على عكس أغلب الأطفال في الكاميرون وُلد ألفونس تشامي مهاجم منتخب الكاميرون عام 1971 لعائلة لا تعاني من مشاكل مالية ودرس العلوم الاقتصادية.

وفي 1995 بعد تجربة مع أودينسي الدنماركي لعامين انتقل تشامي على عكس المتوقع إلى بوكا جونيورز الأرجنتيني مقابل 1.666 مليون دولار.

24 فبراير 1995 احتشدت جماهير بوكا جونيورز من أجل التحول لملعب بانفليد لمشاهدة لاعب الفريق الجديد وحينها شاهدوا لاعبا رافعا أكمام قميصه كأنه فائز بسباق 100 متر في الأولمبياد.

ومنذ تلك الليلة حقق تشامي مقولة جماهير الأصفر والأزرق والذين وصفوه خلالها "هذا الزنجي لديه شرارة" لتنطلق شرارته تضيء ملعب لا بومبونيرا فيما بعد.

أمام بانفيلد قدم أداءً جيدا وصنع هدف الفريق الثاني، كما رد القائم الأيسر تسديدة صاروخية له كاد أن يكون هدفا تاريخيا في ظهوره الأول.

ومن قبلها كاد أن يسجل هدفا بعد مراوغة ثنائي دفاع بانفيلد وسدد لكن أحد المدافعين شتت الكرة من على خط المرمى، وعلى الرغم من تخطي الكرة خط المرمى وفقا لشاشات التلفزيون إلا أن السكوت ساد أرجاء الملعب لمدة 7 ثوان.

ومن ثم بدأت الجماهير تهتف له طيلة المباراة كلما لمس الكرة "الزنجي، الزنجي"، وقبل 9 دقائق من نهاية اللقاء حل سيرخيو سانشيز بدلا منه.

تشامي لم يفهم سوى كلمة "زنجي" من هتافات الجماهير، وقال في حوار لأحد الصحف متحدثا بالإنجليزية في اليوم التالي: "لم أعط اهتماما بالهتافات لأنه من الصعب التركيز في اللعب وصوت الجماهير في آن واحد".

"هتافات الجماهير حافز كبير لي وهذا يثبت أن الجماهير مثل الفريق، حضرت نفسي كثيرا لاستقبال الجماهير الأول لي".

"لم أكن محظوظا واعتذر للجميع وآمل أن أسجل في المباراة المقبلة".

وقبل أول لقاء له على أرضية ملعب لا بومبونيرا، وضع الجميع عليه الآمال فساقي في أحد البارات هتف صارخا "عليك أن تسجل يا زنجي" بينما قال شخصا آخر يرتدي قميص الفريق "عليك أن تتعرق من أجل النادي".

دانييل ميليندي المدرب البدني للفريق وصف بدايات اللاعب وكيفية تعامله في ظل حاجز اللغة: "أنه رجل لديه مخاوف، ولا يبقى في انتظار الأشياء ولكنه يخرج لمواجهتها. في كثير من الأحيان".

"عندما نعطي إشارة للاعبين ونقترب منه لشرح ما يجب أن يفعله، يوقفنا بيده كما لو كان يعبر عن "هذا ما فهمته"، أو إذا لم يكن كذلك ينظر فقط إلى ما يفعله زملاؤه".

وآخذ زميله كارلوس خافيير ماك أليستر على عاتقه تعليم تشامي اللغة الإسبانية ليسهل تعامله مع زملائه "كنت أخبره بأشياء عن كرة القدم الأرجنتينية -نجوم كولورادو-، كيف حال المدافعون والمشجعون، أعتقد أنه سيبلي بلاءً حسنا، إنه رجل مستعد للغاية".

ولتعرف مقدار تعلم الكاميروني السريع "على سبيل المثال، انتهى به المطاف بقراءة جمل لي من كتاب "Sueños de futbol"، بقلم خورخي فالدانو".

في الصباح يتناول تشامي الإفطار في الفندق ومن ثم يجلس لقراءة الصحف ومن ثم يسأل ليتعرف أكثر على زملائه في الملاعب ويسأل "من هو فابري، القائد؟".

"في غضون 3 أشهر سأتحدث الإسبانية" كان هذا تحدي تشامي الخاص.

وخلال 3 سنوات كون ثنائية هجومية مع الأرجنتيني ألبرتو مارسيكو وساهم أيضا في تسهيل مهمته في البداية بفضل لعبه في تولوز الفرنسي وتعمله الفرنسية وشرح الخطط له.

وسجل 11 هدفا في 50 مباراة وكان هدفه الأشهر والأهم في شباك ريفر بليت بالفوز بنتيجة 4-2 على ملعب مونيمنتال في السوبر كلاسيكو الأرجنتيني، وهتفت له الجماهير "تشامي تشامي، شقيق بيليه".

أمام فيليز سارسفيلد عام 1995 كان الكاميروني ضحية لضربات دفاع الفريق، لدرجة أن خوسيه تشيلافيرت حارس الخصم هدئ من روعه ومن ثم سجل هدف اللقاء الوحيد.

ازدادت محبة الجماهير له بفضل أداءه وتفاهمه مع دييجو أرماندو مارادونا.

وفي 24 نوفمبر 1996 صنع الكاميروني هدفا سيكتبه التاريخ في شباك هوراكان بعدما مرر تمريرة حاسمة مهديا خوان رومان ريكلمي هدفه الأولة بقميص بوكا جونيورز.

وبعد 20 عاما قال تشامي لموقع بوكا جونيورز عن تجربته الأرجنتينية "الركض على هذا الملعب أمر مميز للغاية، في هذا المجال عشت الكثير من المشاعر. بالنسبة لي كان من حسن حظي أن ألعب في هذا النادي الذي أعطاني الكثير من المكانة في مسيرتي وميزني بشكل احترافي. لم أنس بوكا أبدا".

وعقب تجربته اللاتينية لعب بقميص هيرتا برلين الألماني "لقد لعبت في استاد برلين، وهو ضعف حجم بومبونيرا، لكن في أي منها لا تشعر بالحرارة والعاطفة التي تشعر بها في هذا الملعب".

تجربة تشامي استمرت بعد هيرتا برلين في إسكتلندا والإمارات ولبنان وفرنسا، لكن ستظل مواسمه مع بوكا جونيورز الأفضل في مسيرته.

كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا

لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا

لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا

طالع أيضا

ثنائيات تاريخية.. فلافيو وجيلبرتو

اختبار في البيت - ما جنسية تلك الأندية العربية؟

مصر في مونديال 34.. وحكاية السفر إلى تل أبيب

دولة واحدة فقط استفادت من توقف كرة القدم