باتريس كارتيرون.. ضد كل شيء

الأربعاء، 31 أكتوبر 2018 - 19:48

كتب : فادي أشرف

باتريس كارتيرون

"إن أتيحت لي فرصة التواجد في الأهلي سأضحي بحياتي ليفوز بدوري الأبطال حتى تسعد الجماهير، هذا أمر هام لي. فمن المهم أن يكون الجميع فخورا بالأهلي مرة أخرى".

هذه هي العلامة التجارية لـ باتريس كارتيرون. دوري أبطال إفريقيا. عادة ما يسوق الفرنسي الذي يسمي نفسه على تويتر "المحارب الأبيض" بتلك الصيغة وللحق هو ناجح فيها.

عندما تولى كارتيرون تدريب الأهلي في يونيو الماضي، كان الفريق متذيلا لمجموعته في دور الـ16 ويعاني على كثير من الأصعدة. واليوم هو في نهائي دوري أبطال إفريقيا.

كارتيرون لم يكن المرشح الأول، أو الثاني، أو الثالث، لتدريب الأهلي. رامون دياز وجوزيه جوميز لم يدربا الفريق لأسباب مختلفة، وحصل كارتيرون على الوظيفة في النهاية.

بطولة 2018 هي الثالثة لكارتيرون في دوري أبطال إفريقيا، وعندما "فشل"، خرج في نصف النهائي في 2014 رفقة مازيمبي.

في 2015 حصل عليها مع العملاق الكونغولي، وفي 2018 يريدها مع الأهلي.

ولكن من أجل فرصة للعب في النهائي، كان على كارتيرون محاربة كل شيء ولكنه مع كل عقبة أظهر – بهدوء وواقعية – أنه أكبر منها.

ضد الماضي

استلم كارتيرون الأهلي في وقت صعب، حسام البدري رحل بعد نهاية كارثية للموسم بحصد نقطة وحيدة من مباراتين في دوري أبطال إفريقيا، خسارة من الزمالك وأخرى من الأسيوطي أخرجت الفريق من كأس مصر.

ضف إلى ذلك الهزة الفنية والمعنوية التي تسببت برحيل – أو بالأحرى طريقة رحيل – عبد الله السعيد.

" انظر إلى ما فعله كلاوديو رانييري في ليستر سيتي وكيف غير عقلية فريق ونادي ومدينة بأكملها. انظر إلى سيميوني في كل موسم، كان سيفوز بدوري الأبطال لولا ركنية في آخر لحظة وركلات ترجيح. لو كان الأمر يتعلق باللاعبين فقط لكان نهائي دوري الأبطال في كل عام بين برشلونة وبايرن ميونيخ".

يؤمن كارتيرون بأهمية وظيفته، هو المدرب وهو المسؤول عن الفريق. أي مدرب في مكانه على الأغلب كان سيلوم غياب الصفقات والتدعيم الحقيقي للفريق.

ضد غياب الصفقات

الأهلي في صيف صعب لم يدعم فريقه الأول سوى بـ ساليف كوليبالي فقط.

"أعتقد أن الأهلي يجب أن يضم أفضل اللاعبين لأن اللعب هنا يحتاج للاعبين من مستوى عال للغاية. الآن أنا سعيد بالفريق الذي أمتلكه وأحب الروح الموجودة فيه. حاولنا ضم المزيد من اللاعبين. احترم كل الأندية لكن في بعض الأوقات يطلبون منك ثلاثة أضعاف المبلغ الطبيعي للاعب، ربما لأن فريقا آخر قرر أن ينفق الكثير من الأموال ويدفع ثلاثة أو أربعة أضعاف قيمة اللاعب. أحترم رأيهم. حين تكون أمامنا فرصة ضم لاعب يفيد الفريق سنقوم بذلك، على سبيل المثال ساليف كوليبالي الذي يعتقد الجميع الآن أنه لاعب جيد. علينا فقط العمل بقوة وتقديم أداء أفضل من الآخرين، والكل هنا يعمل بكل قوة. لا يجب علينا أن ننفق الأموال بطريقة سيئة لكن علينا فقط أن ننافس بكل قوة".

ببعض التعديلات الفنية، لم يشعر كارتيرون متابعي الأهلي أن هناك نقصا جسيما في أي من صفوف الفريق رغم ابتعاد عدد كبير من اللاعبين عن مستواهم. لم يكن حل كارتيرون الشكوى بل المزيد من العمل مع البدلاء.

ضد الظروف الصعبة.. بأنواعها

مدافع الزمالك الحالي، ووادي دجلة السابق محمود علاء قال في تصريحات سابقة: "حينما أتى كارتيرون كنا في موقف صعب للغاية. جلس معنا وقال لنا لم نخسر شيئا بعد. يجب أن نضع طموحا لأنفسنا، ونحدد هدفا لكل مرحلة ثم نرى ما الذي وصلنا إليه. أعاد إلينا ثقتنا في أنفسنا. فزنا في 3 مباريات وتعادلنا مرتين ثم خسرنا من إنبي. قال لنا فلنكمل ما بدأناه. بعدما كان طموحنا هو البقاء في الدوري أصبحنا نلعب من أجل المربع الذهبي".

