صلاح على الجناح = المزيد من المتعة مصحوبة بتسجيل الأهداف

الثلاثاء، 27 أغسطس 2019 - 12:51

كتب : محمد يسري

محمد صلاح - ليفربول - أرسنال

يصر دائما محمد صلاح نجم ليفربول على تعريف نفسه بأنه يلعب في مركز الجناح وليس المهاجم الصريح؛ وفي السطور التالية نوضح سبب إصرار محترفنا على هذا التعريف.

3 جولات مرت من الدوري الإنجليزي وخلالها سجل محمد صلاح 3 أهداف لتكون الإنطلاقة الأفضل له مع ليفربول، حيث لم يسجل أكثر من هدفين في أول 3 مباريات من قبل.

أهداف صلاح لم تأت من متابعة للكرات أو من تسديد أمام المرمى الخالي من الحارس، بل كانت من لمحات فردية رائعة مرتين بالإضافة لهدف من ركلة جزاء.

السبب في توهج صلاح مبكرا في بداية الموسم هو المركز الذي يلعب فيه وأماكن استلامه للكرة في الملعب، وهو مركز: الجناح الأيمن.

في مركز الجناح يتألق صلاح أكثر من مركز المهاجم لأنه يلعب ووجه للمرمى، أما حين يلعب مهاجما فيلعب وظهره للمرمى أحيانا كثيرة لكي يستلم الكرة، وهو ما سيتم شرحه بالتفصيل لاحقا.

على الجناح تواجد صلاح ضد نورويتش سيتي، ساوثامبتون وأرسنال.

لكنه سجل ضد نورويتش وأرسنال وظهر بشكل أفضل من الصورة التي ظهر عليها ضد ساوثامبتون، لماذا؟ أماكن استلام صلاح للكرة تفسر السبب.

في هذه الأماكن استلم صلاح الكرة ضد نورويتش.

ضد نورويتش سيتي حصل صلاح على كامل حريته في استلام الكرة في الجانب الأيمن ثم التوغل بها إلى عمق الملعب مستفيدا من وجود فيرمينو على حدود منطقة الجزاء.

هذا سمح لصلاح أن يدخل منطقة جزاء نورويتش كثيرا. تلك اللعبة تكررت كثيرا حتى أسفرت عن الهدف.

لاحظ دخول صلاح منطقة الجزاء عقب تبادل الكرة مع فيرمينو في لعبة الهدف الأول.

لعبة أخرى..

كما أن ابتعاد صلاح عن المرمى أثناء بناء الهجمة يتيح له عدة خيارات، منها التسديد أو الاحتفاظ بالكرة وصولا للمرمى أو تبادلها مع زميل له أو صناعة الفرص، وهي خيارات أكثر من التي تتوافر له حين يلعب مهاجما.

هنا صلاح يلعب كرة يلعب كرة عرضية من بعد منتصف الملعب لـ فيرمينو لكن مدافع نورويتش يتدخل قبل المهاجم البرازيلي.

في هذه المباراة لمس صلاح الكرة 48 مرة أكثر من أي لاعب أخر في خط هجوم ليفربول، وأكمل 22 تمريرة من أصل 30 وسدد مرتين وصنع 3 فرص للتسجيل منها فرصة من ركنية حولها فيرجيل فان دايك في المرمى، وراوغ مرتين بدقة 100%.

وضد أرسنال فحدث ولا حرج عن أداء صلاح.

أماكن استلام صلاح للكرة كانت قريبة من أماكن استلامها ضد نورويتش لذلك أبدع بعدما صال وجال في الجناح الأيمن.

تواجد صلاح على الجناح جعله يشن العديد من الهجمات الخطرة على مرمى أرسنال.

هنا يمرر لماني في منطقة الجزاء.

وهنا فضل أن يسدد بدلا من أن يمرر يرسل عرضية لماني أو يمرر لفيرمينو أو فينالدوم.

وهنا فضل أن يسدد بدلا من أن يمرر يرسل عرضية لماني أو يمرر لفيرمينو أو فينالدوم.

وفي تلك اللعبة، مرر إلى ماني من لمسة واحدة وانطلق خلف المدافعين لكن ماني فضل أن يمرر لـ فيرمينو.

إلا أن لعبته الشهيرة مع فيرمينو وتبادله للكرة مع البرازيلي للدخول لمنطقة الجزاء تكررت، وأسفرت عن ركلة الجزاء.

