حوار في الجول - المصرية هبة علي نجمة كرة اليد التي تولت قيادة منتخب استراليا

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018 - 11:54

كتب : عمرو عبد الرحمن

هبة علي - مدربة كرة اليد

في الألعاب الجماعية وتحديدا كرة اليد، كان لزاما على الاتحاد المصري الممارس للعبة أن يستعين بخبير أجنبي لإدارة شئون الفريق فنيا من أجل الارتقاء بمستوى اللعبة نظرا لما يمتلك من خبرات، كمثل قيادة الصربي زوران لمنتخب مصر كرة اليد في منافسات كأس العالم بفرنسا عام 2001 كأحد أكبر الانجازات في تاريخ اللعبة باحتلال المركز الرابع.

ولكننا الآن أمام قصة أخرى قد أبدلت فيها الأدوار، فكانت المصرية "هبة علي" تقطع مسافة ما يقارب 12 ألف كيلومتر، لتصبح أول مصرية حتى الآن قد تولت الإدارة الفنية لمنتخب أجنبي، هبة علي المدير الفني لمنتخب استراليا كرة اليد سيدات والتي تستعد خلال أيام من الآن لخوض منافسات كأس آسيا للسيدات والمؤهلة إلى بطولة العالم لكرة اليد المقامة في اليابان 2019.

وتقام منافسات بطولة أمم آسيا في الفترة من 30 نوفمبر إلى 9 ديسمبر المقبل باليابان، ويتأهل أول ثلاثة منتخبات إلى بطولة العالم.

أجرى FilGoal.com حوارا مع هبة علي ليتعرف على قصة تدريب الفريق الاسترالي وأبرز استعداداتها لكأس آسيا.

"بدأت مشواري في كرة اليد لاعبة فى صفوف الناشئين بنادى الزمالك، ولكن بعدها بسنتين انتقلت للنادى الأهلى بصفوف فريق 14 سنة، لعبت للأهلي حتى عام 2007 تقريبا، فزنا ببطولات كثيرة دون شك لأن فريق اليد سيدات بالنادي كان مكتسحا لمصر، وكنت أفضل جناح أيمن في مصر طيلة فترتي بالأهلي".

وأضافت "انضممت لمنتخب مصر طيلة هذه الفترة لكن للأسف لم يكن منتخب مصر للسيدات يشارك فى البطولات الدولية من الأساس، كانت مشاركتي الوحيدة الدولية مع المنتخب فى كأس الأمم الأفريقية 2004 المقامة بمصر وفارق الخبرات الهائل أمام الفرق الأخرى أوصلنا للحصول على المركز السادس فقط بالبطولة".

كان ذلك اختصارا لمشوار لاعبة كرة اليد هبة علي فحتى 2007 لم تكن اللعبة ذات انتشار هائل أو مرجع اهتمام كاف من قبل الاتحاد المصري لكرة اليد، حتى أن المشاركة الدولية الوحيدة على أرض مصر انتهت بتلك النتيجة المؤسفة إلا أن ذلك كان دافعا لساعد نادي الأهلي الأسبق على أن تبدأ مشوار جديد في عالم التدريب.

وبسؤالها عن بداية خطواتها في عالم التدريب أجابت هبة "سافرت بعد 2007 مباشرة للإمارات، وهناك بدأت اللعب كلاعبة لفترة لم تتجاوز شهور فى البداية ثم بدأت اتحرك للعمل في السلك التدريبي".

وتابعت "البداية كانت مع تدريب فريق نادى الجزيرة كان العمل من الصفر معهم بتعليمهم المهارات الأساسية فى اللعب كـ التمرير ثم التحرك مباشرة التسديد، العمل من الصفر وهذا ما اكتسبته من خبرات من دربوني في النادي الأهلي يرتكز على تصحيح الأخطاء الشائعة قبل بناء أساسيات فريق قوى له سطوة".

وواصلت هبة حديثها "وبالفعل استطعنا الفوز بكل شئ فى الإمارات وبرونزية البطولة العربية سنة 2013 كنت أطعم الفريق بالطبع ببعض اللاعبات المصريات لرفع المستوى، فـ اللاعبة المميزة ترفع مستوى الفريق كله لأعلى".

وأكملت المدير الفني لأستراليا حديثها "بعدها بدأت تجربة جديدة مع نادي الظفرة واستطعت تكرار التجربة ذاتها، حتى تحول فريق الظفرة الى أقوى فريق فى الإمارات و صارت مباريات الجزيرة التي أعددت صنعها والظفرة التي أدربها أقوى مباراة وأشبه بمباريات القمة التي ينتظرها الجميع رجال وسيدات فى عالم كرة اليد الإماراتية".

وأخيرا "خلال تلك الفترة كنت أتولى أيضا منصب عضو اللجنة النسائية باتحاد كرة اليد الإماراتي واستطعت أن أقدم الكثير من خلال عملي باللجنة لصالح كرة اليد الإماراتية، قبل أن تأتي بالمصادفة فرصة العمل في إستراليا".

وعن أسباب اختيارها السفر إلى أستراليا مجهولة الهوية بعالم كرة اليد أوضحت هبة "في الحقيقة أنا قررت السفر إلى إستراليا لظروف خاصة، وقررت أن اتناسى كرة اليد نهائيا ولكن تصادف أن الاتحاد الاسترالي لكرة اليد كان يبحث عن مدرب لمنتخب السيدات ليخوض بطولة آسيا المقررة في 30 نوفمبر القادم فتقدمت لشغل الوظيفة منذ حوالي أربعة أشهر".

وأضافت "تقابلت مع مسئولي الاتحاد ونلت إعجابهم لتولي المهمة، في البداية كنت متخوفة جدا فأنا أتولى تدريب منتخب لأول مرة في حياتي والبطولة الآسيوية صعبة تحتوى عمالقة في اللعبة مثل اليابان مستضيفة كأس العالم وكوريا الجنوبية، بالإضافة لضيق وقت الإعداد فى ظل صعوبة إقامة مباريات ودية لتباعد المسافات دون شك".

وأصرت "الموضوع في غاية الصعوبة والتحدى كبير وأنا أقبله".

وعن موقف فريقها من البطولة أجابت هبة "نشارك فى هذه البطولة لأول مرة بعد أن ضمت استراليا لفرق آسيا مؤخرا، أوقعتنا القرعة في مواجهات صعبة مع فرق لها باع باللعبة مثل اليابان، كازاخستان، نيوزيلاندا وإيران، أعتقد أننا نحتاج للفوز على اليابان وكازاخستان في البداية للذهاب بعيدا في منافسات البطولة".

وتابعت "إيران فريق يلعب بروح و بعنف أغلب الأحيان لكنه يفتقد لأغلب المهارات وأساسيات كرة اليد أما عن فريقنا إستراليا فهو يعد فريق مغمور بالنسبة لآسيا، فالآن نظرة أغلب الخصوم لنا أننا قادمين للنزهة فحسب، ولكن نقطة قوتنا تكمن في مفاجأتهم بأداء قوي خاصة أن أول مبارياتنا ستكون ضد كازاخستان وهو فريق قوي على الصعيد الآسيوي، البداية القوية تضمن لنا دون شك استمرارية وحماس تجعل من شكل الفريق أفضل. هذه الكأس مؤهلة لبطولة العالم وعلينا أن نحجز مكانا فى المربع الذهبى حتى نتأهل".

وبالحديث عن تأثر اللاعب العربي بالعامل النفسي قبل البطولات الكبرى وكيفية التعامل مع لاعبات أستراليا قالت هبة: "لن استطع سوى قول أنني (بنت النادى الأهلي)، تعودت خلال فترة لعبي مع الفريق على القتال فى الملعب حتى ننتصر وهذا ما أنقله يوما بعض يوم إلى اللاعبات بالمنتخب".

وأضافت "أتذكر مثلا فى أول بطولة لي مع الأهلى كنا نلاعب فريق الشمس والفريق خاسر بفارق هدف (بنات الشمس فريق قوي جدا في كرة اليد والخسارة منه أمر طبيعى دون شك)، فوجدت زميلتى في الملعب تبكي خوفا من الهزيمة أتذكر يومها نزولي الملعب بآخر دقيقة وساهمت فى التعادل حيث خطفت الكرة وأخذت بها رمية جزائية بعدها وفزنا".

وأوضحت "هذا درس أعلمه كل يوم للمنتخب، فالقتال فى الملعب و الرغبة فى الفوز و بذل الجهد فى التمرين سبب رئيسى فى أى مكسب حتى لو كانت هناك فوارق كبيرة على المستوى الفني والمهاري، الأرضية التي ارتكزت عليها في تعاملي بالمنتخب كانت تعمل على بث الثقة أولا ورفع مستوى الطموح داخل صفوف الفريق وأعتقد أن الفارق بين حالة الفريق فى أول تمرين و حالته الآن ملموسة خصوصا من مسؤولي الاتحاد".

وواصلت هبة "الوقت قصير كما قلت فلن أتمكن من تطوير مستوى اللاعبات بشكل كبير، لكن الفريق يملك عدد من اللاعبات المحترفات في أوروبا فالاعتماد عليهن كهيكل فقري بشكل كبير. أما باقى اللاعبات فلا أطلب منهن ما لا يستطعن تنفيذه. أحاول تطوير مهاراتهم بشكل بسيط للغاية مع علاج الأخطاء وسد الثغرات حسب الإمكانيات المتاحة لهم".

وفي النهاية بالحديث عن مواجهة صعوبات خلال عملها خارج الإدارة الفنية أجابت هبة "بالطبع لا، اللاعبات هنا محترفات ولا يوجد تداخل بين عملهم الخاص وبين ممارسة كرة اليد، العمل يتم دون عنونة وشعارات ولكن بشكل منظم جدا و كل فرد يعلم دوره جيدا ولا يتخطاه وينفذه بكفاءة عالية حتى لو كان بسيطا،

وتابعت "والنتيجة أننى لا اهتم بتفاصيل غير فنية مثل الملابس و الأحذية و حجز الملعب و مواعيد المران وما إلى ذلك من التفاصيل التى تشتت تركيز المدرب وأبقى مركزة فقط فى التفاصيل الفنية".

وأتمت "أعتقد أن هذا ممكن يصنع الفارق ويعلى من كفاءة المنظومة، في النهاية أنا توافرت لي ظروف وملابسات النجاح هنا، وساتشبث بها حتى النهاية حتى اكتب اسما لي ولبلدي في سماء كرة اليد الاسترالية".

التعليقات