"المعزة الجهنمية" التي قهرت جيل شحاتة الذهبي

الجمعة، 07 سبتمبر 2018 - 21:45

كتب : زكي السعيد

حسن شحاتة

على أرض برج العرب غدا السبت، يستقبل منتخب مصر نظيره النيجر، في الجولة الثانية من تصفيات كأس الأمم الإفريقية، و"المعزة" الشهيرة تطل برأسها، لتجبرنا على استرجاع أحداث صدام سابق بين الطرفين.

مباراة المعزة

في 10 أكتوبر 2010، تعرض المنتخب المصري لهزيمة كارثية على أرض النيجر، مواجهة اشتهرت بالمعزة التي طافت أرض الملعب قبل نزول الفريقين إليه، وقبل أن يُمنى مرمى عصام الحضري بهدف المباراة الوحيد بالطبع.

الفراعنة المتوجون باللقب 3 مرات متتالية تحت قيادة حسن شحاتة، افتتحوا تصفيات التأهل إلى نسخة 2012، بتعادل مفاجئ أمام سيراليون 1-1 على استاد القاهرة، مع خسارة القائد أحمد حسن الذي تعرض لقطع في الرباط الصليبي.

ولذا اكتسبت مواجهة الجولة الثانية على أرض النيجر بعد شهر، طابعا مصيريا متعلقا بمستقبل المنتخب الذي أحكم قبضته على القارة منذ العام 2006.

سافر المنتخب المصري إلى النيجر التي لم يكن منتخبها قد تأهَل مطلقا إلى نهائيات المنافسة القارية. شحاتة ورفاقه أدركوا أن مواجهتي الجولتين الثالثة والرابعة أمام جنوب إفريقيا تجبرهم على الانتصار مسبقا على النيجر، مع الوضع في الحسبان تأهل منتخب واحد عن المجموعة.. لا فرصة لإهدار مزيد من النقاط إذا.

في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس الموافق 7 أكتوبر، هبطت بعثة مصر إلى أرض النيجر، ووجدت في استقبالها وفدا رسميا من السفارة المصرية.. ومعزة.

يروي شريف عبد الفضيل، أحد اللاعبين الذين شاركوا في تلك المواجهة، في تصريحات لـ FilGoal.com، كواليس الاستقبال المثير للجدل في المطار:

"الأجواء كانت غريبة، فبمجرد الوصول إلى المطار الذي كان أشبه بحجرة، فوجئنا بشخص لا يرتدي ملابس (يخضنا)، وآخر يسير بمعزة ترتدي ملابس غريبة ولها ريشتين وعلى وجهها رسومات غريبة، ويقوم بحركات شعوذة، كان من الواضح أنه ساحر".

"لجأنا إلى قراءة القرآن لمواجهة هذه الأمور".

بعد 3 أيام، في الثالثة والنصف من عصر الأحد، عادت المعزة لتقوم بدورتها في جنبات ملعب الجنرال سيني كونتشي تزامنا مع دخول اللاعبين.

يستأنف عبد الفضيل مسترجعا تلك اللقطات:

"شاهدنا نفس المعزة مجددا في ملعب المباراة، تجري بسرعة على (التراك)، والجماهير تشجعها".

فيما صرّح محمود فتح الله لـ FilGoal.com:

"أثناء دخولنا إلى أرض الملعب، وجدنا شخصا ممسكا بالمعزة ويرتدي ملابس غريبة، والجمهور تفاعل معها، كنا ندرك أن الأفارقة يستعملون تلك الأساليب، وعلى الرغم من عدم إيماننا بالسحر، إلا أن الأمر أثر علينا ذهنيا".

عصام الحضري، شريف عبد الفضيل، محمود فتح الله، وائل جمعة، أحمد المحمدي، محمد عبد الشافي، حسام غالي، أحمد فتحي، محمد أبو تريكة، عمرو زكي، أحمد علي.. تلك كانت التشكيلة التي اختارها شحاتة لمواجهة ستتحول لتصير كابوسا.

في الدقيقة 34، استغل الشاب ابن الـ22 عاما، موسى مازو، هفوة دفاعية من عبد الشافي، وانفرد بمرمى الحضري، مسجلا هدفه الأول في مسيرته الدولية.. هدف لم يعقبه رد فعل من أبطال القارة.