صلاح مرر إلى فيرمينو الذي أعاد الكرة للجناح المنطلق للمرمى لكن دافيد لويز جذب صلاح من قميصه ليحتسب الحكم أنتوني تايلور ركلة جزاء.

أما في الهدف الثاني، فتوافر في اللعبة كل العوامل التي يفضلها صلاح لكي يُسجل، وهي: مساحة، موقف واحد ضد واحد ووضع تشريحي مناسب لتسديد الكرة بباطن قدمه اليسرى.

هنا ثلاثي هجوم ليفربول مع ثلاثي لدفاع أرسنال، وصلاح يتسلم الكرة ثم يقوم وبمهارة خادعة بالتغلب على لويز وتعديل وضع جسمه للذهاب لمرمى أرسنال.

وبمجرد اقتراب صلاح من منطقة الجزاء، قام "بالتحجيز" على الكرة حتى لا يلتحم مع ناتشو مونريال، ثم دخل لمنطقة الجزاء من الناحية اليمنى وسدد ليهز شباك لينو للمرة الثانية.

سرعة صلاح كانت عامل الحسم في الهدف، وهو السلاح الذي يجيد استخدامه دائما بل ويعمل على تطوره.

فقال في وقت سابق: "السرعة الكبيرة ليست موهبة بل يجب أن تتدرب كثيرا وأن يكون هناك الكثير من الطاقة في قدميك، التفوق على الخصم في السرعة خاصة في أول ثلاثة أو أربعة أمتار يساعدني أن أنهي المباريات لصالحنا".

وأوضح "كما قلت يجب أن تتدرب بشكل يومي وأن تقضي وقتا في ذلك كي تركض بشكل جيد".

أنهى صلاح المباراة بـ5 تسديدات منها 2 على المرمى ولمس الكرة 56 مرة، مقابل 58 لماني و65 لفيرمينو، كما صنع فرصة للتسجيل وأكمل 3 مرواغات من أصل 4 ومرر 29 مرة بشكل سليم من أصل 40.

أما في مباراة ساوثامبتون فلم يحصل صلاح على الكرة كثيرا في الناحية اليمنى.

خلال 78 دقيقة مرر صلاح 8 مرات فقط بشكل سليم من أصل 12، وصنع فرصة واحدة للتسجيل، ولمس الكرة 21 مرة فقط مقابل 48 لفيرمينو و51 لماني.

إلا أن صلاح سنحت له فرصتين للتسجيل وأهدرهما، واحدة كانت في قلب الـ18 والأخرى كانت من الناحية اليمنى.

سبب تراجع صلاح في هذه المباراة هو أنه لم يكن جناحا بل كان يتمركز في قلب الملعب مع تواجد أليكس أوكسلايد تشامبرلين على الجانب الأيمن.

تشامبرلين الذي لم يشارك في مباراتي نورويتش سيتي وأرسنال بشكل أساسي، تكفل باللعب على الخط لكي يلعب صلاح في العمق، وبالتالي لم يجد صلاح المساحة التي يحصل فيها على حريته ودائما ما استلم الكرة وظهره للمرمى، وهنا بيت القصيد.

لا يجيد صلاح اللعب وظهره للمرمى، ويفقد الكثير من مستواه حين يلعب مهاجما.

في الموسم الماضي اعتمد كلوب على صلاح في مركز المهاجم في بداية مباريات الدوري، على أن يلعب فيرمينو في الجانب الأيمن، وذلك لعدة أسباب.

أراد كلوب من الجناح الأيمن لفريقه أن يعود للدفاع لكي يساند الظهير الأيمن، وحتى لا يخسر صلاح دفاعيا، أمر فيرمينو باللعب كجناح نظرا لمجهوده الدفاعي الكبير.

كما رغب كلوب في أن يستغل سرعة صلاح في التحول الهجومي بلعب كرات طولية لصلاح خلف المدافعين.

النتيجة كانت ظهور نسخة أقل من صلاح، وأصبح لا يسجل كثيرا أو يسجل من متابعة للكرة في المرمى وليس من جمل فنية أو لمحات فردية كما كان في موسمه الأول الذي لعب فيه كجناح أيمن، والذي سجل فيه 32 هدفا في الدوري الإنجليزي وكتب رقما قياسيا بأكثر من يسجل أهدافا في موسم مكون من 38 مباراة.

