رجال في الظل - دومينيك تورنت.. الرجل الذي ساعد جوارديولا على الفهم

أينما حل بيب جوارديولا حلت معه النجاحات والنتائج المتميزة، وبالطبع تحمل إنجازاته الكثير من الرجال البارعين الذين وقفوا خلفها لكن رجلا واحدا فقط كان معه في كل تجاربه.. دومينيك تورنت.

كتب : لؤي هشام

الخميس، 10 أكتوبر 2019 - 22:35
دومينيك تورنت - بيب جوارديولا

لكل قصة نجاح أبطالها الذين يتصدرون الصورة، ولكل إنجاز من يتحدث باسمه، ولكل بطولة هناك من يقف في الواجهة، لكن في الصورة الكاملة هناك من اختاروا الانزواء بعيدا عن الأضواء والاكتفاء بالتواجد جانب الإطار.

ولأن لكل حكاية الراوي الذي يقص دون أن نراه، والشخص الذي يحوّل مسار الأحداث دون أن يحضر مشهد النهاية، والجندي المجهول الذي نعرف دوره دون أن نعرف اسمه، فقد كان التجاهل دوما مصيرهم.

يتداعى ذلك ربما لأننا نحب دائما الاحتفاء بمن يتحدثون ويتباهون بإنجازاتهم، أو لأن الأغلبية ترغب دائما في اختزال كل قصة نجاح في شخص البطل الخارق القادر على تحقيق كل شيء دون محاولة إدراك الزوايا المختلفة لأركان المنشود.

الأكيد أن أولئك الرجال اكتفوا بالتواجد في الظل، دون شعور بالمظلومية أو الأحقية، فقط انتشوا بقيمة ما حققوه مجردا من كل عوامل المديح وحصد الثمار.. هذا لأن قيمة الأشياء تصبح أكبر كلما نبعت من الذات.

ببساطة هم: رجال في الظل.

طالع أيضا - (رجال في الظل - بيتر كرافيتز.. "عين" كلوب)

دومينيك تورنت.. رفيق الطريق

تتجسد العلاقة بين تورنت وجوارديولا في صداقة عميقة لا تقوم على كرة القدم فقط.

ويعود جوارديولا إلى البدايات قائلا: "في بداية عملي مع برشلونة ب كنت بحاجة لمن يحلل المباريات ويسجلها، الأكاديمية لم تكن تسجل المباريات والتدريبات آنذاك. عملنا معا وقد كان مدخلي لفهم الدرجة الثالثة جيدا إذ عمل هناك لسنوات عديدة".

"كنت جديدا وقتها ولقد ساعدني على فهم الكثير مما يحدث في هذا الدوري -الدرجة الرابعة- بأسرع وقت ممكن. بعد ذلك رافقني إلى كل مكان خاصة في ألمانيا حيث حظينا بالكثير من الخبرات وصنعنا العديد من الأصدقاء".

"أنا المدرب الذي يتعين عليه اتخاذ القرار ولكنك بحاجة للدعم. الناس يظنون لأنك المدرب فيجب أن تعرف كل شيء وهذا ليس صحيحا".

"وفي وجود دومينيك أعطاني رأيه دائما وتفهم دور المدرب المساعد، ولكن لأنه كان مدربا فقد عرف دوما الوقت المناسب لقول ما يريده. التواصل بيننا قوي للغاية نظرا لطول الوقت الذي عملنا فيه معا".

"وبالطبع إنه أستاذ الركلات الثابتة إذ ساعدني على فهم أهمية الركلات الركنية والثابتة خاصة هنا في إنجلترا. الناس دائما ينظرون للمدرب لكن خلف مني هناك الكثير ممن قدموا المساعدة وبدونهم لم أكن لأقدر على أداء وظيفتي".

أما تورنت فيؤكد "جوارديولا مثل أخي وليس مدرب ومساعده، العلاقة بين عائلتينا جيدة للغاية. بيب ليس من السهل العمل معه فهو مختلف".

