تحقيق في الجول – انتهاكات إسرائيلية بحق الكرة الفلسطينية.. مقاومة على العشب الأخضر

الجمعة، 23 نوفمبر 2018 - 12:51

كتب : لؤي هشام

الكرة الفلسطينية - رسمة: شروق عز

على ذلك العشب الأخضر وقفوا بانتظار صافرة البداية.. في ذلك الملعب لم يعرفوا حدودا لأحلامهم رغم مشهد الجدار العازل الذي يظهر عاليا في الخلفية ليضع حدا إجباريا لطموحاتهم.

تتناقل الكرة من قدم إلى أخرى في حزن وخجل، ومعها تتناقل الآمال والآلام في ذات الوقت.

ما بين أمل يقف في صف طويل بانتظار بادرة نور لا تأتي عند حاجز أمني، وألم يتمادى الإحساس به تحت وطأة القهر والإذلال في انتظار عدل لن يأتي أبدا من احتلال.

FilGoal.com يصحبكم معه في رحلة من المعاناة. نتوقف كثيرا عند حواجز أمنية أملا في بطاقة عبور، ونمضي بعض الوقت بين جدران أربعة لا يحيطنا فيها إلا الظلام.

رحلة تكشف عن انتهاكات يتعرض لها اللاعبون الفلسطينيون تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي.. رحلة كان سبيل المقاومة فيها على العشب الأخضر فقط لا غيره.

ولتبدأ رحلتنا..

نتيجة بحث الصور عن ‪Israeli West Bank barrier football‬‏

7 أهداف غير شرعية في مرمى بيت آمر

هكذا وصفت صحيفة الحدث الفلسطينية ما حدث مع فريق بلدة بيت آمر التي تقع جنوب الضفة الغربية.. كان ذلك في عام 2015.

البلدة شهدت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال وجرى على إثرها اعتقال العديد من أبناء القرية، ولم يسلم لاعبو الفريق من ذلك.

وصل عدد المعتقلين إلى 7 لاعبين (عيسى عوض - محمود مصلح - وهيب علقم - مؤيد طومار - مصعب إخليل - رشيد عوض - محمد إخليل) ما أدى إلى تأثر مستوى الفريق وهبوطه إلى الدرجة الثانية.

مؤيد طومار كان أحد هؤلاء اللاعبين. تواصلنا مع صاحب الـ26 عاما ولكنه بدا متوجسا في البداية وتساءل كيف توصلنا له، ولكن بعدما تأكد من هويتنا الصحفية حكى لـFilGoal.com تفاصيل ما حدث.

"في البداية تم اعتقال قلبي الدفاع قبل بداية مرحلة الإعداد وبداية الدوري".

"بعدها بفترة وبعد أول 3 مباريات (فوز وتعادل وخسارة) تم اعتقال حارس المرمى الأساسي (عيسى عوض) ولم يكن له بديل، هو يقبع حتى الآن في سجون الاحتلال لمدة تخطت 21 شهرا".

"بعدها بما يقارب شهر ونصف تم اعتقالي شخصيا، وبعد ذلك بفترة بسيطة وخلال مرحلة الدور الأول تم اعتقال 3 لاعبين آخرين، ثم وصل العدد إلى 7 لاعبين من العناصر الأساسية بالفريق".

"نادي شباب بيت آمر هو النادي الوحيد الذي يعتمد على أبناء البلدة بدون أي لاعب محترف، واعتقال 7 لاعبين من قبل الاحتلال أثر على الفريق بشكل كبير.. حجة الاحتلال أنهم كانوا من أبناء البلدة (التي شهدت مواجهات مع قوات الاحتلال لعدة أيام)".

"اعتقل الاحتلال بشكل متعمد عدد كبير من اللاعبين وحاول اعتقال آخرين، والهدف كان رئيسيا وواضحا وعلنيا: تدمير النادي وتدميرنا نحن كلاعبين نفسيا وجسديا حتى لا نصبح قادرين على ممارسة اللعبة مجددا.. كانوا يقولون لنا ذلك في أقبية التحقيق".

"كان من أساليب الضغط النفسي علينا أنهم يقولونا لنا: سنضع إياكم بالسجن حتى تخسروا وزنكم ولياقتكم البدنية ومثل هذه الأشياء. استمرت هذه المعاناة بأحكام مختلفة للاعبين كان أكبرها للاعب الوسط في فريقنا إذ تم الحكم عليه بـ30 شهرا، وأقل واحد أمضى 6 شهور خلال هذه الفترة".

"بالطبع غاب اللاعبين السبعة عن الفريق الذي كان بلا حول ولا قوة لأن الإمكانيات المادية لم تسمح باستقدام لاعبين آخرين وهو ما أدى في النهاية إلى هبوطه للدرجة الثانية رغم الوعود بالتدخل لمساعدة النادي من قبل الاتحاد، ولكنها فشلت في النهاية وهبط النادي".

Image may contain: 1 person, closeup

طومار روى لنا تجربته الشخصية بشكل مفصل ليكشف عن قصة معاناة ضمن قصص عدة يتعرض لها الرياضيون بشكل مستمر.

وكل الآتي جرت وقائعه على لسان مؤيد. (استمع لشهادته الكاملة إن لم ترغب في قراءتها)

"في البداية تم اعتقالي شهر 1 سنة 2015، كانت الدنيا ثلج والأجواء باردة جدا جدا، اعتقلوني من البيت ومنعوني ألبس منيح أو أسلم على أهلي أو أودعهم، وبمجرد خروجي تعاملوا معي بعنف شديد إذ تعرضت للضرب والشتم بألفاظ بذيئة".

"بعدها اقتادوني إلى مركز تحقيق تابع لهم سيرا على الأقدام لمسافة 5 كيلو، وهناك تم احتجازي من الساعة الثالثة فجرا وحتى السادسة صباحا، عرضوني بعدها على طبيب في ساحة مفتوحة وباردة وطلبوا مني خلع كافة ملابسي في البرد القارس.. كان بردا قارسا للغاية".