أحمد علي مهاجم الإسماعيلي في هذا التوقيت، والذي خاض مواجهته الدولية الثالثة أمام النيجر، لا يعتقد أن المعزة كانت ذات تأثير كبير على نتيجة المباراة.

يقول علي في تصريحات لـ FilGoal.com:

"بصراحة كل فرق إفريقيا تقوم بذلك، ليس جديدا عليهم، إلا أننا خسرنا بسبب الظروف الصعبة".

"درجة الحرارة كانت غير طبيعية، والملعب لم يكن يصلح لإقامة مباراة".

وعبد الفضيل جدّف في نفس الاتجاه:

"درجة الحرارة كانت 60، ونحن لم نقم بعمليات الإحماء، التنفس كان صعبا".

لاحقا، فقدت مصر 5 نقاط إضافية أمام جنوب إفريقيا في الجولتين التاليتين، وأهدرت كل فرص الدفاع عن لقبها.

في المقابل، صنعت النيجر المعجزة، وتصدرت المجموعة برصيد 9 نقاط، بفارق المواجهات المباشرة عن جنوب إفريقيا وسيراليون، لتصل إلى كأس أمم إفريقيا لأول مرة في تاريخها.

تلك التصفيات، أنهت حقبة حسن شحاتة الطويلة مع المنتخب المصري، ودفعته إلى الانفصال عن المنتخب بعد الجولة الرابعة.

ظلمنا المعزة؟

على الرغم من جعل المعزة والحرارة المرتفعة، عنوان لمواجهة النيجر الشهيرة قبل 8 سنوات، إلا أن الواقع يطرح فرضية أخرى، وهي معاناة منتخب شحاتة في مواجهات التصفيات الخارجية.

فبالعودة إلى كأس الأمم الإفريقية 2008، والتي يعتبرها الكثيرون الأداء الأكثر تكاملا للمنتخب المصري على مدار تاريخه، تتجلى لنا حقيقة أن الفراعنة لم يحسموا تأهلهم إلى تلك البطولة، سوى قبل 13 دقيقة فقط من نهاية مباراة الجولة السادسة والأخيرة للتصفيات.

رأسية محمد فضل في شباك بوتسوانا بالدقيقة 77 خطفت الانتصار لمصر على استاد القاهرة، هدف وحيد بشق الأنفس في مرمى خصم متواضع كان امتدادا لتصفيات متخبطة فشل خلالها المنتخب المصري في الفوز بأيٍ من مبارياته الخارجية الثلاث.

التعادل 0-0 على أرض بوتسوانا، التعادل 1-1 على أرض موريتانيا، التعادل 0-0 على أرض بوروندي.. تلك كانت نتائج مصر قبل شهرين فقط من ضرب مرمى الأسود والأفيال بعدد وافر من الأهداف على أرض غانا.

أما فداحة السقوط أمام النيجر، فقد تولّدت من التعثر بالجولة الأولى أمام سيراليون، مع حقيقة وجود خصم قوي بحجم جنوب إفريقيا في نفس المجموعة، مما قتل أي رفاهية في التفريط بالنقاط.

جيل المونديال على أنقاض النيجر

بعد الخروج الرسمي من تصفيات أمم إفريقيا 2012، ورحيل حسن شحاتة، قرر الاتحاد المصري لكرة القدم، تصعيد المنتخب الأوليمبي بقيادة المدرب هاني رمزي، لخوض آخر مباراتين في التصفيات أمام سيراليون والنيجر تباعا.

في 8 أكتوبر 2011، شُبان مصر مطعمين بالقائد أحمد حسن الذي كان في سباق لكسر رقم محمد الدعيع القياسي، فعلوا ما فشل فيه أسلافهم، وتخطوا النيجر بثلاثية نظيفة، ومسجلو الأهداف؟ مروان محسن في مناسبتين، ومحمد صلاح.

التشكيلة ضمت أيضا أحمد حجازي ومحمد النني، مع قيادة المساعد الحالي لخافيير أجيري، فهل يبدأ المصريون من حيث انتهوا يوم أن كانوا ممثلين لمنتخبٍ أوليمبي، أم يكتبوا فصلا جديدا في انتصارات معزة النيجر؟

التعليقات