كتب : علي أبو طبل | السبت، 16 يونيو 2018 - 21:10

ملامح بيرو والدنمارك.. كيف أنقذ شمايكل بلاده من الطوفان البيروفي

بيرو - الدنمارك - شمايكل

لم تكن عودة البيرو لكأس العالم بعد غياب دام لـ36 عاما بالموفقة، بعدما تلقت هزيمتها الأولى في البطولة أمام محاربي الدنمارك بهدف نظيف.

المنتخب الأمريكي الجنوبي قدم أداء ممتعا وأضاع العديد من الفرص المحققة، ولكن أحيانا هفوة واحدة قد تكلفك المباراة بأكملها.

عن تألق شمايكل، وأدوار إريكسن وهدف يوسف بولسن وبراعة لاعبي البيرو الذين لم يوفقوا في إحراز التعادل، وأشياء أخرى يمكن أن نلاحظها.

في هذا التقرير من FilGoal.com، دعونا نستعرض سريعا أبرز ملامح تلك المواجهة النارية.

براعة شمايكل

قبل 20 عاما، شاركت الدنمارك في مونديال 1998 في فرنسا، وكان المخضرم بيتر شمايكل حارسا لعرينها.

مرت الأعوام، واعتزل بيتر منذ سنوات عديدة ولكن الآن يخلفه ابنه كاسبر شمايكل لإنقاذ مرمى بلاده من محاولات المنافسين للتهديف.

حارس مرمى نادي ليستر سيتي الإنجليزي شارك اليوم في مباراته الدولية رقم 35 في مسيرته، ليخرج بشباك نظيفة.

يمكن القول أن براعة شمايكل كانت عاملا رئيسيا أكثر من أي شئ آخر في الحفاظ على التقدم الدنماركي في المباراة وعدم تلقي هدف التعادل.

رغم المحاولات المستمرة من كاريو وكويفا والقائد باولو جاريرو، إلا أن شمايكل ومن أمامه خط دفاعي صلب كانا بالمرصاد.

شمايكل أنقذ 6 تصويبات على مرماه، وخرج لإبعاد الكرة بيده من منطقة الجزاء في مرة وحيدة ناجحة، وربما استحق جائزة الأفضل في المباراة.

3 نقاط في جيب الدنمارك الآن، ويمكن إهداء أغلب الفضل لإسم كاسبر شمايكل.

كم كان إريكسن بارعا

لم تظهر الدنمارك في العديد من المواقف الهجومية خلال المباراة، ولكن حيث تسنح الفرصة، فإن نجم توتنام هوتسبير كريستيان إريكسن لا بد أن يكون طرفا في ذلك.

10 تصويبات دنماركية منها 3 فقط على المرمى، لا يمكن مقارنتها بالمد البيروفي الكاسح الذي يمتلك 17 تصويبة منها 6 على المرمى، ولكن في النهاية الدنمارك هي من سجلت.

في الدقيقة 59، هجمة مرتدة دنماركية يتسلمها إريكسن من عمق ملعب البيرو ويجد المساحة المناسبة قبل أن يمرر تمريرة سحرية للمهاجم يوسف بولسن الذي يسكنها شباك حارس المرمى بيدرو جاليسي.

كان ذلك جزء صغيرا من إسهامات إريكسن خلال 90 دقيقة.

فبخلاف صناعة هدف المباراة الوحيد، أتم اللاعب 34 تمريرة سليمة بدقة بلغت 85%، كما قام برفع 11 محاولة عرضية منها واحدة وصلت بشكل سليم، وصنع فرصة محققة أخرى للتسجيل كما أضاع فرصة تسجيل هدف ثان لفريقه في الدقائق الـ10 الأخيرة، تألق أمامها حارس المرمى البيروفي.

دفاعيا، اعترض إريكسن تمريرات البيرو في مناسبة وحيدة واستخلص الكرة بشكل ناجح في مناسبتين، كما ربح في 4 التحامات من أصل 10 محاولات قام بها.

كيف تصدت الدنمارك للمد البيروفي

لم يكن شمايكل هو البطل الأوحد لإيقاف خطورة البيروفيين، فامتلكت الدنمارك خطا دفاعيا حديديا تعامل مع أغلب محاولات الخصم بشكل ناجح.

الخط الدفاعي المكون في قلبيه من القائد سيمون كاير ومدافع تشيلسي الإنجليزي أندرياس كريستيانسن، قدما مجهودا كبيرا للحد من خطورة فارفان ومراقبة البديل باولو جاريرو في الشوط الثاني وتضييق الخناق عليه لمنعه من هز شباكهم.

كريستيانسن الذي استبدل بعد 81 دقيقة، أغلق كافة المساحات الممكنة وقدم عطاء دفاعيا امتد لمقربة من حدود منتصف الملعب بتحركاته، وربح 4 التحامات من أصل 7، كما اعترض تمريرة وحيدة للبيرو وشتت الكرة بشكل ناجح في مناسبتين واستخلص الكرة في مناسبتين أخرتين وتصدى لإحدى تصويبات لاعبي البيرو في مناسبة وحيدة.

91% هي دقة تمريرات كريستيانسن الذي أتم 44 تمريرة سليمة من المنطقة الدفاعية إلى الجزء الأمامي من الملعب، سعيا نحو الهجمة المرتدة.

زميله كاير كان جزء هاما في الحصن الدفاعي الدنماركي، حيث ربح التحامين من أصل 9، وكان كفيلا بالتشتيت من خلف كريستيانسن الذي كان يتكفل بالدفاع المتقدم، فنجح في 5 تشتيتات واستخلص الكرة في مناسبة وحيدة، كما بلغت دقيقة تمريراته 91% بعد اتمام 33 تمريرة ناجحة، منها 4 بشكل طولي للأمام من أصل 6 محاولات.

مجهودات دفاعية مرت بالدنمارك إلى بر الأمان وأمنت أول 3 نقاط في مسيرتهم في روسيا 2018.

قلب الطوفان

لم تنجح البيرو في التسجيل، لكن هجومها على خطوط الدنمارك كان أشبه بالطوفان الذي لا يتوقف، ولا بد أن ذلك الطوفان له قلب ومصدر.

مهارات رائعة من كريستيان كويفا وأندريه كاريلو لم تكلل بالنجاح في النهاية، ولكن من خلفهما كان مصدر الأمان والباصم على بداية كل هجمة.

يوشيمار يوتن كان سلاحا هاما في خطة المدير الفني ريكاردو جاريكا بفضل تحركاته الدائمة في كل جنبات منتصف الملعب، وتغطياته الدفاعية بالأخص خلف الظهير الأيسر، ومن ثم استخلاص الكرات وبداية الهجمة لفريقه.

استخلص يوتن الكرة في مناسبتين بنجاح ونجح في مراوغتين وربح في 7 التحامات من أصل 15 محاولة، كما أتم 88% من التمريرات بنجاح بواقع 66 تمريرة سليمة، ومرر 10 كرات طولية سليمة للخطوط الأمامية من أصل 13 محاولة.

عرضية واحدة ناجحة أتمها يوتن من أصل 3 محاولات، كما صوب كرة وحيدة على مرمى كاسبر شمايكل.

ربما إن بحثنا عن أفضل من أدى في صفوف البيرو، فيجب أن نكرم مجهودات يوتن.

التعليقات