بنزيمة أم إيجوايين.. المقارنة التي يكرهها الجميع وتثبت مشكلة تقييم المهاجم

الجمعة، 09 مارس 2018 - 20:43

كتب : فادي أشرف

كريم بنزيمة - جونزالو إيجوايين

يوم الثلاثاء كان سعيدا على جمهور ريال مدريد. تأهل ضد باريس سان جيرمان أضفى على موسم كارثي بسمة أمل. كثير من الشتائم لكريم بنزيمة لا تضر خاصة وأن الأمر صار طبيعيا ومكررا بالنسبة للمهاجم الفرنسي.

يوم الأربعاء انتقلت الاحتفالات من مدريد إلى تورينو، يوفنتوس مر بصعوبة من توتنام في دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا من قلب لندن. بطل الليلة بلا شك كان جونزالو إيجوايين.

في 2013، سمح ريال مدريد لمهاجمه الأرجنتيني إيجوايين بالرحيل إلى نابولي في صفقة قدرت بحوالي 35 مليون يورو. أثناء وجود البيبيتا وبنزيمة في ريال مدريد معا بين 2009 و2013 لم يكن أحدهما مهاجما أساسيا والآخر احتياطيا. يقول إيجوايين: "كنت سعيد جدا في مدريد في بعض اللحظات، وأقل سعادة في لحظات أخرى. أنا أعاني عندما لا ألعب كثيرا. أحيانا تلعب في مباراة وتجلس بديلا في المباراة التالية لأن عليك مشاركة المباريات مع كريم بنزيمة".

المقارنة التي لا يحبها الجميع حان وقتها، بين إيجوايين الذي يحمله الكثيرين عدم حصول ليونيل ميسي على أي بطولة مع المنتخب الأرجنتيني وليس لاعبا محبوبا بين أوساط مشجعي ريال مدريد، وبنزيمة، العدو الأول للقطاع الأعرض من جمهور ريال مدريد.

اختار ريال مدريد أن يرحل إيجوايين ويبقى بنزيمة ومنذ ذلك الحين سجل إيجوايين 145 هدفا في رحلتين مميزتين مع نابولي ويوفنتوس. في نفس الفترة الزمنية سجل بنزيمة 101 هدفا مع ريال مدريد.

يقول زين الدين زيدان مدرب بنزيمة، وربما أكثر من يؤمن به على وجه الكرة الأرضية، إن "من لا يحب كرة القدم، لا يحب بنزيمة".

ربما يكون لحديث زيدان نوعا من الوجاهة. في الدوري الإسباني هذا الموسم صنع بنزيمة 31 فرصة لزملاءه وصنع 7 أهداف ولكن عندما تكون نسبة دقة تسديدات المهاجم الأساسي للفريق 35% ولم يسجل سوى 4 أهداف في الدوري مع وصولنا إلى شهر مارس يمكن أن تفهم جزء من أزمة ريال مدريد هذا الموسم.

في المقابل، إيجوايين لم يصنع سوى 3 أهداف وخلق 24 فرصة لزملاءه ولكنه في المقابل سجل 14 هدفا في الدوري حتى الآن ونسبة نجاح تسديداته 59%.

ما يزيد الإحصائية فارقا بين الثنائي، هو صناعة ريال مدريد لـ402 فرصة في 27 مباراة في الدوري الإسباني بينما صنع يوفنتوس 290 فرصة فقط في نفس عدد المباريات في الدوري الإيطالي.

رقميا الأمر واضح. إيجوايين بالطبع متفوق في تسجيل الأهداف بفارق كبير عن بنزيمة. وفي المقابل بنزيمة يتفوق بشكل ليس حادا بما فيه الكفاية على إيجوايين في صناعة اللعب ومنح الفرص لزملاءه.

هل يكفي ذلك الأمر بالتضحية بإيجوايين لصالح بنزيمة؟

منذ 2008، لم يفشل إيجوايين في تسجيل أقل من 10 أهداف في كل موسم أي أنه يتمتع باستمرارية تهديفية وصلت إلى 10 سنوات الآن. في نفس الـ10 مواسم فشل بنزيمة في الوصول إلى تلك النسبة في موسم واحد، قبل أن يسجل 8 أهداف فقط هذا الموسم. التحجج - بالنسبة لبنزيمة – بوجود المتعطش للأهداف دائما كريستيانو رونالدو ليس في محله بسبب هذه الإحصائية.