"في مكتبه دائما ما نجلس حافيي القدم للاستماع إلى الموسيقى والاسترخاء. أحب موسيقى الـ إيندي روك والبلوز، ونستمع أيضا إلى المغنية شادي أدو".

"في مانشستر اعتدنا على الذهاب إلى مطعم خوان ماتا حيث نشاهد مباريات دوري الأبطال والدوري الإنجليزي في غرفة خاصة لنا بتلفاز. نعم إنه يلعب في مانشستر يونايتد ولكنه ماتا صديقنا :D. بيب لا يجد مشكلة في السير بالشوارع والذهاب للمطاعم، إذ نحب البرازيلية منها".

في منزله بمسقط رأسه في جيرونا يحتفظ تورنت بآلة الساكسفون التي يحب العزف عليها، ولكنه لم يلمسها منذ 7 سنوات تقريبا حين انتقل إلى بايرن.

"أعتقدت أن منزلي واسع بما يكفي في ميونيخ كي أعزف عليه لكن ذلك كان مستحيلا إذ يبدو أنني أزعجت الجيران وتكرر الأمر في مانشستر، لذا تركته في جيرونا".

في يونيو من العام الماضي قرر تورنت العودة لتجربة الرجل الأول بعد 11 عاما من الانزواء إلى جوار جوارديولا، ونيويورك سيتي -الشقيق لمانشستر سيتي- كان وجهته صوب المدينة التي عاش فيها بيب لعام كامل بعد انتهاء تجربة برشلونة.

وقال تورنت، الذي تولى المهمة خلفا لباتريك فييرا الذي اتجه إلى نيس الفرنسي، وقتها "أدين بالفضل في ذلك إلى جوارديولا. هو السبب في تعرف الناس علي واعتباري مدربا جيدا، كنت مدربا قبلها لكني الآن أصبحت أفضل واحتاج لاعبيني وجماهيري".

"صدقوني بيب ليس ساحرا وأنا لست كذلك، ولا يوجد سحرة. فقط أنت بحاجة للوقت لخلق شيء مميز. لطالما كان طموحي قيادة فريق، ولا يمكن أن آمل في فرصة أفضل من تلك".

وبعد مرور الأعوام ينظر تورنت إلى التجربة ككل بعين التقييم.

"بالنسبة لي إنها الآن اللحظة المناسبة في مانشستر سيتي لخلق فريق مثل برشلونة قبل 10 أعوام. الأمر ليس سهلا لأنه من الصعب أن تتوج بدوري أبطال أوروبا وتحافظ على الدوري الإنجليزي الأصعب على الإطلاق ولكنها اللحظة المناسبة لخلق شيء مميز".

"متأكد أن بيب سينجح في إقناع الجميع بقدرتهم على فعل ذلك لأنه مدرب عبقري. بعض الناس يقولون إنه ينجح لأنه يملك لاعبين رائعين وهذا صحيح، ولكن اللاعبين يصبحون أفضل تحت قيادته".

ومثلما بدا تورنت متأكدا من قدرات جوارديولا فإن الأكيد أيضا أن تورنت كانت له إسهامات كبرى في تلك الرحلة.

المصادر:

https://dailym.ai/2Vu8hhY

https://bit.ly/35oBX4H

https://bit.ly/2p7psdc

https://bit.ly/2MtfMln

https://es.pn/2VuxmJI

https://es.pn/2M3hjzk

https://nwsdy.li/310MCPD

طالع أيضا

بيان رسمي من الإسماعيلي بسبب عماد حمدي

خورخي سامباولي وسانتوس ونقطة البداية

هل يلعب عبد الله بكري لمنتخب السعودية؟

بلماضي يستبعد صلاح من المنافسة على أفضل لاعب في إفريقيا

جروس يقترب من العودة للتدريب من جديد