حلم إفريقيا - الهلال السوداني.. بحثا عن روح الماضي

الجمعة، 04 أكتوبر 2019 - 10:56

كتب : FilGoal

مدرب الهلال

في التاسع والعشرين من سبتمبر وما أن أطلق حكم اللقاء صافرته حتى انطلقت الاحتفالات الجماهيرية إيذانا بعودة فريقهم إلى دور المجموعات بعد غياب 4 سنوات.

الهلال، أحد قطبي الكرة السودانية، عاد من جديد إلى مجموعات دوري أبطال إفريقيا، وتخطى في طريقه أحد كبار القارة في السابق، إنييمبا النيجيري.

تُلقي عودة أصحاب القميص الأزرق الضوء على التراجع الكبير الذي مر به الهلاليون خلال الأعوام الأربعة الماضية إذ سبقها فترة من النتائج القوية على الصعيد القاري.

أعوام 2007 و2009 و2011 و2015 كانت شاهدة على ثبات واستقرار القوى التي مكنته من التأهل لنصف نهائي دوري الأبطال في الأربع مناسبات.

ولكن في الأعوام التالية هبط المنحدر لأسفل.

لذا تُمثل عودة الهلال قبلة حياة للفريق الذي عانى من الأزمات الإدارية والاعتراضات الجماهيرية في الآونة الأخيرة خاصة وأنها جاءت أمام خصم له سمعته.

وبطاقة المجموعات جاءت بشق الأنفس بعد التعادل مع رايون سبورت الرواندي 1-1 في ذهاب الدور التمهيدي قبل التعادل سلبيا في أم درمان بالإياب.

لتجبره القرعة على الاصطدام بإنييمبا في نيجيريا أولا.

وقد كانت المحطة التي أبرزت قدرة الزعيم السوداني على المضي قدما بعدما تعادل سلبيا خارج الديار بـ10 لاعبين بعد طرد لاعبه المميز نزار حامد عقب 15 دقيقة فقط من البداية، إضافة لغياب عدد من لاعبيه للمشاركة مع المنتخبين الأول والأوليمبي.

وفي العودة وعلى ملعبهم كان هدف محمد موسى الضي الرائع بالدقيقة 48 كفيلا بتحقيق الانتصار.

لتحمل عودة الفريق بين كبار القارة رائحة عبق الماضي، وأماني استعادة الشخصية المفقودة.

طالع أيضا - (حلم إفريقيا)

تاريخ عريق

يتصدر النادي الذي تأسس عام 1930 قائمة المتوجين بالدوري السوداني بفارق 6 ألقاب عن المريخ غريمه الأزلي والتاريخي، الذي يتفوق بفارق شاسع في تتويجات الكأس.

أما على الصعيد القاري فيبدو حضور الموج الأزرق لافتا للنظر بشكل أكبر بتواجده شبه الدائم في المحطات القارية.

إذ وصل لنهائي بطولة الأندية الأفريقية الأبطال مرتين عامي 1987 و1992 حيث خسر في الأولى أمام الأهلي بعد تعادلهما معا في الخرطوم، وخسر في الثانية أمام الوداد المغربي بعد تعادله معه في الخرطوم أيضا.

كذلك كان حضوره في المربع الذهبي بالأبطال أعوام 2007 و2009 و2011 و2015 مؤثرا.

وتاريخيا، مع أسماء بقيمة محمد حسين كسلا وعلي جاجارين وعز الدين الدحيش ونصر الدين عباس "جكسا"، حققت إنجاز التتويج الوحيد مع المنتخب السوداني وكان لها ثقلها في الملاعب، انطبع الأثر مع أصحاب اللون الأزرق ورسخ من شخصيتهم المتفردة.

أما في الماضي القريب فإن أسماء مثل المدثر كاريكا وعمر بخيت وهيثم طمبل ومهند الطاهر وهيثم مصطفى ربما تعرفها الجماهير المصرية جيدا.

الأخيرا تحديدا كان أحد القادة التاريخيين لـ"سيد البلد"، وعاد مؤخرا لأحضان ناديه عقب الاعتزال ليتولى منصب المدرب العام في الجهاز الفني بعد تجارب تدريبية عدة، في محاولة لإرساء الاستقرار داخل البيت الهلالي، في ظل انتقادات جماهيرية قوية للإدارة.

وعلى الصعيد المحلي يأمل الهلال في استعادة لقبه الذي خطفه المريخ الموسم الماضي، لكن خسارة مفاجئة في الجولة الثالثة أمام هلال كادوقلي عطلت انطلاقته الجيدة بتحقيق فوزين متتاليين مع بداية المسابقة.