"حولوني بعدها إلى مركز عصيون. ثم جاءت قوة النحشون (أفراد من وحدات خاصة مهمتهم نقل الأسرى بين السجون والسيطرة على أحداث الشغب) لنقلي، ووضعوني داخل سيارة في غرفة لا تتجاوز نصف متر طول بعرض. كنت مكبل الأيدي والأرجل ووعيناي معصوبتان".

"نقلوني إلى مركز تحقيق عسقلان وهناك تم تفتيشي بصورة وحشية وهمجية، طلبوا مني خلع كل ملابسي سواء الداخلية والخارجية، رفضت بالطبع ولكنهم أجبروني على ذلك ثم فتشوني مرة أخرى بطريقة مهينة وبعدها أخذوا ملابسي وأعطوني الطاقم البرتقالي (خاص بالخاضعين للتحقيق)".

"تم احتجازي بأحد الزنازين في وضع سيء جدا، مساحتها تقارب متر في متر، لا يوجد بها أدنى مقومات الحياة. جلست فيها ما يقارب 7 ساعات".

"بعد ذلك أخذوني إلى مكتب التحقيق وأمضيت ما يقارب 7 ساعات أخرى وأنا جالس على كرسي مكبل اليدين والقدمين من الخلف وعيناي معصوبتان، وبعد انقضاء الساعات السبع فتحوا الباب ورفعوا الغمامة من على عيني وحينها دخل أحد الأشخاص في زي مدني".

قال لي: حابب تحكي ولا نأجل لوقت آخر؟ فقلت له: على أي شيء بحكي، فرد: يبدو أنك مازلت لا تريد الحديث، وتركني مرة أخرى لمدة تقارب 8 ساعات وبعدها أودعوني زنزانة التحقيق مجددا واستمريت على نفس الحال لمدة 10 أيام.. كان يتم التحقيق معي بنفس الطريقة حتى أنه في بعض الأحيان كانت تصل مدة التحقيق إلى 18 ساعة يتم فيها تعذيبي نفسيا بكل الطرق".

"وجه إلي تهم لا أساس لها من الصحة، أخبرت المحقق أنني لاعب كرة قدم محترف ولاعب بمنتخب الشباب وأن الاتحاد الفلسطيني والفيفا سيتدخلان

فأجاب علي: هون لا يهمني اتحاد ولا فيفا ولا حدا في الدنيا، أنا راح أخليك تنسى حاجة اسمها الكرة.. هرميك هون، وبعد ما أخلص التحقيق سأحولك للاعتقال. وقت ما أحب أخليك تروح ووقت ما أحب أسجنك، راح تصير تتمنى أنك تلعب فوتبول".

"كان ضغطا نفسيا عاليا للغاية، واستمر معي التحقيق على هذا الشكل لمدة 32 يوما بأوضاع معيشية صعبة وزنزانة ضيقة وأكل سيء جدا جدا تشمئز منه بمجرد رؤيته".

Image may contain: 4 people, including Muayad Tomar

"كل الاتهامات التي كانت موجهة لي كانت عارية من الصحة، وهم كانوا متأكدين من ذلك. بعدها اعتقلوا أناس آخرين واتهموني بأني على علاقة بهم، وتبين عدم صحة ذلك في النهاية".

"سألتهم لماذا يفعلون ذلك قالوا: احنا بنتحكم فيك ووقت ما نحب نروحك أو نسجنك".

"أخبرتهم أنه يجب تحويلي إلى محاكمة ومن ثم يصدر القاضي قراره، فقال أحد الضباط لي: حتى القاضي راح يحكم بما نريده نحن، وراح تقعد هون سواء كانت هناك لائحة اتهام أم لا، قلت له: إذا هذا الأمر لا يتعلق بدولة تتمتع بالعدل أو مثل هذا الإشي اللي ترددوه، فأجابني بابتسامة ساخرة: منيح منيح".

"بعد فترات متقطعة من التحقيق أخبرني الضابط المسؤول عن ملفي أنه يوجد أدلة تدينني وأنني شاركت في تظاهرات بعام 2014 خلال فترة حرب العصف المأكول، بالطبع أذهلني ذلك وقلت له: نحن الآن في 2015 لماذا لم تعتقلونني وقتها، رد بأنهم هم وحدهم من بيدهم قرار تحديد الوقت".

"الأدلة كانت تستند إلى اعترافات صبي قاصر في عمر 15 عاما قال فيها إنه شاهدني خلال التظاهرات السلمية لحرب العصف المأكول (العدوان على غزة)، حكيت له: حتى هاي التهمة العارية من الصحة راح تسجني لمدة شهرين أو ثلاثة فقط، فقال لي: أنا ما جبتك هون عشان تروح والوقت اللي بدي أنك تقعد فيه راح تقعد فيه، وأنا راح أبقيك في السجن سنة كاملة".

"انتهت فترة التحقيق ورحلوني إلى سجن عوفر ومثلما وعدني ضابط الشاباك قضيت هناك 12 شهرا وغرامة مالية تبلغ ألفي شيكل. الحقيقة أن الحكم صدر بعد اعتقالي بـ11 شهرا تقريبا، كان يتبقى أقل من شهر للإفراج عني".

"بعد الحكم أخذوني إلى الشاباك (جهاز الأمن العام الإسرائيلي) وقابلت هناك نفس الشخص الذي حقق معي بعسقلان وحينها قال لي: وفيت بوعدي وأبقيتك في السجن سنة كاملة؛ حتى تقتنع أنه لا اتحاد ولا فيفا ولا القاضي نفسه راح يسويلك أي شيء".

"طبعا خلال الـ11 شهرا بسجن عوفر بتحكي عن أوضاع معيشية سيئة: برد قارص ولا شيء يدفيك وملابس سيئة وطعام على نفس الشاكلة، حتى بالصيف لم توجد فتحات تهوية كافية. كنا نعيش داخل أقسام كل قسم 12 غرفة وكل غرفة بها 10 أشخاص في مساحة لا تتجاوز 6 أمتار".

"الزيارة على سبيل المثال كانت مرة واحدة بالشهر لللأهل فقط ومدتها لا تتجاوز نصف ساعة، وأول زيارة لي كانت بعدما مر 6 أشهر على اعتقالي".

