قبل الـVAR.. كيف كانت لتغير تقنية الفيديو من تاريخ الكلاسيكو

الجمعة، 26 أكتوبر 2018 - 21:50

كتب : زكي السعيد

ريال مدريد - برشلونة 1961

بعد سنوات طويلة من التدخلات العنيفة والمشاجرات الحامية والقرارات التحكيمية الجدلية، آن لمباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة أن تتمتع أخيرا بقدر أكبر من الهدوء، بعد تطبيق تقنية الفيديو رسميا في الملاعب الإسبانية.

الصراع السياسي الاجتماعي الذي يلقي بظلاله على المباراة الأكثر شعبية ومتابعة في عالم كرة القدم، يضع مواجهات الفريقين في صفيح ساخن مليء بالحرارة والحمية، مع كثير من الضغوطات على الحكام، في قديم العصور وحديثها.

يوم الأحد، سيكون خوسيه ماريا سانشيز مارتينيز محظوظا، بكونه الحكم الأول في التاريخ الذي يدير مباراة كلاسيكو بمساعدة تقنية الفيديو.

FilGoal.com سيحاول استكشاف ماذا كانت تقنية الفيديو لتغيُر في مواجهات الفريقين السابقة. فدعونا نبحر في مجموعة من القرارات المثيرة للجدل على مر السنوات بين ريال مدريد وبرشلونة.

أفضل لاعبي برشلونة

بعد 5 سنوات من الفوز الممتالي بدوري أبطال أوروبا، بدا أن ريال مدريد سيستمر في الظفر باللقب القاري حتى يرث الله الأرض ومن عليها، كان ذلك قبل أن يصطدم العاصميون بأعدائهم برشلونة في ثمن نهائي نسخة 1961.

في الذهاب كان ريال مدريد متقدما 2-1 على ملعبه، قبل أن يحتسب الحكم الإنجليزي أرثر إليس ركلة جزاء في اللحظات الأخيرة لبرشلونة بعد أن تعرّض المجري ساندور كوتشيس لعرقلة، إلا أنها كانت من خارج منطقة الجزاء بحسب رواية العديدين.

لويس سواريز انبرى للركلة وسددها مدركا التعادل الذي انتهت عليه المواجهة الأولى.

في الإياب على ملعب كامب نو بعد أسبوعين، ظهر حكم إنجليزي آخر يدعى ريج ليف بسلسلة من القرارات الغريبة.

الرجل ألغى 4 أهداف لريال مدريد في تلك الليلة، قبل أن يحتسب هدفا يدويًا لـ إيفاريستو مهاجم برشلونة في الدقيقة 81، بالمباراة التي خسرها مدريد 1-2 وشهدت الإقصاء الأوروبي الأول في تاريخه.

بعد المباراة، صرّح سانتياجو برنابيو رئيس ريال مدريد في غضب: "الحكم كان أفضل لاعبي برشلونة".

أما ألفريدو دي ستيفانو لاعب ريال مدريد في تلك المباراة، فصرّح بعد سنوات: "الاتحاد الأوروبي لم تعجبه سيطرتنا على كأسه. ولهذا عيّنوا حكمين إنجليزيين للمباراتين حتى يضمنوا عدم تأهلنا، فالإنجليز من المفترض بهم أن يكونوا الأفضل في التحكيم، ولن يشك أي شخص في الأمر".

أما المؤرخ الكروي الإنجليزي المتخصص في الكرة الإسبانية، فيشير إلى أن "الأهداف الأربعة لم تتضمن أي فعل غير قانوني يدفع إلى إلغائها".

نهائي الزجاجات

على ملعب سانتياجو برنابيو أقيم نهائي كأس الجنرال 1968 بين ريال مدريد بطل الدوري وبرشلونة غير المرشح للظفر باللقب.

إلا أن هدف فيرناندو زونزونيجي مدافع ريال مدريد العكسي، أعطى تقدما مبكرا لبرشلونة منذ الدقيقة السادسة، وهي النتيجة التي نجحوا في الحفاظ عليها حتى نهاية المواجهة.

أما ما أفسد المباراة، فهو الاعتراضات العنيفة من جماهير ريال مدريد في المدرجات، والتي وصلت إلى إلقاء سيلٍ من الزجاجات على لاعبي برشلونة وعلى أنطونيو ريجو حكم المباراة.

ريجو كان حكما مكروها في مدريد بالأساس، ولم ترغب إدارة النادي الملكي في توليه مهمة تحكيم المباراة، قبل أن يتأجج الوضع مع تجاوزه عن احتساب ركلتي جزاء لـ فيرناندو سيرينا وأمانثيو أمارو لاعبي ريال مدريد.

ضحية

في الدقيقة 57 من كلاسيكو 19 سبتمبر 1969، دُمرَت مسيرة ميجيل أنخيل بوستيّو لاعب برشلونة.

بوستيّو كان قد سجل هدفين بالفعل في تلك المواجهة، قبل أن يتعرّض لتدخُل وحشي من بيدرو دي فيليبي مدافع ريال مدريد الذي اشتهر بمبالغته في عملياته الدفاعية.

اللاعب تعرّض لكسر في الركبة، وانتهت مسيرته عمليا.. ودي فيليبي؟ لم يتحصل على بطاقة صفراء حتى، بل لم يصفّر الحكم معلنا مخالفة من الأساس!

مواجهة لم تكتمل

في إياب ربع نهائي كأس الجنرال 1970، كان ريال مدريد منتصرا 2-0 ذهابا على ملعبه، قبل أن يتقدم برشلونة بهدف في الإياب، إلا أن ما حدث لاحقا دفع المباراة نحو مصير مظلم.