في الموسم الماضي افتتح صلاح أهدافه في الدوري بهدف في وستام من عرضية سهلة، وسجل هدف الانتصار ضد برايتون بعد تمريرة من فيرمينو.

لكن باستمراره في مركز المهاجم لم يسجل أهدافا كثيرة واكتفى بـ6 أهداف خلال 12 مباراة مع ليفربول.

إلا أنه تألق ضد بورنموث وسجل ثلاثة أهداف "هاتريك" عقب عودته للجناح الأيمن.

وتلقى صلاح الإشادة من جيرمين جيناس لاعب توتنام السابق خلال عموده بجريدة ديلي ميل الإنجليزية، وقال: "لقد لعب صلاح كمهاجم صريح في الآونة الأخيرة ، لكن إعادته لمركز الجناح الأيمن أخرج المستوى الأفضل من الفريق بأكمله".

وأضاف "لقد استمتعت حقا برؤية محمد صلاح على اليمين مع دخول روبرتو فيرمينو لمركز المهاجم الصريح، يورجن كلوب حصل على نسخة أفضل من صلاح، ونسخة أفضل من فيرمينو، ليحصل على أداء أفضل بشكل عام".

وأتم "لهذا السبب أفضل رؤية صلاح في مركز الجناح الأيمن".

كما أن صلاح نفسه وضح في حوار سابق له لماذا يفضل اللعب كجناح على اللعب كمهاجم.

وقال: "لعبت كمهاجم كثيرا ولكنني أستطيع اللعب كجناح أيضا وسجلت أهدافا عديدة من ذلك المركز، ودائما أقول على نفسي جناح فلا أحب أن أطلق على نفسي مهاجم رقم 9".

وأوضح "طريقتي في اللعب ليست الاستحواذ على الكرة بقوة بدنية حتى عندما ألعب كمهاجم مركزي يختلف عن أي لاعب آخر على مثل هاري كين فهو لديه أسلوب مختلف، وعندما ألعب في مركز رقم 9 أعود للعمق للعب رقم 10 وأحصل على الكرة وأركض بها لذلك أطلق على نفسي جناح".

ومع ذلك كان صلاح مهاجما أغلب فترات الموسم الذي انتهى بتسجيله لـ 22 هدفا في الدوري ليتقاسم الحذاء الذهبي مع ماني وبيير إيمريك أوباميانج مهاجم أرسنال.

حين يلعب صلاح مهاجما تختلف طريقة ليفربول، يكون صلاح أخر لاعب في الملعب، وفي الهجوم لا يجد زملائه لكي يتبادل معهم الكرة وينطلق للمرمى، بل يلعب وظهره للمرمى مما يجبره على التمرير للقادمين من الخلف.

كمهاجم لا يجد صلاح العديد من الخيارات وبالتالي تقل خطورته.

أما كجناح فيمتلك صلاح العديد من الحلول، ويكون لديه المساحة والوقت الكافي لاتخاذ القرار؛ مما يجعل المدافع في حيرة من أمره للتعامل معه، وهو ما ظهر في مباريات الموسم الحالي.

كلوب أعاد صلاح لمركز الجناح ليعود صلاح إلى التألق والتوهج، يصنع الفرص ويسجل الأهداف ويلعب بحرية وراحة في الملعب وفي مساحات تتيح له أن يكون مصدر خطورة ليفربول، بدلا من أن يقيده في مركز المهاجم ويكون في أحضان المدافعين.

قرار كلوب آتى بثماره حتى الآن، ونتج لمحات فردية أعادت بريق صلاح الممتع مصحوب بأهداف أسهمت في فوز ليفربول بالمباريات.

اقرأ أيضا:

بالفيديو – أمام حضور مصري مكثف.. الاتحاد السكندري يعود بانتصار مهم من الكويت

مدربه: حجازي مازال يحتاج 5 أسابيع للتعافي.. شخص عظيم يبكي لكي يعود قريبا

3 نصائح لـ تريزيجيه.. ما قاله لامبارد الأب وجيجز "المُعدَل" وطريقة التسديد

أس: شرط واحد من باريس سان جيرمان للتفاوض مع ريال مدريد على رحيل نيمار

حصاد الجولة الثالثة من الدوري الإنجليزي.. تألق صلاح ولاعب يخطف الأضواء بعيدا عن الكبار

التعليقات