كتب : وليد الحسيني | الأحد، 02 فبراير 2020 - 11:29

صلاح وتريزيجيه.. ما بين التحفز والتحفظ وانتظار الفرصة

صلاح - تريزيجيه

"لا تبني رأيك بناء على مشاعرك الشخصية" هكذا يجب أن يكون الأمر إذا كنت ترغب في الحكم على شخصا ما حتى تكون وجهة نظرك صحيحة، فالمشاعر الشخصية إذا دخلت في التقييم ضاع وتاه تقييمك .

تريزيجيه

النادي : طرابزون سبور

محمد صلاح

النادي : ليفربول

عدد غير قليل من جماهير الكرة المصرية فرح بشدة بهدف محمود حسن تريزيجيه في ليستر سيتي والذي صعد بفريقه أستون فيلا لنهائي كأس الرابطة، وهى فرحة في محلها للاعب مصري ومستحقة، في نفس الوقت ترى أيضا عدد لا تخطئه العين يتحفز لنجم مصر وفريق ليفربول، محمد صلاح، لأسباب ليس لها علاقة بكرة القدم وما يقدمه في الدوري الإنجليزي.

يتطور مستوى تريزيجيه الإحترافي منذ خروجه للدوري التركي ثم الإنجليزي، وهذا أمر يحسب لعقليته ولم يفعل مثلما فعل عدد من اللاعبين المصريين في مشوارهم الاحترافي، ويلقى تشجيعا ومساندة من الجماهير المصرية.

لكن لا يجب في ظل الإشادة والإعجاب بما يقدمه تريزيجيه، أن ينسى البعض ما يقدمه صلاح على مدار ما يقرب من 5 سنوات ما بين ايطاليا وانجلترا لأسباب تتعلق ببعض تصرفاته الشخصية.

صلاح ليس منزها عن الخطأ، فهو بشر يخطئ ويصيب، ولا ينكر كاتب هذه السطور أن هناك تحفظا على بعض تصرفات صلاح حيال الجماهير المصرية أو من بعض مواقفه، فحينما تحفظ على تصرفه، في نفس الوقت لا تهيل عليه التراب وتقيم عليه الحد .

صلاح هو أنجح لاعب مصري منذ أن عرفت مصر كرة القدم، ويقدم نموذجا حيا لكيف يكون الإنسان ناجحا، لكن في وسط هذا النجاح غير المسبوق يقيمه البعض بناء على بعض تصرفاته الشخصية، وهو أمر يبعدهم عن التقييم المنطقي والحقيقي.

تريزيجيه، كلاعب يتطور بشكل ملحوظ، وأمامه طريق يجب ان يسير فيه حتى يكتمل هذا التطور للشكل الذي ينتظره منه الجميع، ومساندته واجبة ومستحقة، لكن لا يجب أن تكون الإشادة بما يقدمه طريقا للنيل من محمد صلاح .

المشكلة الحقيقية لدى البعض مع صلاح، أن هؤلاء البعض يتعاملون مع صلاح على إنه "بتاع مصر" وهذا أمر غير حقيقي، فصلاح أصبح "براند" عالمي وهو ما فهمه صلاح والبعض، في حين أن البعض الأخر مصمم على إنه- أي صلاح "بتاع مصر"

عدد من الجماهير يأخذ على صلاح إنه تغير، ويرون هذا عيب رغم أن العيب لو لم يكن قد تغير، فالمستوى الاحترافي الذي وصل إليه صلاح يحتم عليه التغيير .

تريزيجيه، اصبح لاعبا أساسيا منذ موسمه الأول مع فريق أستون فيلا وهو أمر لم يتوقعه البعض وكان يراه صعبا في ظل قوة المنافسة في الدوري الإنجليزي، وهو ما يؤكد على شخصيته وعقليته.

الغاضبون من صلاح الآن ساندوه في أزمته الشهيرة مع اتحاد الكرة قبل كأس العالم 2018 لأنهم غاضبين من اتحاد الكرة بصرف النظر عن من لديه الحق من عدمه، وهنا كانت المشاعر الشخصية تغلب على وجهة نظرهم، وحينما انقلبوا على اللاعب تناسوا كل ما قدمه، وهى مبالغة أخرى تنضم لمبالغات الحكم بالعواطف.

انضم المدير الفني للمنتخب الأولمبي، شوقي غريب لقافلة المتحفزين للاعب ليفربول أو الراغبين في وضعه في "الكورنر"، حينما أعلن اكثر من مرة أن مشاركة صلاح في الاولمبياد بيده فقط، وأنه إذا رغب في ذلك فعليه طلب ذلك، الحقيقة لم أفهم كلام شوقي غريب، كيف يطلب أي لاعب مشاركته من عدمها؟ كلام غير مقبول.

غريب قال هذا التصريح غير المقبول وهو يعلم حالة الاحتقان بين صلاح ومسئولي الكرة في مصر، وربما أراد ان يحرج اللاعب "الغاضب" وبضعه في صورة المتخلي عن منتخب بلاده إذا ما رفض اللعب في الاولمبياد، وهو ما يزيد من المتحفزين ضده .

تريزيجيه وصلاح نموذجان ناجحان لا يجب أن نكسر احدهما لصالح الأخر، خاصة في ظل الفقر الفني الذي تعانيه الكرة المصرية، وهو موضوع أخر يستحق المناقشة في وقت لاحق .

ناقش الكاتب عبر تويتر

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات