حكايات كوبا أمريكا – "لنصل للسلام لهزيمة العنف" في 2001.. جماعات متمردة ومظلات مفاجئة

الجمعة، 07 يونيو 2019 - 21:02

كتب : إسلام أحمد

كوبا أمريكا 2001 - كولومبيا

مع اقتراب نهاية القرن العشرين تخلصت كولومبيا من جذور تجارة المخدرات بمقتل بابلو أسكوبار ومن بعده القبض على أعضاء كالي كارتل، لتُفسح المجال لاستضافة كوبا أمريكا لأول مرة في تاريخها بنسخة استثنائية هي الأولى في القرن الحادي والعشرين وتحمل الرقم 40.

لكن نهاية عصر المخدرات في كولومبيا ترك بعض الأثار من خلال جيش التحرير المسلح الذي أسر هيرنان كامبوزانو نائب رئيس اتحاد الكرة وعمت الفوضى في البلاد من جديد، لتفشل في كتابة النهاية السعيدة بمزيد من القتلى والأبرياء الذين فقدوا أرواحهم.

أحداث أعادت للذاكرة ما حدث قبل أكثر من 15 عاما عندما فشلت كولومبيا في استضافة كأس العالم 1986 الذي تحول للمكسيك لاحقا بسبب مشاكل سياسية.

المكسيك وكندا بطل أمريكا الشمالية تم دعوتهما للمشاركة لكن الأمور تطورت ليقرر اتحاد أمريكا الجنوبية "كونميبول" قبل 10 أيام من بدء المنافسات بإلغاء المسابقة، والتفكير في تأجيلها لتقام في 2002 لكن إقامة كأس العالم يزيد الأمور صعوبة.

أندريس باسترانا رئيس كولومبيا ناشد الجميع من أجل إقامة البطولة بقوله "دعونا نصل إلى السلام من أجل هزيمة العنف والأقلية" ليعمل الاتحاد القاري على وضع ضمانات والتأكيد على سلامة وحماية الجميع.

فنزويلا حاولت المساعدة بتدارك الموقف واستضافة البطولة، ليعدل كونميبول عن قراره ويؤكد إقامة البطولة في موعدها في السادس من يونيو أي قبل 5 أيام من ضربة البداية، في ظل الضغوط من الرعاة وشركات البث التلفزيوني.

قرار إلغاء المسابقة ألقى بظلاله سريعا على المنتخبات التي أنهت تجمعاتها وعاد لاعبيها للحصول على الراحة بعد موسم شاق، كندا فشلت في استدعاء لاعبيها مجددا، فيما رفض الاتحاد الآسيوي ترشيح أحد منتخباته للمشاركة ليتم دعوة كوستاريكا للمشاركة عوضا عن كندا لتخض المشاركة الثانية لها بعد نسخة 1997.

الطامة الكبرى كانت في رفض الأرجنتين المشاركة في البطولة قبل يوم واحد من الافتتاح، كتيبة مارسيلو بيلسا المرشح الأبرز للفوز باللقب حينها رفضوا السفر لكولومبيا بداعي تهديدات من الجماعات المتمردة.

كان القرار صعبا باستضافة منتخب ثالث في مهمة مستحيلة، لتوافق هندوراس على إنقاذ الموقف والمشاركة، فوصل اللاعبين إلى كولومبيا قبل ساعات من مباراتهم الأولى لتعويض غياب التانجو، عن طريق طائرة عسكرية أرسلت لهم من كولومبيا لتقلهم إلى ميديلن مباشرة.

مشاركة هندوراس جاءت بدون أبرز لاعبيها بفضل تنافس الأندية الأربعة الكبرى على لقب الدوري المحلي في المرحلة الإقصائية النهائية، ليغيب ميلتون نونيز والهداف كارلوس بافون بجانب مجموعة من أبرز اللاعبين عن المنتخب الذي شارك في كأس العالم 1982 وحقق لقب الكأس الذهبية 1981.

المباراة الافتتاحية في بارانكويلا شهدت فوز تشيلي على الإكوادور 4-1 تحت أنظار 40 ألفا، في المقابل حققت كولومبيا الفوز الأول في البطولة على حساب فنزويلا وعينهم على التتويج الأول.

مع غياب الأرجنتين ودخول البرازيل بمنتخب يضم عناصر من الصف الثاني من أجل تجربة أسماء جديدة مثل ديدا ولوسيو وجونينيو وجوان وإيمرسون قبل كأس العالم 2002 تحت قيادة لويس فيليبي سكولاري سقطت أمام المكسيك بهدف نظيف بدور المجموعات.

في المجموعة الثالثة وعلى عكس المتوقع، تأهلت كوستاريكا والهندوراس كأول وثاني وحصدت أوروجواي بطاقة التأهل الثالثة بصعوبة برصيد 4 نقاط، مواجهة الهندوراس الأولى شهدت خسارة بهدف نظيف في ميديلن بعد 12 يوما فقط من فوز كوستاريكا الصعب بنتيجة 3-2 في تصفيات أمريكا الشمالية لكأس العالم 2002، أعقبها انتصارين على حساب بوليفيا وأوروجواي في أكبر مفاجأة.

كولومبيا رفقة تشيلي تأهلا من المجموعة الأولى وكذلك البرازيل والمكسيك بيرو من المجموعة الثانية، لتبدأ المفاجآت الواحدة تلو الأخرى.

هندوراس أقصت البرازيل في ربع النهائي بهدفين من توقيع ساؤول مارتينيز، في مباراة تعد من أبرز صدمات كوبا أمريكا كادت لترتفع النتيجة مع وجود هدف ثالث لم يتم احتسابه أيضا تحت أنظار سكولاري الموقوف والذي شهد خسارة بلاده المستحقة من المدرجات.

سكولاري الذي توج لاحقا بكأس العالم قال عقب الخروج غير المتوقع "سوف أتراجع في التاريخ كمدرب برازيلي خسر أمام هندوراس، إنه لأمر فظيع ولكن هندوراس لعبت أفضل منا واستحق الفوز".

أوروجواي تتفوق في مواجهة ثانية على كوستاريكا وتتأهل للمربع الذهبي بعد تعادل بدور المجموعات، البلد المضيف تُسقط بيرو بثلاثية والمكسيك على حساب تشيلي.

كولومبيا بقيادة فرانشيسكو ماتورانا المدير الفني التاريخي للوس كافيتيروس أنهوا رحلة الهندوراس المثيرة بثنائية دون مقابل، وفي الناحية الأخرى سجلت المكسيك الفوز والتأهل للنهائي بفضل المدير الفني خافيير أجيري – مدرب المنتخب الوطني الحالي – على حساب أوروجواي وضمنت المقعد الثاني في النهائي.

وفي مباراة المركز الثالث عادت الهندوراس لتقف غصّة في حلق أوروجواي بعد فوز قاتل في دور المجموعات فرضوا التعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق ثم حصدوا الميدالية البرونزية بفضل الركلات الترجيح بنتيجة 5-4.

الفوضى بدأت قبل أيام من بداية البطولة وظلت مستمرة حتى المباراة النهائية، فهبط مظليون لأرضية الملعب في الدقيقة الخامسة من بداية اللقاء بسبب تأخرهم في الهبوط بعدما كان مقدرا مشاركتهم في حفل الختام.

وأمام أنظار 47 ألفا على ملعب ستاديو إل كامبن نجحت كولومبيا في تحقيق لقبها القاري الوحيد بالفوز على المكسيك بفضل رأسية المدافع إيفان كوردوبا في الدقيقة 65.

بطولة اتسمت بالفوضى لكنها خلقت حالة كروية مثيرة بتجربة الهندوراس الوحيدة وفشل مكسيكي في الفوز باللقب للمرة الثانية، وتتويج كولومبيا للمرة الأولى في تاريخها ودون أن تتلقى أي هدف.

اقرأ أيضا:

النيابة الفرنسية تفرج عن أحمد أحمد دون توجيه اتهام

برشلونة يفكر في التعاقد مع بوفون

قوائم أمم إفريقيا - تونس تضم 9 لاعبين محليين لقائمتها الأولية

هل يغيب عن أمم إفريقيا؟ مدرب غينيا غاضب من قرار ليفربول بشأن نابي كيتا

رسميا – تشيلسي يستأنف ضد عقوبة المنع من التعاقدات في المحكمة الرياضية

التعليقات