"تم الإفراج عني بعد عام كامل في سجن عوفر. خرجت يوم الخميس 14 يناير 2016. كان عندنا مباراة يوم الأحد صممت على الذهاب وشاركت فيها وسارت الأمور بشكل طبيعي الحمد لله رغم كل ما جرى".

Image may contain: 1 person

"لعبت مع بيت آمر مرحلة الإياب بالدرجة الثانية 2016 وبعدها انتقلت إلى شباب السموع بدوري المحترفين الفلسطيني، عدت لاحقا إلى بيت آمر وساهمت في صعودهم إلى الممتاز مجددا وهو الوضع الطبيعي الذي كان عليه الفريق قبل مرحلة الاعتقال، كانت صفوفنا مكتملة حينذاك بعدما خرج معظم اللاعبين".

"مع بداية الموسم الجديد، وخلال فترة الإعداد تحديدا بالخامس من أبريل 2017 تم اعتقال الحارس الأساسي عيسى عوض وكانت الاعتقال الرابع على التوالي وهو معتقل حتى الآن اعتقالا إداريا (يسميه الاحتلال احتجازا احترازيا) بدون أي تهمة".

"بعد بداية الموسم وبعدما شاركت في 4 مباريات تم اعتقالي مجددا في 9 أكتوبر 2017 وكالعادة أخذوني من البيت فجرا وتم نقلي لمركز توقيف عصيون وبعدها إلى تحقيق الشاباك، ثم تم توقيفي في الاعتقال الإداري وعدت إلى سجن عوفر مجددا لمدة 6 أشهر".

"كنت أعاني من آلام في الظهر وبالأسنان وبالطبع لم يكن هناك عرض على طبيب، حتى وإن تم ذلك فكان مجرد كشف ولم يتم تقديم أي خدمات طبية أو أدوية".

"تم الإفراج عني في أواخر شهر مارس من العام الجاري، وبعدها تعرض بين آمر للهبوط مجددا بعد اعتقالي أنا والحارس عيسى".

"المسلسل متكرر بهذه السياسة إذ يتعمدون إضرار الرياضة الفلسطينية بشكل عام واللاعبين بشكل خاص، وصاروا يتعمدوا اللجوء معنا إلى ملف الاعتقال الإداري بدون أي تهمة؛ حتى يؤثروا علينا ويوقفوا مسيرتنا الرياضية".

"داخل السجن كنا نحاول ممارسة الرياضة الصباحية، لم يكن مسموح سوى بلعب تنس الطاولة والكرة الطائرة ولمدة 5 دقائق فقط بسبب عدد الأشخاص الكبير، فقط كنا نحاول الحفاظ على صحتنا وتنظيم وقتنا حتى لا نتأثر بدنيا بشكل كبير خلال الاحتجاز".

"الظروف صعبة للغاية والعامل النفسي أصعب، فقد كنت انتظر الزيارة كل شهر لمعرفة ما حدث للفريق. بعدما تم الإفراج عني شاركت مع الفريق مجددا في مرحلة الإياب بالدور الثاني ولكن مصير النادي كان قد تحقق وهبط بالفعل قبل نهاية المسابقة بأربع جولات".

"بعدها بفترة انتقلت إلى فريق إسلامي قلقيلية بدوري الاحتراف الجزئي (الدرجة الأولى) وأنهينا دور الذهاب في الصدارة. نطمح للصعود إلى دوري المحترفين".

"إسلامي قلقيلية يتعرض أيضا لنفس الحملة الشرسة بالوقت الحالي، سواء اعتقال إداريين أو لاعبين سابقين مثلما حدث مع لاعب المنتخب الفلسطيني سامح مراعبة".

هنا ننتقل إلى حالة مختلفة، فمراعبة لم يتم اعتقاله بناءً على أحداث جرت في بلدة أو منطقة معينة وإنما أثناء عودته رفقة المنتخب الفلسطيني وباتهام "مختلف".

Image may contain: 1 person

في أبريل 2014 تلقى المهاجم الشاب استدعاءً من المنتخب للمشاركة في معسكر مقام بدولة قطر استعداد لكأس التحدي، ولكن عند العودة أوقفته سلطات الاحتلال عند معبر الكرامة الحدودي مع الأردن.

والتهمة كانت: التعاون مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

بيان من الاتحاد الفلسطيني أشار وقتها إلى أن اعتقال مراعبة، جاء بعد يوم واحد من منع سلطات الاحتلال لـ9 مدربين من أبناء قطاع غزة للالتحاق بالدورة الأولى للمدربين التي ينظمها الاتحاد الآسيوي في الضفة، واستهجن ما حدث معتبرا إياه "ضرب بكل المواثيق الرياضية والدولية بعرض الحائط".

لكن الاحتلال زعم أن اللاعب صاحب الـ22 عاما وقتها عقد جلسة مع طلال شريم - ناشط عسكري في حماس كان محكومًا عليه بالسجن مدى الحياة، وقد أفرج عنه ونقل إلى خارج البلاد في إطار "صفقة شاليط" - بقطر.

تبيّن من التحقيق مع مراعبة - بحسب ما ذكرت سلطات الاحتلال - أنّه قبل رحيله إلى قطر مع المنتخب، توجّه إليه مؤيد شريم، ناشط في حركة حماس بمدينة قلقيلية ورئيس ناديه في ذات الوقت، وطلب منه مقابلة طلال في قطر.

أعلن (الشاباك) أنّه سيتم التحقيق مع مراعبة في محكمة عسكرية بالضفة الغربية.

وفي العاشر من يونيو 2014 أرسلت وزيرة الرياضة الإسرائيلية ليمور ليفنات رسالة لرئيس الفيفا آنذاك جوزيف بلاتر، تعرب فيها عن استيائها لأن لاعب كرة القدم الفلسطيني "تلقّى أموالا من حماس"، وطلبت ليفنات من بلاتر أن "يطلب من السلطة الفلسطينية إدانة الحادث، والعمل لمنع تكرار حوادث مماثلة في المستقبل".

