بادجي في عيون مكتشفيه.. "الخجول الهادئ صاحب التسديدات الرائعة"

الجمعة، 17 يناير 2020 - 18:36

كتب : محمد عبد العظيم

بادجي

انتهت المفاوضات وبات أليو بادجي لاعبا رسميا في صفوف الأهلي، بل خاض تدريبه الأول في مختار التتش اليوم الجمعة بالفعل.

ثاني الصفقات الشتوية للأهلي يمثل الصفقة التي ابتغاها ريني فايلر مدرب الفريق، وسيكون جاهزا للمشاركة في منافسات دوري أبطال إفريقيا مباشرةً.

FilGoal.com تحدث إلى مدربي بادجي السابقين من بدايات مسيرته كلاعب هاوٍ وصولا إلى أوروبا، ثم عودة للقارة السمراء من بوابة الأهلي. رحلة نتعرف خلالها على شخصيته وبعض من زامله في أيامه الأولى مع كرة القدم.

ولد أليو بادجي في 10 أكتوبر 1997 في قرية تابعه لمقاطعة كازامانس بجنوب السنغال، تلك المقاطعة تشتهر أنها تُخرج أفضل مواهب الكرة السنغالية، لعل أبرز هؤلاء هما ثنائي المنتخب السنغالي: ساديو ماني، وكريبين دياتا، بالإضافة إلى بابيس سيسيه لاعب نيوكاسل يونايتد السابق.

أليو بادجي الذي انضم لأكاديمية نادي كازا سبورتس السنغالي وهو في عمر صغير نجح في أن يلفت أنظار مدربي الأكاديمية له سريعا لدرجة أنه شارك مع الفئات العمرية الأكبر منه سنا.

FilGoal.com تحدّث إلى ديمبا راماتا نداي مدير أكاديمية كازا سبورتس سابقا، وأحد مكتشفي بادجي.

وصرّح راماتا نداي: "بادجي انضم لنا وكان لا يزال في الرابعة عشر من عمره أو أقل من ذلك، لقد حضر في الاختبارات السنوية التي نقوم بها في النادي وتم اختياره بعد متابعته أكثر من مرة خلال فترة التدريبات".

وأضاف: "لقد نجح في تسجيل الكثير من الأهداف في المباريات التي تجمع اللاعبين في الاختبارات رغم أنه كان يلعب في مركز الجناح وليس المهاجم، بعد ذلك قررنا التعاقد معه وبدأت مسيرته معنا".

أكمل راماتا نداي حديثه عن بادجي: "بعد مشاركته مع فريق الناشئين قرر المدير الفني للفريق أن يلعب به في مركز المهاجم، إذ كانت لديه كل صفات المهاجم: بنيان قوي وطول قامة، وتسديدات رائعة على المرمى".

واستدرك: "كان مثل بقية اللاعبين الشباب يواجهون صعوبات في البداية بسبب أنهم أصبحوا يلعبون داخل نظام وعليهم الالتزام به واللعب بأسلوب الفريق الجماعي، لكنه سريعا ما أثبت نفسه ولعب مع فريق تحت 17 عاما رغم أنه كان أصغر من تلك الفئة العمرية، لكن هو وثلاثة لاعبين آخرين نجحوا في إثبات قدراتهم للعب مع الفئة الأكبر منه، هو شاب رائع وطموح وأتمنى له النجاح وأن يواصل تطوره مع الفريق".

وأتم: "أنصحه أن يتعلم من مدربه كل شيء ويجتهد في التدريبات ولا يهتم بأمور أخرى سوى الملعب ولا يركز فيما يتحدث فيه الإعلام والجماهير عنه، سيلعب في منافسة كبيره لذلك لا بد أن يكون تركيزه في الملعب فقط".

كما توجه FilGoal.com إلى أناثاس تيندينج أحد أبرز مدربي أكاديمية كازا سبورتس، وقال عن بادجي: "عندما تم تصعيده لفريق 17 عاما فاجأ الجميع بقدراته التهديفية، كان معه زميله الشيخ مباي الذي التحق بعد ذلك بنادي سوشو الفرنسي، في ذلك الوقت تم تصعيد 4 لاعبين من فريق تحت 15 عاما، والثنائي بادجي ومباي هما من نجحا في الاستمرار مع فريق 17 عاما ثم انضما لمنتخب الناشئين".

بعد ذلك تم تصعيد بادجي للمشاركة مع فريق تحت 20 عاما ونجح في تسجيل 12 هدفا مع وحقق لقب كأس السنغال للشباب مرتين وشارك مع منتخب الشباب السنغالي في كأس أمم إفريقيا للشباب، وقاده للتأهل لكأس العالم للشباب في كوريا الجنوبية.

ويُلقب بادجي في السنغال بواسطة أصدقائه بلقب "دروجبا"، فما السبب وراء ذلك؟

أناثاس تيندينج أجاب عن هذا السؤال: "خلال تواجده في النادي كان يحب أن ينادي الجميع عليه باسم دروجبا، امتلك صور دروجبا في كل مكان وكان يقلده في كل شيء حتى في احتفالاته، وكان يشاهد له الكثير من المباريات، لديه طموح كبير وعليه الاجتهاد حتى يحقق ما وصل إليه دروجبا".

وعن شخصية بادجي داخل وخارج الملعب، قال تيندينج: "بادجي شخص هادئ للغاية وخجول، الكثير كان يعرف ذلك عنه هنا، لم يكن لديه الكثير من الأصدقاء، لكنه شاب رائع كان مثل باقي اللاعبين الأفارقة الذين يلعبون كرة القدم من أجل مساعدة أسرهم في تحمل نفقات المعيشة الصعبة، و فرصة احترافه كانت جيدة له على المستوى الفني و لأسرته على المستوى المعيشي".