زميله السابق أيضا دودو الجباس يقول "كارتيرون يعطي الثقة لكل اللاعبين ما يجعل حتى البدلاء يقدمون مباريات مميزة عندما يشاركون".

العامل المشترك بين تجارب كارتيرون هي الظروف الصعبة، لم يكن طريقه مفروشا بالورود حتى في مازيمبي الذي ودع دوري أبطال إفريقيا في موسم 2013 – قبل قدوم كارتيرون – في دور الـ16.

دائما على استعداد للعمل الجاد، ويضيف إلى ذلك خبرة اللعب في قارة صعبة هي إفريقيا.

"في مباراة تاونشيب رولرز في جابوروني، كان من المستحيل أن نقوم بأكثر من تمريرتين على أرضية الملعب. تخيل لو قلت للاعبين كمدرب علينا أن نلعب تمريرات قصيرة بطريقتنا، سيفقدون الثقة وقتها. لذا قررت أن نلعب كرات طولية وفزنا في النهاية. لذا طبقا للظروف والمنافس يمكننا تغيير خطتنا وأرغب أن يدرك اللاعبون ذلك". مرونة كارتيرون برأيه تمنحه ثقة اللاعبين بأن لديهم مدربا يعشق التركيز في التفاصيل.

"في ناد مثل الأهلي لا يمكنك القول إن الدوري المحلي هو هدفك الرئيسي لأن الفوز بالدوري أمر منطقي بالنسبة لنا. الأهلي حقق ذلك 40 مرة من قبل لذا هذا أمر طبيعي للغاية. دوري أبطال أفريقيا غاب عن النادي لبعض السنوات. كانت لدي فرصة الفوز به مع مازيمبي قبل ثلاث سنوات. إنه شعور مميز للغاية وأتمنى أن أحظى بهذا الشعور الرائع مرة أخرى. الفوز بدوري الأبطال مع الأهلي سيكون شيئاً رائعاً للغاية. هو حافز كبير بالنسبة لي".

كارتيرون بحسب تأكيدات لاعبي الأهلي يجيد التعامل النفسي معهم، "كارتيرون ركز في محاضراته الفنية على جانب نفسي غاية في الأهمية وهو أن التاريخ لن يتذكر وصول الفريق إلى المباراة النهائية فحسب، بل سيكون في حاجة إلى تتويج الفريق باللقب الإفريقي من أجل تسجيل إنجاز جديد يضاف للأهلي. جماهير الأهلي لن تقبل سوى بحصد اللقب الإفريقي هذا الموسم، خاصة أن الوصول إلى المباراة النهائية ليس الإنجاز الذي تنتظره الجماهير المتشوقة لاستعادة اللقب الإفريقي الغائب".

كل تلك الأمور، ولم يتم التطرق لمن يجب أن يكون كارتيرون ضدهم فعلا، المنافسون.

كان على كارتيرون تمهيد الكثير من الأرض قبل التفكير في المنافسة على دوري أبطال إفريقيا. لم يبن فريقا من الصفر بل على العكس، هو يرى أن الفريق وصل للنهائي في النسخة الماضية وأن القوام الأساسي له موجود، لكن على أرض الواقع يلعب كارتيرون دون عناصر كثيرة ساهمت في وصول الأهلي لنهائي 2017، مثل المصاب جونيور أجاي والبعيد مؤمن زكريا وغير المقيد صالح جمعة على سبيل المثال لا الحصر.

تخطى الأهلي الترجي في دور المجموعات، ثم هوريا، ثم وفاق سطيف، والآن أمامه التحدي الأكبر. مباراتان ضد الترجي التونسي من أجل حصد لقب إفريقيا الثاني في تاريخه، والتاسع للأهلي.

ضد الواقع، وضد المنطق، وفي فترة لا تشكل قائمة الأهلي فيه القوة التي كانت تشكلها من قبل، وصل الأحمر مع كارتيرون إلى النهائي، والآن عليه أن يكون ضد خصم واحد فقط لحصد التاسعة.

اقرأ أيضا:

حوار في الجول – وصيف المونديال يتحدث عن مودريتش الأفضل وغضب رونالدو.. تدريب مصر ومستقبل صلاح

اختر بنفسك التشكيل الأمثل للأهلي أمام الترجي

إنفانتينو يفتح الباب أمام استضافة دول أخرى لمونديال 2022 رفقة قطر

في الجول يجيب - كيف يطبق الكاف حكم الفيديو في النهائي رغم عدم استخدامه في مصر وتونس

قائمة الأهلي - الشناوي ووليد وأزارو يتأهبون لنهائي الحلم أمام الترجي

راشفورد.. "عندما ترغب في شيء يتآمر الكون كله لتحقيق رغبتك"

التعليقات