حاولنا التواصل مع مراعبة. وجدنا صعوبة في البداية بسبب سفره إلى الصين لخوض مباراة ودية رفقة المنتخب الفلسطيني، ولكن مع قليل من الإصرار :) حكى لـ FilGoal.com ما دار معه خلال تلك الفترة.

"كنت مسافرا مع المنتخب الفلسطيني وكان أول معسكر لي بقطر وأثناء العودة تم احتجازي لمدة 5 ساعات وبعدها جاء أمر الاعتقال".

"استغربت مما حدث للغاية وظننت أن هناك سوء فهم، ولكني بقيت بمركز تحقيق الجلمة لمدة 45 يوما".

"كانت أياما صعبة للغاية.. تحقيقات مطولة وضغط نفسي. وجهوا لي اتهامات عدة وأشعروني وكأنهم يعرفون عني كل شيء، كانوا يسألون عن كل شيء في حياتي وكل حركة قمت بها، واستمريت على نفس الحال حتى تم نقلي لسجن مجدو المركزي".

"هناك كانت الأوضاع المعيشية أسوأ بكثير، وحرموني من زيارة أهلي لمدة 7 أشهر وكانت الزيارة لمدة 45 دقيقة فقط لا غير عبر الهاتف وبيننا زجاج عازل، لا يُسمح لنا بالجلوس معا".

"نزلت إلى محاكم عديدة ووجهت إلي اتهامات مختلفة، كنت دائما أخبرهم أنني رياضي ولاعب كرة ليس لي علاقة بالسياسة ولكن لم يستمع لي أحد وبقيت بالسجن مدة 8 أشهر".

"عانيت من التعذيب النفسي داخل الزنازين إذ كانت دائما الإضاءة منخفضة وأحيانا كانوا يطفئنوها لتجلس في العتمة فترات طويلة، كذلك كان يأتي أشخاص ويصدرون أصواتا صاخبة فوق رأسي حتى لا أتمكن من النوم".

"أخبروني أن حياتي الرياضية انتهت: إما إجباري على الاعتراف بأشياء لم أقم بها وإما تدمير مسيرتي الكروية".

في السابع من ديسمبر 2014 قررت سلطات الاحتلال الإفراج عن مراعبة من محكمة سالم العسكرية بالقرب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، بعد أن تم تجديد الاعتقال الإداري بحقه عدة مرات.

تم استقبال لاعب شباب الخليل الحالي في مسقط رأسه بمدينة قلقيلية استقبال الأبطال، وجهزت عائلته استقبالا حافلا في المدينة سعادةً بعودة ابنهم المحرر، ثم تلقى استدعاء من المنتخب بعدها بعدة أيام.

نتيجة بحث الصور عن ‪sameh maraaba‬‏

عند هذه النقطة قررنا الخروج من الضفة الغربية والتوجه إلى حيث لا يمكنك أن تصل بدون تصاريح أو أوقات انتظار طويلة أو موافقة أمنية من قبل الاحتلال.. قطاع غزة.

وهناك.. إن غادرت فلن تتمكن من العودة مجددا.

إياد أبو غرقود لاعب نادي أبناء القدس حاليا ولاعب منتخب فلسطين سابقا من مواليد غزة وتدرج بعدة أندية هناك من بينها ناديي الزيتون وخدمات الشاطئ.

ومعاناته بدأت حينما قرر الانتقال إلى نادي مركز شباب الأمعري الرياضي بمحافظة رام الله.

استرجع إياد مع FilGoal.com بدايات تلك المعاناة التي تحول فيها إلى مغترب داخل أرضه.

"مع شباب الأمعري استطعت تحقيق لقب أول دوري محترفين في فلسطين والتتويج بلقب هداف الدوري برصيد 20 هدفا عام 2010 بعدها تمت دعوتي لتمثيل منتخب فلسطين حيث شاركت بـ20 مباراة دولية".

"أثناء المباريات الداخلية داخل المحافظات لم امتلك تصريح تنقل داخل المدن للتجول وللذهاب إلى المباريات حيث بين كل محافظة والأخرى يوجد حواجز عسكرية إسرائيلية للتفتيش".

"تعرضنا كفريق لمضايقات كثيرة وأحيانا كانوا يجبروننا على الوقوف لمدة ساعة كاملة على الحواجز، وأحيانا لم يُسمح لنا بالعبور ومن ثم نعود أدراجنا".

"بعدها انتقلت لنادي شباب الخليل مدة موسمين بالموسم الأول استطعت تحقيق وصيف الدوري ووصيف هداف الدوري، وبالسنة الثانية استطعنا تحقيق لقب كأس الشهيد ياسر عرفات ونلت لقب هداف المسابقة".

"بعد ذلك انتقلت للاحتراف مع البقعة الأردني تحت قيادة المدرب المصري شريف الخشاب. استمريت موسم واحد ثم عدت لفلسطين مع هلال القدس، امتدت تلك الفترة موسم ونصف توجت فيها بـ3 ألقاب: كأس فلسطين ولقب كأس الشهيد ياسر عرفات وبطولة السوبر، بعدها انتقلت لشباب بلاطة ثم لشباب السموع وحاليا بنادي أبناء القدس".

Image may contain: 1 person, outdoor

"طبعا كل هذه الفترة كانت الإقامة بمدينة رام الله وفي عام 2010 تمت مراسم زواجي في رام الله حيث أني وجهت الدعوة لجميع عائلتي واخوتي للحضور فلم يتم السماح إلا للوالد والوالدة فقط، وتم رفض باقي عائلتي واخوتي".

"بعد ذلك حاولت أكثر من مرة تقديم طلب للحصول علي تصريح لي ولزوجتي لدخول قطاع غزة فكان دائما الجواب بالرفض دون الإفصاح عن أي سبب".

"لم أيأس وحاولت كل فترة أن أتقدم بطلب تصريح جديد ولكن دائما ظل الجواب (مرفوض أمنيا) فقررت بعد ذلك أن أذهب للقطاع أنا وزوجتي عن طريق معبر رفح الحدودي، كان ذلك في عام 2010 ومع أن ذلك يستهلك مصاريف ووقت أكثر وأكبر ناهيك عن المسافة الطويلة والإرهاق، لكني كنت أشعر بالراحة عندما أتذكر قرب وصولي لغزة".