نتيجة بحث الصور عن الهلال السوداني هيثم مصطفى

المدرب.. ما بين الإنجازات والانتقادات

"الهلال حافظ على مشاركة 4 فرق سودانية في البطولات الإفريقية للموسم المقبل، بعد أن نجح في التأهل في ظل فشل بقية الأندية السودانية في الوصول إلى مرحلة المجموعات في الأبطال والكونفدرالية".

هكذا كان تعليق صلاح آدم المدير الفني للفريق السوداني على وصول فريقه للمجموعات.

بداية آدم مع الموج الأزرق كانت في يوليو 2013 قادما من هلال كادوقلي، والبعض كان يرى أن اسمه لا يتناسب مع قيمة الهلال الكبيرة.

ولكنه مع بدايته قال لصحيفة "قووون" الشهيرة: "بكل شفافية ووضوح لن أجامل أي أحد ولا أعتمد على الأسماء بل بالبذل والعطاء".

وأضاف "صنعت نفسي وأصحبت معروفا علي الرغم من أنني لست لاعب كرة ولكن عملت بطريقة صحيحة ووصلت لما أصبو إليه ولن أتنازل عن هذا المبدأ".

"هناك فرق بين الخبرة والتجارب فمثلا اللاعبين السابقين كانوا يتمتعون بالخبرة ولكنهم لم يستفيدوا منها ولكن اللاعب الجديد له دافع وطموح ورغبة في المشاركة ومن خلال عملي مع هلال كادوقلي اعتمدت على عناصر شابة (..) هذا هو أسلوبي في التدريب".

نجحت سياسة آدم خلال 3 أشهر عانى فيها النادي من الفراغ الإداري ليترك الفريق مع نهاية الموسم دون أي خسارة، لكنه فقد لقب الدوري لصالح المريخ ليرحل بعدها عن الفريق، ويتنقل بين تجارب تدريبية عدة في المسابقة المحلية وأشبال الهلال.

وفي أغسطس الماضي عاد آدم من جديد لمنصب المدير الفني خلفا للتونسي نبيل الكوكي، الذي عمل مساعدا له طوال الموسم الماضي.

نتيجة بحث الصور عن الهلال السوداني صلاح آدم

ورغم إنجاز المجموعات إلا أن آدم واجه انتقادات حادة تتهمه بضعف الشخصية في مواجهة قرارات مجلس الإدارة برئاسة أشرف الكاردينال، وهو ما ذكره نجم الفريق السابق أحمد الباشا.

الباشا انتقد بشدة قرار رئيس النادي تسريح مدافعه الحسين الجريف بسبب أخطاء فنية، كما وجه أصابع الاتهام إلى صلاح آدم قائلا: "يوافق على قرار رئيس الهلال دون إبداء رأيه وهو المدير الفني للفريق، كان عليه التدخل ولكن يبدو أنه لا يمتلك قوة الشخصية الكافية للاعتراض على قرار مس عمله الفني".

صلاح أدم يرى فريقه قادرا على هزم أي فريق مهما كانت قوته في البطولة، لكن بشرط ألا تحدث أي أمور تحت الطاولة. هكذا صرح لـFilGoal.com في حوار مطول. (طالع التفاصيل)

الهلال والأندية المصرية.. سجل قوي

يملك الهلال سجلا قويا أمام الأندية المصرية كان له الغلبة فيه، إذ واجه فرق مصرية في 34 مناسبة، حقق الفوز في 15 وخسر 7 مرات وتعادل في 12 مناسبة.

15 انتصار جعلوا الهلال أكثر فرق القارة السمراء فوزا على الأندية المصرية في المسابقات القارية، بفارق مباراة عن ثاني أكثر الفرق: الترجي التونسي.

لذا يشرح ذلك الرقم الكثير عن المهمة الصعبة التي تواجهها الفرق المصرية أمامه.

وبالطبع يتذكر مشجعو الأهلي الهزيمة القاسية لأحد أفضل أجيالهم على الإطلاق في 2007 بثلاثية نظيفة في أم درمان خلال دور المجموعات.

أما آخر المواجهات مع الزمالك فقد حملت فوزا متبادلا بين الفريقين بنفس النتيجة 2-1 في مجموعات 2014.

يقع الهلال في التصنيف الثالث لفرق الأبطال قبل القرعة، ما يعني أن طريقه ممهد للاصطدام بالأهلي (التصنيف الأول) أو الزمالك (التصنيف الثاني) أو كلاهما معا في اسوأ الأحوال.

وحينها لا بد أن تتسم المواجهة بالندية كما جرت العادة.

التعليقات