طراز رفيع؟

اقرأ أيضا:

أول مباراة في تاريخ منتخب مصر

بعد طول انتظار.. مانشستر سيتي يعلن عن صفقته التاريخية

مفاجأة.. نونيز ليس أغلى عملية بيع في تاريخ بنفيكا

ليفربول يضم صفقته الصيفية الهائلة

سبب غياب موسيماني عن مباراة الأهلي