قصص المونديال المنسية – رجل مطاطي لم يتوج بكأس العالم والفاشية في قفص الاتهام

السبت، 05 مايو 2018 - 15:40

كتب : فادي أشرف

ليونيداس

الجوهرة السمراء هو بيليه، وليونايداس هو اسم الشخصية التي قدمها جيرارد باتلر في فيلم 300 الشهيرة، ولكن الحلقة الأولى من قصص المونديال المنسية ستضيف جديدا لهاتين الحقيقتين.

قصص المونديال المنسية، سلسلة يقدمها FilGoal.com عن قصص لم يسلط عليها ما تستحقه من ضوء، والحلقة الأولى مع "الرجل المطاطي"، "الجوهرة السمراء قبل بيليه"، أو ليونايداس دا سيلفا حسبما أوردها موقع Sportskeeda في تقرير مفصل عنه.

ركلة ليونايداس الخلفية

ولد ليونايداس في حي ساو كريستوفاو القديم في ريو دي جانيرو في 1913. شاب نحيف وأسود. سواد البشرة لم يكن أفضل شيء قد يحدث للاعب كرة قدم في البرازيل في تلك الفترة، لكن هذا الأمر لم يوقف ليونايداس.

بدأ مشواره الكروي في فريقه المحلي، ساو كريستوفاو وبزغت موهبته بشدة ليخطفه فريق سيريو إي ليبانيس، أو فريق السوريين واللبنانيين الذي تأسس في مدينة جوياس. مشوار ليونايداس مع الأندية كان أسطوريا حيث لعب لأكثر من 8 أندية وسجل أكثر من 500 هدف، ولكن أهم ما يميز هذا الرجل هو أنه اخترع الركلة الخلفية.

اقرأ أيضا: شعوب المونديال - فاشية موسوليني التي صنعت من معاناة الطليان مهمة وطنية وفخرا زائفا

في عام 1931، انضم ليونايداس لفريق بونوسوكيسو حيث قام بحركة جديدة ربما لم يشاهدها أحد من قبل. الركلة الخلفية.

ربما لم يكن ليونايداس مخترع الركلة لأن هذا أمر صعب الوصول لأصل حدوثه ولكن بكل تأكيد الرجل المطاطي كان خلف نشر هذه الركلة.

بل أن ليونايداس يحتفظ برقم تاريخي آخر، هو أنه أول لاعب يسجل من ركلة خلفية في كأس العالم وهو ما حدث ضد بولندا في 1938.

شارك ليونايداس لأول مرة مع منتخب البرازيل عام 1932، ويا لها من بداية. هدفان ضد منتخب أوروجواي القوي للغاية. في وقت انتظرت فيه البرازيل النسخة الثانية من كأس العالم عام 1934 لاسترجاع بعض من كرامتهم التي أهدرت بالخروج من الدور الأول في 1930، جمعت فريقا من الموهوبين إلا أنه خرج من الدور الأول أيضا ضد إسبانيا بنتيجة 3-1، وسجل ليونايداس هدفه الأول في كأس العالم في تلك المباراة.

اقرأ أيضا: صدمات المونديال - ملوك الكرة يهبطون من عالمهم المثالي أمام غاسلي الصحون وسعاة البريد

بعد 4 أعوام حاول ليونايداس مرة أخرى، هذه المرة كنجم لعب للكبار فاسكو دا جاما وبوتافوجو وفي وقت البطولة، فلامنجو. أمر رائع بالنسبة للاعب أسود في ذلك التوقيت.

هجوم البرازيل في 1938 كان عظيما بحق بقيادة ليونايداس وروميو وبيراسيو وروبرتو. الافتتاح مباراة تاريخية ضد بولندا فاز بها البرازيليون 6-5، ليونايداس سجل هاتريك في مباراة لم يشهد العالم مثلها في قدر التنافس وقرب نتيجة المباراة.

اقرأ أيضا: شعوب المونديال - البرازيل 1950.. حلم التحول إلى دولة عظيمة انتهى على كابوس الماراكانا

وفي ربع النهائي، كان ليونايداس جزء من تاريخ كأس العالم حيث تعادل السيليساو مع تشيكوسلوفاكيا 1-1، لتعاد المباراة في اليوم التالي ويفوز البرازيل 2-1 في آخر مباراة تم إعادتها في تاريخ كأس العالم. سجل ليونايداس في المباراتين.

الأمور جميلة بالنسبة لليونايداس حتى هذه اللحظة. الرجل المطاطي قريب من كأس العالم قبل مواجهة نصف النهائي ضد إيطاليا. البرازيل هو المرشح الأقوى والطليان لديهم طموح قليل في تحقيق مفاجأة.

الفاشية في قفص الاتهام

لماذا قرر أديمار بيمينتا المدير الفني للبرازيل عدم إشراك ليونايداس وزميله تيم في نصف النهائي ضد إيطاليا؟ البعض يقول إنه كان مغامرة تكتيكية غير محسوبة، أما معظم المصادر فتشير إلى أن ضغط الحكومة الإيطالية الفاشية كان خلف عدم إشراك ليونايداس.

حاول روميو ولكنه فشل، ليونايداس بلا بديل وخسرت البرازيل 2-1.

في مباراة الثالث والرابع شارك ليونايداس وسجل هدفين في فوز السويد 4-2 ليضمن لقب هداف البطولة بـ7 أهداف، ولكن ماذا يعني ذلك مقارنة بعدم حصوله على كأس العالم؟

حتى اللحظة، ليونايداس هو لاعب كرة القدم الوحيد الذي سجل في كل المباريات التي لعبها في كأس العالم.

اقرأ أيضا: شعوب المونديال - حين اختلطت صرخات الفرح والألم معا في عهد خونتا الأرجنتين

الفاشيون الآخرون في أوروبا، الألمان النازيون، كانوا سببا في ألا يحصل ليونايداس على فرصة أخرى في كأس العالم بعد أن اندلعت الحرب العالمية الثانية لتتوقف نسخ كأس العالم ولا تعود إلا عام 1950، العام الذي اعتزل فيه ليونايداس.

بعد الاعتزال، درب ليونايداس ساو باولو، وعمل كمعلق راديو، ومحقق خاص، وافتتح محلا للأثاث قبل أن يصيبه الزهايمر في 1974 ويتوفى في 2004 بعمر الـ90.

التعليقات