في المقابل، لا يملك إيجوايين شركاء بقوة رونالدو أو جاريث بيل. أقوى شريك حصل عليها جونزالو في السنوات الأخيرة كان باولو ديبالا والذي توج مجهود إيجوايين أمام توتنام.

قبل عام، قال كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد حين تم اتخاذ قرار رحيل إيجوايين، إنه كان يريد بقاء البيبيتا ولكن رغبة الأخير في دقائق لعب أكثر كانت سببا في رحيله إلى نابولي.

أي أن أنشيلوتي كان ينوي الحفاظ على الثنائي بنزيمة وإيجوايين مع اختلافه على مستوى طريقة اللعب. إيجوايين لاعب رقم 9 كلاسيكي يستطيع الحصول على المكان المناسب، شاهد هدفه ضد توتنام مرة أخرى. يستطيع دائما إيجوايين خداع آخر مدافع وإنهاء الهجمة بشكل مثالي. لا يشارك إيجوايين كثيرا في صناعة الهجمة ولكنه هداف قدير.

في المقابل، بنزيمة يشارك بكثافة في صناعة اللعب ويتحرك على الأطراف كثيرا مقارنة بإيجوايين. يستطيع بنزيمة صناعة هدف ولكن أمام المرمى قد يخفق كثيرا.

الخلاف بين بنزيمة وإيجوايين هو خلاف بين نوعين من المهاجمين. أحدهما سيخدم الفريق كثيرا ولكن أحيانا سيتسبب في سكتات قلبية لمشجعيه لأنه سيهدر الفرص السهلة، لأن كلمة "هداف" ليست من ضمن مزاياه.

أما الأخر، فلن تشعر به في الملعب كثيرا وربما سيتسلم الكرة 5 أو 6 مرات طوال المباراة ولكنه في النهاية قد يخرج بهدف وصناعة هدف في 3 دقائق وبطاقة تأهل إلى دور الـ8 لدوري أبطال أوروبا.

كيف تقيم المهاجم؟

الأمر يختلف إن كنت زين الدين زيدان أو كارلو أنشيلوتي.

زيدان يرى أن من لا يحب بنزيمة لا يحب كرة القدم، في محاولة للدفاع عن الرقم 9 في ريال مدريد.

أما أنشيلوتي فرأى في لحظة من تألق إيجوايين في يوفنتوس إنه من أفضل مهاجمي العالم مع لويس سواريز وروبرت ليفاندوفسكي.

يرى أنشيلوتي ومعه كثيرين أن الأمر المطلوب أولا من المهاجم هو تسجيل الأهداف. ما بعد ذلك هو bonus أو أمر زائد، وجوده مفيد للغاية ولكن غيابه لا يضر.

في المقابل، يرى زيدان ومعه كثيرين أيضا أن المهاجم جزء من الفريق وأن عليه أن يساعد الفريق أولا ثم يفكر في تسجيل الأهداف بعد أن يمنح الأخرين الفرص للتسجيل.

قال أرسين فينجر مدرب أرسنال في مؤتمر سابق لمدربي الصفوة في أوروبا: "قارة أمريكا الجنوبية هي القارة الوحيدة التي تخرج مهاجمين، فكرة القتال والقدرة على التعبير عن الذات بالأهداف مازالت مهمة بالنسبة للأكاديميات هناك، قديما، كان عليك ركل الكرة للأمام لمهاجم عليه القتال ضد المدافع. مثلا في الأكاديميات، كنا نضع مهاجما لديه 12 عاما ضد مدافع لديه 16 عاما، وعلى المهاجم القتال من أجل الكرة. تلك الأمور اختفت".

تلك المزايا الخاصة بالتهديف فقط صارت أقل في الأهمية عند تقييم المهاجم، ليس من قبل المحللين بل وأيضا المدربين، مقارنة بأمور مثل فتح المساحات للزملاء أو المشاركة في صناعة اللعب مثلا. المهاجم صار يفكر ولا يسجل أحيانا. كريم بنزيمة وجيرو مثلا.

لماذا لم يفكر زين الدين زيدان في ضم مهاجم أخر لريال مدريد بدلا من بنزيمة صاحب السجلات التهديفية المتدنية في الوقت الذي يساعد فيه كريستيانو رونالدو – المهاجم غير التقليدي - على تسجيل الأهداف؟

أنت من تفضل؟

التعليقات