"مع أن المسافة من رام الله لقطاع غزة لا تتعدى ساعه واحدة فقط :) وتكاليفها لا تقارن مع السفر عن طريق معبر رفح".

"نجحت في الوصول مع زوجتي ولكنها كانت أول وأخر زيارة لي ومنذ ذلك الوقت لم استطع العودة إلى أهلي ورؤيتهم مجددا. ولم يستطيعوا رؤية ابني الذي بلغ سنه السادسة، وابنتي التي بلغت السنة الأولى من عمرها".

"طبعا شعور لا يوصف. عشت أياما صعبة وأنا بعيد عن الأهل والأصدقاء خاصة أيام القصف والحرب على القطاع، كنت دائما على اتصال مع عائلتي للاطمئنان عليهم، كنت في حالة قلق وخوف مستمر من أن يصيبهم مكروه".

"في النهاية أتمنى من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم النظر لمعاناة الرياضيين الفلسطينيين بشكل جدي وصارم نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية تجاه اللاعبين والمدربين والوقوف بجانبنا أسوة بباقي الدول".

إياد كانت له أمنية أخيرة، وقبل إنهاء الحوار معه قال: "أتمنى أن تتاح لي الفرصة بزيارة نادي الزمالك لأني أعشق هذا النادي".

(الصورة من الفيلم الفلسطيني السويدي "يلا يلا" حيث تدور مجرياته حول 7 شخصيات حياتها متعلقة بطريقة أو بأخرى بلعبة كرة القدم)

ومن إياد الذي لم يستطع العودة لغزة إلى هشام معمر الذي لم يكن قادرا على مغادرتها.

هشام معلق فلسطيني شاب تمتع بشعبية كبيرة داخل القطاع قبل أن تتاح له فرصة العمل برفقة قنوات الكأس. حلم كاد أن يتحول إلى كابوس.

رفضت سلطات الاحتلال السماح له بمغادرة القطاع ضمن الحصار المفروض على المدينة، قبل أن ينجح في النهاية.

وقال لـFilGoal.com: "الاحتلال يمنع الرياضيين من ممارسة حرية التنقل والسفر بين المدن الفلسطينية وخارج البلاد، والأمر امتد بالتأكيد للاعتقال والتعذيب".

"بكل تأكيد الحصار على غزة لعب دورا سلبيا في عملية تأخير مغادرتي للقطاع حيث انتظرت لأكثر من 3 أشهر من أجل أن أغادر بعدما فزت بمسابقة للمعلقين على مستوى الوطن العربي".

"أنت تعلم إغلاق المعابر بقرار إسرائيلي غاشم يمنعنا من ممارسة الحرية والسفر".

"تسبب ذلك في عدم لحاقي بالتعليق على بطولة الكأس الدولية والتي شارك فيها أندية مثل ريال مدريد وباريس سان جيرمان وميلان. الحصار كان سببا في ضياع تلك الفرصة".

ولكن حمدا لله تم الأمر في النهاية.

ولكن كما كان قرار السماح بالمغادرة لمعمر سببا في تحقيق حلمه، فقد كان قرار عدم السماح بالمغادرة سببا في احتراف لاعب آخر.

إن كنت متابعا لمسابقة الدوري المصري الممتاز فأنت بالتأكيد تعلم محمود وادي مهاجم فريق المصري.

يحكي الصحفي الفلسطيني مؤيد طنينة أن انتهاكات الاحتلال كانت سببا في احتراف محمود وادي مهاجم فريق المصري الحالي بالدوري الأردني.

وادي كان يسكن بالقرب من طنينة في قطاع غزة. فقط كان يفصلهم مائتي متر بحسب ما يقول الأخير.

المهاجم الشاب كان يلعب لفريق المدينة اتحاد خانيونس، قبل أن ينتقل إلى أهلي الخليل بالضفة الغربية، وفي موسم 2016 كان فريق مدينة الخليل على موعد مع مواجهة شباب خان يونس بذهاب كأس فلسطين.

بعد المباراة كان وادي في طريق العودة إلى الخليل مجددا مع فريقه ولكن لم تسمح له سلطات الاحتلال بمغادرة غزة (مسقط رأسه) ليفقد فرصة العودة إلى فريقه وينضم إلى اتحاد خان يونس مجددا.

بعدها أتت له فرصة الاحتراف في الأردن مع فريق الأهلي العماني ومن ثم انتقل إلى الدوري المصري.

كان ذلك مشهدا واحد من مشاهدة عدة أثرت على مستقبل اللاعبين الفلسطينيين بسبب التصاريح التي ترفض سلطات الاحتلال منحهم إياها في أحداث عدة.

ولكن قد لا تكتمل الصورة بدون ذكر محمود سرسك.. أيقونة المقاومة الرياضية

نتيجة بحث الصور عن ‪mahmoud sarsak‬‏

كان الفتى الشاب الذي نشأ في مخيم رفح سعيدا للغاية. لم يهمه حقيقةً شمس تموز الحارقة أو الصف الطويل الذي ينتظر بها في معبر بيت حانون انتظارا لإذن بالعبور.

محمود كان متشوقا لخوض تجربته الجديدة رفقة شباب بلاطة بمدينة نابلس بالضفة الغربية، حصل على التصريح الأمني، ومقابلة زملاءه الجدد كانت مسألة وقت ليس أكثر.

ولكن عندما جاء عليه الدور تفاجئ بقوات الاحتلال تعتقله. لم يفهم في البداية وظن أن هناك سوء تفاهم ولكن الإصرار كان باديا وجوههم وحينها أيقن أنه قد يواجه عقبة حقيقية.

لم يدر بخلده أن ذلك الخطأ الإداري ربما سُيلقي به في غيابت الجُب لمدة 3 سنوات. سلطات الاحتلال استجوبته لمدة 30 يوما قبل أن تنقله إلى سجن الرملة دون أي تهمة موجهة إليه.

