كتب : أحمد فؤاد الدين | السبت، 17 مارس 2018 - 11:26

مقال رأي - إرث مورينيو الذي فقده

مورينيو

قضي جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد أكثر من ١٢ دقيقة يتحدث عن الإرث الكروي الذي يفتقده في ناديه والذي يعزي إليه فشل الفريق في تخطي إشبيلية في دور الـ١٦ من دوري أبطال أوروبا، ليبقي السؤال هل يحتاج المدرب وخاصة مورينيو لإرث كروي ليفوز أم أنها مجرد حجة جديدة لفشلة في تقديم ما يطمح إليه جمهور فريقه؟

إرث مورينيو الذي صنعه

بالمثل كما يري مورينيو أن فريقه لا يحمل إرثا كرويا (وهو أمر سنناقشه في النهاية) لا يبدو أن ما يعانيه البرتغالي جديد، فكل محطات تدريبه السابقة كانت لأندية لا تحمل أرث كروي حقيقي وصنع لها مورينيو إرثا كرويا بقى لقترة من الزمان حتى بعد رحيله.

يونياو دي ليرا

ينتمي النادي الذي ربما لم تسمع عنه أبدا لمنطقة ليرا في وسط البرتغال، النادي أنشئ في السبعينات ولم يحقق أي بطولة طوال تاريخه وهبط عام ٢٠٠٧ لدوري الدرجة الثالثة ويلعب حاليا في دوري الدرجة الثانية البرتغالي.

كان هذا النادي هو أول تجربه تدريبية حقيقية لجوزيه مورينيو حقق النادي معه أفضل مركز وأكبر عدد من النقاط في تاريخه منذ تأسيسه حتى الآن بل ووصل للمقعد الأوروبي الأخير متفوقا على بورتو الذي حل خامسا ومبتعدا عن المركز الثالث بنقطة وحيدة.

هل امتلك ليرا أي إرث كروي؟ لا لم يمتلك شيء، بل ربما كان النادي ولا يزال غير مؤهل لتحقيق أي إنجاز كروي، لكن إرث مورينيو هو الذي حمل النادي بعيدا وحتى أكبر مما كان يتخيله أكثر المتفائلين وكان يضرب فوق وزنه كما يقول الإنجليز.

بورتو

عندما استلم مورينيو تدريب أول نادي كبير في حياته كان بورتو في المركز الخامس في الدوري، والمركز الأخير في مجموعته بدوري أبطال أوروبا عام ٢٠٠٢ ووصل مورينيو في يناير من نفس العام بعد إقالة فيرناندو سانتوس الذي جلبته الإدارة بعد الفوز بخمس ألقاب دوري (إرث) ولكنه فشل طوال عامين ونصف في الفوز بالبطولة حتى جاء مورينيو الذي حقق في نصف موسمه الأول بداية رائعة بالفوز في ١١ مبارة من أصل ١٥ باقية في الموسم، وفي موسمه التالي حقق الدوري والجميع يعلم ما استطاع تحقيقيه في الفريق بالفوز بلقب الدوري والكأس وأقصى مانشستر يونايتد من دور الثمانية في طريقة للفوز بدوري أبطال أوروبا في مفاجأة لم يتوقعها أحد ولم تتكرر مرة أخرى إلا مع مورينيو نفسه بعد عدة سنوات.

تشيلسي

انتقل مورينيو الذي أصبح في ٢٠٠٤ من أكثر المدربين المطلوبين في العالم لتدريب تشيلسي الإنجليزي، الفريق الذي لم يفز بالدوري الإنجليزي منذ أكثر من ٥٠ عاما بالرغم من استثمارات المالك الجديد رومان أبراموفيتش وجلبه للمدرب الإيطالي المخضرم كلاوديو رانييري، في عامه الأول فاز مورينيو بالدوري الإنجليزي للمرة الأولي منذ خمسين عاما (لا أرث كروي) وفاز بكأس الدوري الأنجليزي وخرج من دور الثمانية في دوري الأبطال بهدف مشكوك فيه أمام ليفربول.

