لاعب الدنمارك السابق يروي معاناته.. من قتل أبيه لأمه إلى موت ابنه الرضيع ودخوله السجن

الأربعاء، 19 ديسمبر 2018 - 16:03

كتب : نادر عيد

توفتينج

ستيج توفتينج.. لعل أول ما يطرأ ببالك حين تقرأ هذا الاسم هو ذلك اللاعب العنيف.. الدنماركي الأصلع القوي.. الذي تشعر أنه في حلبة مصارعة وليس ميدان للعب كرة القدم.. يكشف عن أوقات صعبة عاشها جعلت منه ذلك الشخص الشديد..

من رؤية أبيه وأمه ممدين على الأرض وسط الدماء إلى فقدان طفل رضيع، مر توفتينج بحياة قاسية، كانت كرة القدم متنفسا فيها، لكن ذلك لم يمنعه من افتعال المشاكل والتي أدت إحداها إلى زجه في السجن ذات مرة.

30 يوليو 1983

ركض الصبي ذو الـ13 عاما نحو المنزل متحمسا لإخبار والديه أنه سيلعب غدا نهائي الكأس مع فريق آرهوس جونيورز أمام مدرب منتخب الدنمارك للناشئين.

لكن مفاجأة غير سارة كانت في انتظاره..

دخل توفتينج المنزل فوجد أباه ميتا والدماء تحيط به من كل مكان وبجانبه بندقية، استمر في السير مذهولا إلى أن وصل المطبخ ليجد أمه مقتولة!

والده قتل أمه ثم انتحر..

يحكي توفتينج خلال حواره مع صحيفة دايلي ميل الإنجليزية "فقدان الوالدين في سن الـ13 يحرك شيئا بداخلك. تعلمت العيش مع ذكرى هذا اليوم. في هذا الموقف، لم أستطع فعل شيء. كان هناك احتمالان، لو كنت بالمنزل، لربما منعت ما حدث، ولربما رحلت أنا أيضا ولا أكون هنا الآن".

عشق كرة القدم.. السعي وراء الحلم.. لم يمنع هول ما حدث الصبي الصغير من خوض مباراة سطرت فصلا جديدا في حياته.

"لعبت. لم يرغبوا في مشاركتي، لكنه كان المكان الأفضل لي. زملائي لم يعلموا بما حدث قبل 18 ساعة من المباراة، لم يراودني الشك. فزنا وكنت رجل المباراة، واختارني مدرب الدنمارك. كرة القدم أنقذتني. ذهبت لرؤية طبيب نفسي، لكن مهما حصل، حين كنت ادخل الملعب، كنت في عالمي الخاص. كنت أضع كل الأشياء السيئة جانبا وأؤدي كما يجب. بعد المران، لم يكونوا على علم بهياجي أحيانا، لكن رجلا طيبا في النادي اعتنى بي وساعدني في ضبط انفعالاتي".

فاجعة جديدة

"السجن لا يقارن أبدا بفقدان ولد. لا أمانع إمضاء 10 سنوات في السجن عوضا عن فقداني لابني".

كان توفتينج لاعبا في نادي بولتون الإنجليزي. في 2003 سمح له المدرب سام ألاردايس بالعودة إلى بلده استعدادا لتنفيذ حكم دخول السجن لأربعة أشهر على خلفية اعتدائه على مدير مطعم.

The footballer leaves a court house after being sentenced to four months in jail for assualt

كنت زوجة توفتينج للتو واضعة طفلهما الرابع، كان توفتينج في مطار مانشستر حين اتصلت به تخبره أن الرضيع لديه حمى ويصارع الموت في المستشفى.

توفى جون بين أذرع والديه.. بمرض التهاب السحايا.. بعد 3 أسابيع من ولادته..

"كنت محطما. أسوأ شيء حصل لي. لدي أكثر من وشم لجون في ذراعي، لكن مهما فعلت لا أقدر على إعادته للحياة. في الدنيا، عليك التركيز على ما تستطيع فعله. يتطلب جهدا كبيرا القلق حول أشياء لا تقدر على تغييرها. عليك النظر للأمام".

ما الذي فعله توفتينج ليدخل السجن؟

"كنا في كوبنهاجن نحتفل بعد كأس العالم. كنا سكارى. مدير المطعم بدأ استفزازي فقمت له: هل هناك شيء خاطئ؟ ظننته سيضربني؟ لذا نطحته أولا. جاء البوابون ورموني خارج المطعم. ثم جاء الطاهي إلي في الشارع وضربني في وجهي ثم ركض. ركضت خلفه ولحقت به. وحدث ما حدث".

كانوا يكنون توفتينج بـ"Lawnmower" أو "آلة جز العشب".. الغريب أنها أصبحت مهنته في السجن!

يكمل "دخلت السجن وما العمل الذي كلفوني به؟ جز الحشيش. كان شيئا جيدا. حين يهطل المطر لم يكن بمقدوري العمل فكنت أجلس على الدراجة أو أركض، لعبنا كرة القدم يوميا وكأننا في معسكر تدريبي".

قبل 12 شهرا، كان توفتينج يصارع إنجلترا في الدور ثمن النهائي بكأس العالم 2002. لقاء سحق فيه رفاق ديفيد بيكام الفريق الاسكندنافي بثلاثة أهداف دون رد.

شارك توفتينج في 4 بطولات دولية كبرى مع الدنمارك. لعب لأندية عديدة أبرزها هامبورج وبولتون. علق حذائه في 2007 ويعمل الآن محللا في التلفزيون.

Tofting (L) tussles for the ball with David Beckham during the last 16 of the 2002 World Cup

The Dane says football saved him from being overcome by the tragic end of his parents

The 49-year-old retired from football 11 years ago and is now a popular TV pundit

التعليقات