6 أشهر يليها قرار تمديد 6 أشهر يليها 6 أشهر. والغضب الذي اعترى السرسك يبدو أنه كان أكبر من يتجاهله أو يكبته.

الأمر ربما يستدعي تذكر شخصية سلفيو أيالا في فيلم "IMAGINING ARGENTINA" حينما ألقوا القبض عليه بدون سبب حقيقي وعرضوه للتعذيب ليقرر أن يقول لهم كل ما يرغبوا في سماعه حتى يوقف الألم.

ولكن ذلك لم يحدث وعند نقطة معينة من الغضب والألم قرر ألا ينطق بأي كلمة يريدوا سماعها حتى يئسوا تماما منه وألقوه في نهر لا بلاتا.

gifs website

أما السرسك فقد وصل به الغضب إلى إعلانه إضرابا مفتوحا عن الطعام دون أي رجعة. قرار تعامل معه الاحتلال باستخفاف في البداية قبل أن يصل عدد الأيام إلى 96 يوما خسر خلالهم محمود 30 كيلو جراما من وزنه وكان مهددا بفقدان حياته.

تتدخلت القوى الدولية مع ازدياد الصخب بشأن قضيته تزامنا مع إضرابه لتُفرج عنه سلطات الاحتلال بعد مضي 3 سنوات.

والمشهد الأول للسرسك عند وصوله إلى غزة كان خروجه من سيارة الإسعاف وهو يحمل كرة بين يديه.

وبالقرب من منزله كان يبدو مشهد استقباله مهيبا.

بالطبع حاولنا التواصل مع السرسك بشتى الطرق ولكننا لم نتلق ردا من جانبه عبر حساباته المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي.

علمنا بعد ذلك من أحد المعايشين للأحداث أنه ابتعد عن وسائل الإعلام منذ انتقاله إلى لندن حيث يعمل هناك كبائع فلافل بأحد الأسواق في جنوب العاصمة الإنجليزية.

عند هذه النقطة قررنا الارتحال من غزة ورام الله والتواجه نحو الأراضي المقدسة.. القدس

في الرابع من شهر نوفمبر الجاري اقتحمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية مقر نادي سلوان المقدسي وألقت القبض على عدد من أعضاء الهيئة الإدارية وحطمت العديد من مقتنيات النادي وأجهزة التصوير بحسب بيان صادر عن الاتحاد الفلسطيني.

جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني وصف ما حدث بأنه "أصبح نهجا يمارس بشكل يومي ضد المؤسسات واللاعبين والمنشآت الرياضية الفلسطينية".

ومروان الغول رئيس النادي المقدسي قص على FilGoal.com كل ما دار من انتهاكات.

"هذه ليست أول مرة يتم فيها اقتحام نادي سلوان حيث تم اقتحامه عدة مرات وإغلاقه عدة مرات لأسباب مختلفة".

"النادي ملاصق لمستوطنة إسرائيلية سرقت من أرض النادي جزءا كبيرا من ملاعبه. وبنى الاحتلال مستوطنة محاذية له".

"نحن نادي ثقافي اجتماعي رياضي بالإضافة للتعاطي مع كافة أمور المجتمع السلواني والمقدسي، والاحتلال لا يرغب فيمن يرعى أمور الشباب والرياضة".

"الاقتحامات تتم بناءً على حجج واهية مثل ازعاج المستوطنين أو أننا نقوم بنشاطات تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية رغم أننا تابعين لاتحاد الكرة ونلعب على ملعب تابع للسلطة الوطنية".

"الأعوام السابقة والعام الماضي تم فرض ضرائب باهظة تبلغ ملايين الشيكلات وأرادوا وضع النادي بالمزاد العلني حتى يتم الاستيلاء عليه من قبل المستوطنين ولكننا رتبا أمورنا ودفعنا الضرائب لبلدية الاحتلال مجبرين حتى نحافظ على النادي".

ولكن في مثل هذه الحالات هل يكون للاتحاد الفلسطيني دورا مع استثناء بيانات الشجب والإدانة؟

أجاب الغول "حقيقة الاتحاد الفلسطيني كان على تواصل من الدقيقة الأولى معنا، وكان هناك اتصالات مع الاتحاد الآسيوي، وكنا بصدد التواصل مع الفيفا للقيام بواجبها تجاه الأندية الرياضية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص".

(استمع لشهادة رئيس نادي سلوان المقدسي)

ملعب فيصل الحسيني بالقدس أيضا كان شاهدا على عدة انتهاكات.

على الملعب الذي تقام فيه مباريات المنتخب الفلسطيني وقعت عدة انتهاكات، والغاز المسيل للدموع كان حاضرا هذه المرة.

في يناير 2013 اقتحمت قوة مسلحة من الجيش الإسرائيلي ملعب فيصل الحسيني ودمرت الأثاث والمعدات قبل أن تعتدي على عامل صيانة وتقتاده خارجا.

سبقت هذه القوة قوة عسكرية مماثلة كانت ترتدي الزي المدني وقامت بالتقاط صور للمكان قبل وصول قوة عسكرية أخرى للمكان نفسه بحسب بيان صادر عن الاتحاد الفلسطيني.

وفي فبراير 2014 يكتب خالد القواسمي الصحفي الفلسطيني بوكالة معا للأخبار عن واقعة أخرى.

ويقول: "كل شيء في فلسطين مختلف حتى كرة القدم تستنشق الغاز المسيل للدموع.

مسكين هذا السجان وواهم إذا أعتقد بأنه يأسر شعبا حرا يملك إرادة قوية يمارس حياته ويلعب كرة القدم على وقع قنابل الغاز المسيل للدموع.

نعم هكذا هي كرة القدم الفلسطينية: إرهابية تنغص حياة المحتل من خلف الجدار وتقلق مضاجعه فلابد من إيقافها ومعاقبتها.

بالأمس كان ملعب الشهيد فيصل الحسيني يضم بين أحضانه وجنباته مبارة بكرة القدم بين فريقي مؤسسة شباب البيرة وإسلامي قلقيلية ضمن دوري جوال للمحترفين وبدون مقدمات سالت الدموع على الوجنات واختنق الصغير والشاب والكبير وأصيب البعض بحالة اختناق وأعلن الحكم عن توقف اللعب لأكثر من مرة.

