ثورة إدارية في أرسنال.. رحيل جازيديس والنجاح الضروري لحقبة ما بعد فينجر

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2018 - 13:01

كتب : إسلام مجدي

إيفان جازيديس

"التغيير خارج الملعب أيضا أصبح ضرورة من أجل أن يواصل أرسنال التقدم في التحدي الجديد الخاص به". جزء من رسالة إيفان جازيديس الوداعية قبل استقالته من منصب المدير التنفيذي في النادي اللندني.

في نوفمبر 2017 بدا واضحا أن أرسنال يمر بتغيير كبير في البنية الإدارية، لم يكن أرسين فينجر قد أفصح بعد عن مستقبله مع النادي، استقال ديك لو مدير التعاقدات خلال شهر سبتمبر من نفس العام بعد عدد كبير من الانتقادات حول فشله في ضم لاعبين أقوياء خلال الفترة الأخيرة.

Related image

ديك لو كان أحد أبرز حلفاء فينجر في النادي اللندني والذي كان مسؤولا عن التعاقدات في أخر 8 أعوام وعمل في أمريكا الجنوبية سابقا، كما أنه لعب دورا حيويا في الحصول على خدمات أوزيل في 2013، لكن فشل الفريق في الحصول على اللاعبين الذين يرغب في ضمهم جعله يفقد منصبه.

مع خسارة خدمات لو، كان على أرسنال التحرك في خطوته التالية لتطوير بنيته الإدارية، خاصة مع تقارير صحفية قالت إن النادي يبحث عمن يشغل منصب مدير رياضي.

Image result for Dick law arsenal fc

لم يوافق فينجر على فكرة المدير الرياضي بل وصرح علنا "بعض المدربين يحبون التدريب فقط وسعداء بذلك، لكنني لا أحب ذلك الأمر، بإمكاني التغيير عبر محاولتي أن أتطور، ليس شخصيا، لدي خبرة لمدة 40 عاما في المستوى الأعلى وتعلم شخصيا لدي معرفة جيدة باللعبة".

لكن مع الضغط المتواصل من إيفان جازيديس المدير التنفيذي كان يجب أن تتغير البنية لوجود مدير للعمليات الرياضية على الأقل وليس مدير رياضي. لكن أولا عليه استبدال لو.

قرر أرسنال التحرك لانتداب سفين ميسلينتات والذي عمل كمدير لكشافي بوروسيا دورتموند ولقبه "العين الماسية" ومع خلافه الكبير مع توماس توخيل ومنعه من حضور التدريبات، تدخل أرسنال سريعا ليحصل على خدماته بعد فشل دورتموند في الإبقاء عليه مع بيتر بوش المدرب الجديد.

لم يكن ميسلينتات كافيا بالنسبة لأرسنال، كان جزء من مشروع كبير في النهاية أتى ليخلف لو لكن ظل جازيديس يبحث عن المدير الرياضي، حتى وجد ضالته في برشلونة.

Image result for sven mislintat

استقال رؤول سانليهي من منصبه كمدير لعمليات كرة القدم في نادي برشلونة يوم الإثنين بعد أسبوع كامل من التوقعات بانضمامه إلى أرسنال بعقد يمتد لـ4 أعوام.

بعد ذلك أعلن فينجر أن الموسم الماضي هو الأخير له مع المدفعجية، ثم تولى أوناي إيمري قيادة الفريق، ويحاول المدرب الإسباني تغيير طريقة اللعب بعض الشيء، وخلال تلك البداية الجديدة التي وصفتها الصحف الإنجليزي بـ"العصر الجديد لأرسنال" رحل الرجل الذي يدير كل شيء في الكواليس. إيفان جازيديس.

مع بداية الموسم الجاري، رحل أرسين فينجر بعد ما يقرب من 22 موسم مع الفريق، وفي أغسطس الماضي وافق أليشير عثمانوف على بيع 30% من أسهمه في النادي للمالك ستان كرونكي.

هل رحل جازيديس بسبب المال؟ تقارير صحفية قالت في "إي إس بي إن" إن الأمر لا يتمحور مطلقا حول المال، حتى إن راتب جازيديس والذي يتخطى حاجز الـ3 ملايين يورو سيكون أقل مع فريقه الجديد ميلان، لكن هناك طريقة لدفع الإضافات والعلاوات تجعله يقترب من راتبه لدى أرسنال، لكن من المرجح أن ذلك بسبب صداقته الكبير بـ جوردون سينجر ابن مالك شركة إليوت التي تقود ميلان. والتحدي لاستعادة هيبة النادي الإيطالي ومكانته وسط الكبار كان الشغل الشاغل لإيفان وهو ما قاله حتى في رسالته الوداعية للجماهير.

"متشوق للتحدي الشخصي الخاص بي مع ميلان، أتطلع للانضمام لواحد من أكبر الأندية في العالم، ميلان، والعمل لاستعادة مكانته الصحيحة في عالم كرة القدم".

ميلان بدوره يمر بتغيير إداري كبير، عين باولو مالديني كمدير للعمليات الرياضية والاستراتيجة والتطوير، وليوناردو كمدير رياضي.

جازيديس علم برحيل فينجر قبل فترة طويلة حتى قبل بداية موسم 2017-2018 وهو ما سمح له بإجراء العديد من التعديلات في المناصب الإدارية قبل وخلال الموسم الماضي، لكيلا يسقط الفريق إذا ما رحل الفرنسي.

وتم تقسيم دور جازيديس، ليصبح سانليهي مختصا بكل شيء حول كرة القدم في أرسنال، أما فيناي فينكاتشام، الذي يتولى الإدارة التجارية، فقد تولى كل شيء عدا كرة القدم لدى النادي اللندني، وكلاهما كان يقدم التقارير لجازيديس.

Image result for raul sanllehi and vinai venkatesham

بالنسبة لـ سانليهي فقد وصفته عدد من الصحف بأنه سيكون "قائد ثورة جازيديس في ملعب الإمارات خلف الكواليس لبناء أرسنال وجعله فريقا قويا مرة أخرى".

سانليهي يعد صديقا مقربا للغاية من جازيديس وكذلك جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم كما أنه أحد الأشخاص الذين لهم مكانة كبيرة في الكرة الإسبانية، خاصة وأنه كان العامل الرئيسي في نمو برشلونة الإعلامي والإعلاني في الأعوام الأخيرة خارج الملعب، كما أنه ساعد كثيرا في حسم الصفقات الكبرى وأبرزها ضم نيمار دا سيلفا من سانتوس.

انضم سانليهي إلى برشلونة قادما من شركة نايكي في عام 2007، مؤخرا أصبح أرسنال يعاني فيما يخص عوائده التجارية وتعيين سانليهي لا يعني ضم لاعبين كبار فقط بل نمو اقتصادي وتقليص الفجوة الاستثمارية بين النادي وبقية الأندية الكبىرى.

في الأعوام الأخير قام سانليهي بعمل كبير فيما يخص سياسة الانتقالات في برشلونة، وبنسبة كبيرة فهو يهيمن على سوق أمريكا الجنوبية. وظهر ذلك جليا حينما سافر بنفسه إلى البرازيل ولم يرسل مندوبين للتفاوض مع والد اللاعب.

ويعد أيضا العامل الحاسم في ضم أليكسيس سانشيز إلى برشلونة من أودينيزي في 2011 بدلا من انضمامه إلى يوفنتوس حسبما أوضحت التقارير الصحفية آنذاك، وأشارت تقارير صحفية في إسبانيا إلى أنه استقال من منصبه لعدم سعادته برحيل نيمار.

وهو ما أكده موقع "فوتبول لندن" بعد ذلك قائلا :"راؤول سانليهي تخلى عن منصبه ورحل عن برشلونة بسبب عدم سعادته عن رحيل نيمار إلى باريس سان جيرمان خلال الصيف".

تحدث جونزالو كابيزا صحفي "إل كونفدنسيال" وعدد من الصحف الإسبانية لـFilGoal.com في وقت سابق عن سانهيلي :"إنه مدير جيد للغاية، وبإمكانه أن يقنع أي لاعب بالانضمام إلى الفريق الذي يتواجد به، لكن تلك ليست نقطة قوته الأساسية، كان كيانا قويا في بنية برشلونة خلال الأعوام القليلة الماضية".

وتابع "ليس من السهل الحكم على أداء مدير وحيد، لكنني واثق من أنه سيساعد أرسنال كثيرا، خاصة بالتفكير في الماضي القريب للمدفعجية لم يكن لديهم مديرا مناسبا فوق فينجر والذي بإمكانه أن يقود ناديا إلى التطور".

بالنسبة لـ فينكاتشام فقد تواجد في أرسنال منذ 2010 وتولى الإدارة التجارية عام 2014، ودوره في النادي يتضمن رئاسة الشراكات الدولية والمبيعات وكذلك إدارة التسويق، وسيتولى منصب المدير العام حاليا. وعمل في الإدارة التنفيذية للجنة الأولمبية البريطانية.

Image result for raul sanllehi and vinai venkatesham

رحيل جازيديس يعني أن النادي لم يعد لديه من يدير كل تلك الخبرات الموجودة، والنادي لم يعد حول فينجر وحوله فقط، حتى الآن لا توجد ضمانات بأن جمع كل الخبرات في النادي خلال مجموعة إدارية وفي بنية جديدة تماما على النادي ستصلح وتؤدي غرضها سريعا.

عملية الانتقال الإدارية تحتاج إلى حرص شديد وإدارة حكيمة من شخص يتمتع بمعرفة تامة بكل شيء يخص النادي وكان هذا الشخص جازيديس، وربما يحل محله كرونكي في مراقبة تلك المجموعة وإدارتها.

تقارير صحفية في شهر أغسطس الماضي قالت إن جوش كرونكي ابن مالك النادي قد يتولى ذلك الدور، لكن ليس خلال الفترة الحيوية التي يعيشها النادي حاليا.

اقرأ أيضا:

مستشفى الأهلي - موقف سعد سمير يتحدد الخميس.. وفرص لحاق ناصر ماهر بلقاء هوريا

يوم الظاهرة - قصص كروية حزينة.. صراخ رونالدو في النفق

التغيير الكبير في أرسنال.. رسميا - جازيديس يرحل إلى ميلان وثنائي يقود النادي من بعده

يوم الظاهرة - حكاية جثة رونالدو التي عادت للحياة لتشعل فتيل أزمة القرن

#ليلة_الأبطال - توخيل ضد كلوب.. هل يتخلص الأول من ظل الثاني؟

"سرب النسر".. عندما خيّم ريال مدريد على سماء إسبانيا

التعليقات