كرة طولية خلف دفاع برشلونة في الدقيقة 59، سيطر عليها مانويل فيلاسكيز لاعب ريال مدريد، قبل أن يتدخل خواكين ريف لاعب برشلونة لافتكاك الكرة بشكل شرعي، ليفاجأ الجميع باحتساب الحكم إيميليو جوروسيتا لركلة جزاء + بطاقة حمراء للاعب برشلونة.

أمانثيو أمارو لاعب ريال مدريد سدد الركلة بنجاح، مدركا التعادل ورافعا التقدُم الإجمالي في النتيجة إلى 2-0، وهنا انفجر ملعب كامب نو غيظا.

الاعتراضات تواصلت والأكواب لم تتوقف عن الخروج من أيدي الجماهير صوب أرض الملعب فيما تبقى من دقائق، حتى اقتحم مناصرو برشلونة الملعب قبل 5 دقائق على نهاية المواجهة، وعليه ألغى جوروسيتا اللقاء، ليتأهل مدريد إلى نصف النهائي ويمضي في طريقه بنجاح.

طرزان

"تمزق الرباط الجانبي الداخلي للركبة، وتمزق الغضروف الهلالي الخارجي للساق اليسرى".

هكذا كان تشخيص إصابة فرانثيسكو بونيت مدافع ريال مدريد بعد تدخُل ميجيلي لاعب برشلونة في نهائي كأس ملك إسبانيا 1983.

ميجيلي الملقب بـ "طرزان" خرج سالما من هذا التدخُل دون أن يرى أي بطاقات لونية.

تسلل فالدانو

مع بداية الدور الثاني لدوري 1984\1985، ارتحل ريال مدريد إلى كتالونيا بحتمية الانتصار حتى يقلّص الفارق مع المتصدر برشلونة.

المباراة التي انتهت بفوز برشلونة 3-2 وإدخال موسم ريال مدريد في سُبات طويل، شهدت إلغاء هدف صحيح لـ خورخي فالدانو مهاجم ريال مدريد في الشوط بداعي التسلل.

كرة يد

في أكتوبر 1999، حل ريال مدريد ضيفا على برشلونة في ملعب كامب نو، وبينما كان التعادل 1-1 مسيطرا على الأجواء، سدد جوليو سيزار لاعب الضيوف كرة في اتجاه المرمى، إلا أن سيرجي بارخوان لاعب برشلونة أبعدها بيده، دون أن يحتسب الحكم مانويل دياز فيجا أي شيء.

المباراة انتهت لاحقا 2-2.

فضيحة

واحدة من أغرب القرارات التحكيمية في العصر الحديث للكلاسيكو، كانت التي حدثت بمباراة الدور الثاني على ملعب سانتياجو برنابيو في موسم 2000\2001.

راؤول تقدّم مرتين لريال مدريد، إلا أن البرازيلي ريفالدو كان عنيدا وسجّل هدفين بدوره.

وبينما أوشك الحكم خوسيه لوسانتوس عمر على إطلاق صافرة نهاية المباراة بالتعادل 2-2، سدد ريفالدو كرة ثالثة، اصطدمت بـ إيفان إيلجيرا مدافع ريال مدريد، وعرفت طريقها نحو شباك إيكر كاسياس، ليأتي القرار الصادم بإلغاء الهدف بداعي التسلل، قرار أعقبه صافرة النهاية مباشرة.

ما حدث أن طاقم التحكيم اعتقد بأن تسديدة ريفالدو اصطدمت بأحد لاعبي برشلونة الموجودين في موقف تسلل، وهذا كان بعيدا جدا عن الحقيقة.

في أوروبا مجددا

بعد نصف قرن من الكلاسيكو الأوروبي السابق ذكره في السطور الأولى، عاد ريال مدريد ليخرج مجددا على يد غريمه وبكثير من الجدل.

في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2011، كانت المباراة متجهة نحو تعادل سلبي، حتى تدخَل بيبي لاعب وسط ريال مدريد على البرازيلي داني ألفيش لاعب برشلونة.

وهنا أشهر الحكم الألماني فولفجانج شتارك بطاقة حمراء مباشرة في وجه بيبي، ليكمل مدريد المباراة بعشرة لاعبين، ويتحرر ليو ميسي من رقابة اللاعب البرتغالي ويسجل هدفين أعطيا أسبقية للضيوف قبل مواجهة الإياب.

إلا أن الإعادة التلفزية أظهرت عدم ملامسة بيبي لساق داني ألفيش.

في الإياب تواصل الجدل، المباراة التي انتهت بالتعادل 1-1 شهدت تسجيل الأرجنتيني جونزالو إيجوايين لهدف شرعي ألغاه البلجيكي فرانك ديبليكير.

حرمان

في الدور الثاني من دوري 2012\2013، كان ريال مدريد متقدما ببدلائه على برشلونة بهدفين مقابل هدف واحد، عندما اخترق البرازيلي أدريانو منطقة جزاء أصحاب الأرض، وتعرض لعرقلة تجاوز عنها الحكم في الثانية الأخيرة من المباراة، ليخرج الفريق الملكي فائزا.

بعد اللقب توجه فيكتور فالديز حارس مرمى برشلونة نحو الحكم ميجيل بيريز لاسا واعترض عليه بشكل صاخب، مما كلفه بطاقة حمراء.

مباراة الأخطاء الفادحة

في مواجهة الدور الثاني لدوري 2013\2014، ارتكب الحكم ألبيرتو أونديانو مايينكو عدة أخطاء فادحة أضرت بطرفي اللقاء.

مايينكو احتسب ركلة جزاء لريال مدريد مع بداية الشوط الثاني رغم وقوع العرقلة خارج منطقة الجزاء، كما تغضى عن إشهار البطاقة الحمراء في وجه سيرخيو بوسكيتس الذي دهس وجه بيبي.

التعليقات