والسبب يا سادة يا كرام قنابل غاز تهاوت من خلف جدار الفصل العنصري لتملئ المكان برائحة كريهة كرائحة من أطلق ليده العنان لتعكير الأجواء على من أتى ليرفه عن نفسه بمشاهدة مباراة كرة قدم".

ولكنها لن تكون المرة الأخيرة.

الأمر تكرر بنصف نهائي كأس أبو عمار بأغسطس 2016 في مباراة بين مركز بلاطة وشباب الظاهرية.

بعد استهداف اللاعبين والملاعب والمنشآت أتى الدور على عنصر آخر بالمنظومة الرياضية الفلسطينية.. الحكام

في سبتمبر 2014 اعتقلت سلطات الاحتلال الحكم الدولي فاروق عاصي بأحد الحواجز قبل توجهه لإدارة مباراة تجمع بين هلال أريحا وبيت آمر بدوري الاحتراف الجزئي (الدرجة الأولى) على استاد أريحا الدولي.

الحكم يبدو أنه كان متأخرا وحاول اجتياز الحاجز ولكن قوات الاحتلال ألقت القبض عليه، وحدث ما تشاهدوه في الفيديو الآتي:

"إلا أن العنفوان والتحدي في قلبه يبدو كبيرا".

أندية المستوطنات.. وتحركات الاتحاد الفلسطيني

في مايو عام 2013 أعد الاتحاد الفلسطيني ملفا خاصا عن الممارسات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية، وسلمه للاتحاد الدولي "فيفا" خلال اجتماعات جمعيته العمومية التي انعقدت في موريشيوس.

تضمن الملف توثيق لانتهاكات الاحتلال على صعيد البنية التحتية مثل عرقلة تشييد الملاعب، وعلى صعيد الحركة مثل تقييد حركة اللاعبين المحليين أو اللاعبين الزوار والإداريين، وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد والصحافيين داخل وخارج دولة فلسطين.

كذلك تطرق الملف إلى تأخير الشحنات الرياضية من قبل الاتحاد الآسيوي أو الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها اللاعبون سواء بالاعتقال أو الاحتجاز.

وأشار الملف إلى إجراءات استخراج التصاريح المعقدة للتحرك بين قطاع غزة والضفة الغربية، وضرب مثلا بلاعبين تم رفض منحهم تصاريح دخول إلى الضفة الغربية تمهيدا لمشاركتهم في لقاء دولي عام 2010. وهم عاصم أبو عاصي، إيهاب أبو جزر، أحمد كشكش، ومحمد شبير.

واضطر اللاعبان: كشكش وشبير للبقاء في الأردن مدة ثلاثة أشهر في أعقاب مشاركتهما في لقاء دولي مع السودان في شهر يونيو 2011 قبل السماح لهما بالعودة، و"انطبق الشيء نفسه على عشرات اللاعبين، الذين تمت معاملتهم بالمثل" بحسب الملف.

ماذا عن أندية المستوطنات في الضفة الغربية؟

نتيجة بحث الصور عن ‪Israeli settlement clubs‬‏

هناك عدة أندية رياضية تتبع للمستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 67.

هذه الأندية اعتمدت لممارسة نشاطاتها في نطاق الدوريات المعتمدة من قبل اتحاد كرة القدم في إسرائيل على ملاعب أقيمت على أراضٍ فلسطينية محتلة صادرتها إسرائيل من أصحابها بأوامر عسكرية، أو اتخذت من المستوطنات مقرا وعنوانا لها وهذه الأندية هي:

مكابي أرائيل: يتبع لمستوطنة أرائيل المقامة على أراضي محافظة سلفيت، وهو نادٍ لكرة قدم الصالات، يضم فريقًا للرجال، وفرق أطفال لثلاث فئات عمرية.

أرائيل البلدي: يتبع لمستوطنة أرائيل المقامة على أراضي محافظة سلفيت، وهو نادٍ لكرة القدم، يلعب في الدوري الإسرائيلي في الدرجة الخامسة.

بيتار جفعات زئيف: يتبع لمستوطنة جبعات زئيف المقامة على أراضي قريتي الجيب وبيتونيا شمال غرب القدس، لديه فريق للرجال يلعب في الدرجة الثانية؛ ولديه أيضا 9 فرق للشباب والأطفال.

بيتار معاليه أدوميم: يتبع لمستوطنة معاليه أدوميم شرق القدس، ولديه فريق للرجال يلعب في الدوري الإسرائيلي (الدرجة الثانية) ويضم أيضًا فريقين للشباب، و6 فرق للأطفال.

هبوعل أورانيت: يتبع لمستوطنة أورانيت، المقامة على أراضي محافظة قلقيلية. لديه فريق للرجال يلعب في الدوري (ج)، ويضم أيضا فريقين للشباب، وفريقًا للأطفال.

هبوعيل بقعات هيردين: يتبع لمجلس مستوطنات أرفوت هياردين في الأغوار، يلعب في الدوري الإسرائيلي الدرجة الأولى، وتقام مبارياته في مستوطنة تومر بالضفة الغربية، ويتدرب في إينات داخل إسرائيل.

حبوعل قطمون أورشليم: يتبع لمستوطنة معاليه أدوميم، لديه ملعبان رسميان في القدس الغربية، كما يلعب بعض المباريات "على أرضه" في مستوطنة معاليه أدوميم.

اليصور يهودا: يلعب في مدينة بئر السبع (في الدوري الإسرائيلي الدرجة الخامسة)؛ لكن عنوانه مسجل في مستوطنة كريات أربع قرب في محافظة الخليل.

حبوعل أورشليم: يلعب في القدس، لكن مكتبه مسجل في مستوطنة جفعات بنيامين قرب رام الله.

(طفل فلسطيني يظهر البطاقة الحمراء في وجه جندي إسرائيلي خلال تظاهرة ضد أندية المستوطنات بالضفة الغربية في مايو 2015 - APA images)

وقد طالب الاتحاد الفلسطيني بمساءلة الاتحاد الإسرائيلي على سماحه بوجود أندية مقامة على أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة (في المستوطنات) وذلك تفعيلا لما جاء في المادة 2.72 في دستور "الفيفا" التي تقضي بأنه "محظور على الدول أن تقيم أندية كرة قدم في أرض كيان سياسي آخر عضو في (فيفا) وإشراكها في ألعابها دون موافقة الكيان السياسي".

طالع ملف الاتحاد الفلسطيني كاملا من هنـــــا

في يونيو 2014 قرر فيفا تشكيل لجنة محايدة لمراقبة التجاوزات والخروقات الإسرائيلية بحسب الإدعاء الفلسطيني للتحقيق بشأن أندية المستوطنات.

ولكن تقرير اللجنة الذي صدر في أكتوبر 2017 – أي بعدما يزيد على 3 سنوات – أوصى "بضرورة بقاء فيفا محايدة فيما يتعلق بالوضع السياسي الراهن".

وهو ما أثار موجة غضب واسعة من الجانب الفلسطيني الذي أدعى أن "فيفا خضع لضغوطات الحكومة الإسرائيلية".

وفي يونيو من العام الجاري قدم رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل رجوب اقتراحا بطلب تعديل في المادة الرابعة من قانون الفيفا، التي تتعلق بحقوق الإنسان، من خلال تعليق عضوية الاتحاد المخالف وطرده من الاتحاد الدولي لكن التصويت جرى بعدها بمعارضة 156 عضوا على هذا التعديل.

نتيجة بحث الصور عن جبريل الرجوب

إذا الاتحاد الفلسطيني يتخذ عدة خطوات لمواجهة مثل هذه الانتهاكات، ولكن ما هي آلياته للتعامل مع هذه المواقف؟

يقول فراس أبو هلال المدير التنفيذي للاتحاد الفلسطيني لـFilGoal.com: "كل انتهاكات إسرائيلية سواء على المعابر أو أثناء تنقل الوفود أو منع المحاضرين من القدوم أو المعدات الطبية أو الاعتقالات، يتم التعامل معها من قبل وحدة خاصة في الاتحاد لتوثيقها بالصوت والصورة".

"ومباشرة في حال حدوث أي خرق من جانب الاحتلال يتم موافاة الأمر مباشرة إلى الاتحاد الدولي عبر لجنة العلاقات الدولية في اتحادنا المحلي بطريقة قانونية".

"وهنا يأتي دور فيفا، ولكن من طرفنا لا نقصر في أي حالة انتهاك سواء كانت في غزة أو الضفة. لا نرسل للفيفا فقط بل لكل الاتحادات القارية والوطنية ومؤسسات حقوق الإنسان".

من جانبنا تواصلنا مع الاتحاد الدولي للعبة.

والمتحدث الرسمي باسمه قال لـFilGoal.com: "أود الإشارة إلى أنه وفقا للائحة فيفا لحقوق الإنسان فإننا ملتزمون باحترام كافة حقوق الإنسان المعترف بها دوليا".

وأضاف "المعلومات بخصوص أي انتهاك محتمل لحقوق الإنسان التي لها علاقة بمظلة فيفا يتم التعامل معها من قبل جهات مختصة".

وواصل "بالإضافة إلى ذلك لقد أسس فيفا آلية لاستقبال أي شكاوي بشأن انتهاكات والتي يتم استخدامها بواسطة المدافعين عن حقوق الإنسان أو ممثلي الإعلام الذين تعرضوا لانتهاكات أثناء عملهم".

إذا لماذا لم يتخذ فيفا أي إجراء بشأن ذلك؟

يزعم المدير التنفيذي للاتحاد الفلسطيني: "الموضوع موضوع ضغوطات على الفيفا وموضوع عدم نزاهة وموضوع تأثيرات خارجية لا تسمح للفيفا باتخاذ قرارات".

"8 سنوات ونحن نتحرك في هذا الملف ولكن الموضوع له علاقة بالسياسة وبالضغوطات".

_ _ _

في تحقيقنا الذي تخطى 5 آلاف كلمة غاية ما تمكنا تحقيقه هو استعراض بعض النماذج على سبيل المثال وليس الحصر.. ربما لأن الحصر يبدو شبه مستحيلا في بلد تعاني يوميا ويلات الصمت والخذلان قبل أن تعاني ويلات الاحتلال.

- هناك قصص أخرى لم يسعفنا الوقت للحديث عنها بشكل مسترسل، ونود الإشارة إليها هنا، ومنها:

اعتقال حارس مركز الأمعري عمر أبو رويس، ولاعبي فريق أبو ديس: آدم وجوهر حلبية اللذين أصيبا برصاص الاحتلال وتم اعتقالهما أثناء عودتهما من رحلة علاج في الأردن، واللاعبين زياد يوسف وفادي الشريف ومحمد خويص وسامي الداعور.

استشهاد خالد عابد جابر، رئيس اتحاد كرة الخماسي، وأيمن كردي، لاعب سابق في المنتخب الفلسطيني، ووجيه مشتهي لاعب في نادي الشجاعية، وعلي الحبي لاعب كرة سلة في نادي خدمات رفح، وشادي السباخي لاعب في نادي النصيرات، وعماد النجار لاعب في اتحاد البلياردو أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2012.

*شكر خاص وجزيل للصحفي الفلسطيني مؤيد طنينة الذي لولاه ما خرج هذا التحقيق إلى النور، وشكر أيضا لـ يزيد رودريجيز الذي أمدنا ببعض المصادر الواردة في التحقيق.

اقرأ أيضا:

من مرض زوجة ريفي إلى إقالة كارتيرون.. أسرع حالات الرحيل بين مدربي الأهلي

عامر حسين لـ في الجول: تأجيل مباريات ربع نهائي البطولة العربية

اتحاد الكرة: توثيق عقد كهربا قرار سليم 100%.. من حق والده الاستئناف واللجوء للفيفا

وسط ملعب تشيلسي في أمان.. رسميا – كانتي يمدد عقده 5 مواسم

بعد الإصابة.. باهر المحمدي يكشف مدة غيابه عن الملاعب

التعليقات