وأضاف: "انتقاله للأهلي أمر رائع للغاية، فهو نادٍ كبير في إفريقيا ولديه تاريخ كبير ويشبه الأندية الأوروبية، لذلك ستكون مرحلة جيدة له للتطور أكثر وتعلم المزيد، إذ لم يحصل على فرصة في رابيد فيينا تساعده على التطور، لذلك قد تتوافر له بيئة جيدة في الأهلي تساعده على التطور والانضمام للمنتخب الأول السنغالي واللعب بجوار ساديو ماني لأنه يستحق ذلك".

تم تصعيد بادجي في موسم 2015\2016 للفريق الأول لـ كازا سبورتس وهو في عمر الثامنة عشر ليبدأ مسيرته مع الفريق الأول حيث نجح في أول موسم له مع الفريق في تسجيل 8 أهداف في الدوري السنغالي كذلك توج هدافا لدورة قطر الودية بـعد تسجيله 6 أهداف.

المرحلة الأخرى في مسيرة أليو بادجي مع الفريق الأول والتي سبقت احترافه في الدوري السويدي، ويأتي الدور على رئيس نادي كازا سبورتس "سيدو ساني" الذي تواصل معه FilGoal.com للحديث عن اللاعب، ويعد سيدو ساني هو أحد مكتشفي اللاعب في بداية مسيرته.

وقال ساني: "في البداية أنا سعيد له بالانضمام لنادٍ كبير في إفريقيا مثل الأهلي، بادجي لاعب رائع وشخصيته مهذبة للغاية، قمنا برعايته بشكل جيد مثل باقي اللاعبين الشباب حتى وصل لنادي جورجاردن السويدي الذي كان لديه إصرار كبير على التعاقد معه بعد أن حضروا للسنغال لرؤيته".

ليتواصل FilGoal.com مع بوس أندرسون المدير الرياضي لنادي جورجاردن السويدي الذي كان سببا في انتقال بادجي إلى أوروبا: "أنا سعيد بأني من اختار بادجي للانضمام لـ جورجاردن، لقد شاهدته في كأس أمم إفريقيا للشباب التي كانت في زامبيا، كان جيدا ولفت نظري بعد نهاية البطولة عاد لفريقه في السنغال، ذهبت إلى هناك لمشاهدته هو وثلاثة لاعبين آخرين ضمن المنتخب السنغالي وأرسلت بعض المقاطع الخاصة به لمدير أكاديمية النادي الذي أعجب به وطالب بالتعاقد معه".

وأكمل: "في السنغال تحدثت مع اللاعب وأسرته ثم مع رئيس النادي، في البداية بادجي كان خجولا وشعرت أنه غير متحمس خاصة عندما علم أنه سيلعب أولا مع فريق الشباب في جورجاردن، لكن في النهاية أقنعته أنه إذا سجل عدد معين من الأهداف سيلعب سريعا مع الفريق الأول".

أكمل أندرسون حديثه عن اللاعب: "بادجي موهوب جدا، بدايته مع الفريق كانت بها بعض الصعوبات في التأقلم بسبب الأجواء واللغة، بعد ذلك تعلم كل شيء ونجح في فرض نفسه وتم تصعيده للفريق الأول وقدم أداءً مميزا حتى انتقل لـ رابيد فيينا".

وأتم: "المستوى الشخصي هو شخص هادئ ولا يفتعل الأزمات والجميع كان يحبه هنا".

بادجي لعب مع الفريق الأول لـ جورجاردن في موسمين 54 مباراة ونجح في تسجيل 15 هدفا.

وعن قدرة بادجي على التأقلم، علّق ساني رئيس كازا سبورتس على ذلك: "فكرة الأكاديميات في السنغال ليست قائمة على كرة القدم فقط، فمثلا لدينا في كازا سبورتس مقر تعليمي لجميع اللاعبين لمساعدتهم وتثقيفهم للتعامل مع الآخرين".

وأكمل: "بادجي في البداية عندما انضم لنا كان مثل أي شخص، حذر في التعرف على شخصيات جديدة، لكن مع الوقت نجح في التأقلم مع زملائه، حتى بعد ان احترف لا يزال يأتي للنادي عندما يعود إلى السنغال، كان هنا في فترة الكريسماس خلال الاحتفال السنوي بذكرى تأسيس النادي".

في فبراير 2019 انضم بادجي لـ رابيد فيينا قادما من جورجاردن، لكنه لم يحظ بفرصة اللعب اساسيا بشكل كبير حتى انضم للأهلي أمس الخميس.

وعلل أندرسون ذلك: "رحيله من نادي جورجاردن لـ رابيد فيينا كان كبيرا لأن رابيد فيينا يشارك باستمرار في البطولات الأوروبية، كان يستحق أن يحظى بدقائق لعب أكثر هناك لأنه موهوب ومميز، وأتمنى أن يواصل تطوره في الأهلي وأتوقع له نجاح كبير هناك".

فهل ينجح بادجي في التغلب على طبيعته الهادئة وينسجم سريعا بين جدران القلعة الحمراء؟

اختر التشكيل التاريخي المثالي للأهلي

اقرأ أيضا:

كلوب غاضب من تغيير موعد أمم إفريقيا

حازم إمام يوضح أزمة قد تصنعها صفقة بادجي

بادجي يتحدث عن تلقيبه بـ "دروجبا السنغال"

صلاح: لا نفكر في إنهاء الدوري دون هزيمة

أخطر دوري في العالم - شيكا يعود و يسجل

التعليقات