إنتر ميلان

انتقل مورينيو لتولى مقعد تدريب إنتر ميلان الإيطالي في العام ٢٠٠٨، فاز إنتر قبل قدوم مورينيو بالدوري الإيطالي مرتين في أرض الملعب ومرتين بعد هبوط يوفينتوس في فضيحة الكالشيوبولي، لكن إدارة الانتر كانت تخطط منذ سنوات للفوز بدوري أبطال أوروبا الغائب منذ عام ١٩٦٥ (لا إرث أوروبي) فاستقدم البرتغالي لتحقيق هذا الهدف رغم إن سابقه روبيرتو مانشيني قدم الكثير للنادي وعندما تمت إقالته كان قد فاز بالفعل بالدوري الإيطالي في آخر مبارة له أمام بارما.

نجح مورينيو في تحقيق رغبة ملاكه ففاز ليس فقط بدوري الأبطال في ٢٠١٠ لكن أيضا بثلاثية تاريخية لم يحققها من قبل أي نادي إيطالي.

ريال مدريد

كما أشار مورينيو في مؤتمره الصحفي ضمت قائمة ريال مدريد ثلاثة لاعبين فقط خاضوا منافسات دور الثمانية في دوري الأبطال أو ما بعدها، شابي ألونسو في ناديه الأسبق ليفربول، كرستيانو رونالدو في مانشستر يونايتد، وكاسياس في شبابه مع ريال مدريد ولكن ماذا صنع مورينيو من هذا الفريق الذي لا يمتلك أي إرث كروي أوروبي ومحليا يتنافس مع واحد من أفضل إن لم يكن أفضل نادي في تاريخ اللعبة برشلونة بيب؟

وصل مورينيو لثلاث سنوات متتالية لنصف نهائي دوري الأبطال لكنه لم يصل للنهائي، وفاز بالدوري المحلي بعدد نقاط لم يحدث قبلها في تاريخ الليجا ١٠٠ نقطة واستطاع الفوز على برشلونة عدة مرات في الدوري والكأس.

كان مورينيو يملك ما يكفي دائما لصناعة الفارق لتخطي عدم وجود إرث كروي أو ضعف الإمكانيات أو الطموح، عندما كان مورينيو في بورتو كان يضع تدريبات الفريق على موقعه الإلكتروني واصفا الجري لعشرين كيلومتر بالتمرين الخفيف، دليل على ما يحاول أن يصنعه في فريقه والتحدي والإصرار الذي أوصله حيث هو كما أشار في مؤتمره الصحفي من شاب في العشرين من عمره فشل في لعب كرة القدم بشكل محترف لمدرب فاز ببطولتي دوري أبطال وبطولة دوري على الأقل في كل بلد درب فيها، لكن وصل مورينيو لمرحلة يبدو أنها لا يستوعبها بشكل جيد، الأن لم تعد تدرب فرق صغيرة طموحه، الأن فوزك ليس ضرب فوق الفوز، بل كما أشار في مؤتمره الصحفي عدم الفوز ببطولة لـ10 أشهر يعتبر جريمة في حق مشجعي ناديك، الخروج من إشبيلية خامس الدوري الإسباني والذي يمتلك فارق أهداف بالسالب ولم يتخطى هذا الدور منذ ستين عاما جريمة في حق ناديك، الاستسلام في الدوري المحلي لجارك وغريمك بفارق ١٦ نقطة جريمة في حق ناديك، الإرث الذي يسأل مورينيو عنه يصنع ولا ترثه.

عندما وصل مورينيو لمانشستر يونايتد كانت الجماهير تحلم أن ينقل مورينو إرثه للنادي لا أن يورث لهم سنوات مويس وفان جال التي محت بدورها سنوات من إرث أليكس فيرجسون.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات