تحقيق في الجول – من صفقة المليون إلى صلاح محسن.. كيف انفجر سوق الانتقالات المصري

الأربعاء، 07 فبراير 2018 - 00:03

كتب : رامي جمال

تحقيق انتقالات اللاعبين

قبل 18 عاما وبالتحديد في عام 2000 كان من الصعب أن تجد لاعبا ينتقل بمليون جنيه في الدوري المصري وحينما حدث الأمر مع رضا شحاتة بانضمامه للأهلي من المنصورة كان الأمر بمثابة حدثا عظيما.

لكن الآن أصبح من السهل أن تُكسر أرقام الانتقالات في مصر بسهولة سواء كان ذلك في البيع أو الشراء ووصلنا إلى أغلى صفقة في تاريخ الأندية المصرية بانضمام صلاح محسن من إنبي إلى الأهلي مقابل 37 مليون جنيه طبقا لتصريحات مسؤولي الفريق البترولي.

في الوقت الذي ضم فيه الزمالك محمد عنتر من الأسيوطي سبورت مقابل 15 مليون جنيه و20% من إعادة بيعه مستقبلا لأي ناد.

ماذا حدث لترتفع أسعار اللاعبين إلى 36 ضعف؟ هل الأمر يبدو منطقيا على الرغم من قلة المواهب؟ لماذا توحشت الأندية في مطالبها المادية للتخلي عن لاعبيها؟

أجرى الحوارات: أحمد شاكر- محمد البنا - أحمد الخولي

البداية

سوق الانتقالات الشتوية الأخير في الدوري المصري كان تاريخيا بإنفاق 240 مليون و884 ألف و959 جنيه هي قيمة التدفقات النقدية في الانتقالات والتعاقدات التي أبرمها 18 ناديا في الدوري المصري وهو رقم يحدث للمرة الأولى.

الأهلي كان صافي إنفاقه بعد رحيل لاعبيه هو 12 مليون و615 ألف جنيه أما الزمالك فوصل إلى 31 مليون و367 ألف جنيه.

فهل يبدو الأمر منطقيا؟

حازم إمام عضو اتحاد الكرة تحدث في وقت سابق في برنامج "ساعة كورة" عبر إذاعة "راديو هيتس" قائلا: "هذا موسم غريب جدا في الأرقام التي نراها في الانتقالات، لم يتوقع أحد أن تصل تلك الأرقام لمصر بتلك السرعة".

وواصل "نعم العالم الآن أصبحت الصفقات فيه مرتفعة للغاية مثل انتقال عثمان ديمبلي إلى برشلونة وكان ثاني أغلى لاعبي العالم قبل عدة أشهر على الرغم من إنه لا يستحق الرقم المدفوع فيه".

وانضم ديمبلي إلى برشلونة قادما من بروسيا دورتموند مقابل 150 مليون يورو بواقع 105 مليون يورو قيمة الصفقة بالإضافة لـ45 أخرى كمتغيرات.

وأضاف إمبراطور الكرة المصرية ولاعب الزمالك السابق "لكن برشلونة بشكل خاص والأندية الأوروبية بشكل عام تعرف كيف تعوض الأرقام المدفوعة جيدا فهناك دخل من تذاكر المباريات وبيع القمصان أيضا الفوز بالبطولات يعطيك أموالا".

وأعطى مثالا "حينما كنت في فرنسا ذهبت لمتجر باريس سان جيرمان وسألت عن قميص نيمار ولم أجده وقيل لي أن أضع اسمي في لائحة لحجزه".

وتابع "لكن هنا في مصر لا يوجد جمهور ولا يوجد فكرة بيع القمصان ولا حصد الأموال جراء الفوز بالبطولات عدا البطولات الإفريقية".

وشدد حازم إمام "في مصر الأندية تنفق أموالا ولا تحصل على عائد مقابلها".

واتفق تامر عبد الحميد "دونجا" لاعب الزمالك السابق مع رأي حازم إمام وقال لـFilGoal.com: "من الطبيعي أن ترتفع الأسعار كل موسم بنسبة 10 أو 20% وهذا كان يحدث في الماضي لكن الآن الوضع أصبح جنونيا".

وأكمل "الأسعار قفزت أكثر من أربعة أضعاف وذلك بسبب العند بين الأهلي والزمالك والمنافسة بينهما على ضم اللاعبين، أيضا أيام الانتخابات في أي ناد ستزيد من أسعار اللاعبين".

وشدد دونجا "لا يوجد لاعب في مصر يستحق أكثر من 5 مليون جنيه، حينما تبيع للخارج فمن الطبيعي أن تريد الحصول على أعلى سعر لكن في الداخل في مصر لا يوجد من يستحق".

واتفق أحمد بلال مهاجم الأهلي السابق مع رأي حازم إمام ودونجا وقال لـFilGoal.com: "هناك بعض اللاعبين لديهم إمكانيات رائعة، لكن لا أرى أن هناك أي لاعب يستحق حاليا تلك الأرقام المدفوعة".

حتى إمام محمدين رئيس قطاع الناشئين في إنبي قال في وقت سابق أنه لا يوجد لاعبا في مصر يستحق الحصول على أكثر من 10 مليون جنيه لكنه شدد في الوقت ذاته أن صفقة صلاح محسن للأهلي كانت مختلفة نظرا لوجود عروض أوروبية ضخمة ولكن اللاعب فضل الفريق الأحمر.

لكن على النقيض من رأي حازم ودونجا وبلال يختلف معهم أحمد حسام "ميدو" المدير الفني الأسبق للزمالك الذي قال لـFilGoal.com: "ارتفاع الأسعار في الانتقالات في مصر منطقي".

وأوضح "انفتاح الدوري المصري على السوق الخليجي سببا رئيسيا في ذلك، نحن نرى الآن مصر المقاصة على سبيل المثال يعير لاعبا مقابل 500 ألف دولار ونحن هنا نتحدث عن إعارة وليس بيع نهائي".

وتابع "أيضا قلة المواهب سبب رئيسي في ارتفاع الأسعار فكلما ندرت المواهب كلما ارتفع سعر اللاعبين".

وأكمل "من المفترض أن يفرح الجميع بأن الأندية المصرية أصبحت تمتلك المال عكس الماضي وأن الأموال الكثيرة تدخل للمسابقة".

وأردف "بالتأكيد الحصول على أموال كثيرة سيعني أن الأندية ستحاول ضم اللاعبين بأسعار مرتفعة".

وهنا اتفق معه بلال الذي قال: "انتقال العديد من اللاعبين للدوري السعودي مؤخرا ساهم بقوة في ذلك الارتفاع، فكل اللاعبين ذهبوا مقابل مبالغ كبيرة للغاية وكلها إعارات وليست انتقال بشكل نهائي".

وأكمل "الزمالك أعار كهربا مقابل مليوني دولار والأهلي باع إيفونا ورمضان صبحي مقابل ما يقترب من 90 مليون جنيه، فما يحدث الآن نتاج ذلك بالتأكيد".

عناد الأهلي والزمالك

وبين مؤيد ومعارض كان هناك رأي وسط مثله إسلام الشاطر لاعب الأهلي السابق الذي قال لـFilGoal.com: "أولا العناد بين الأندية الكبيرة سبب رئيسي في ارتفاع الأسعار بالإضافة لكون الانتقالات بمثابة بورصة".

وأكمل "إسلام عيسى على سبيل المثال لم يكن أحد يريده من الأهلي أو الزمالك ورغم ذلك ضمه المصري من النصر مقابل 10 مليون جنيه".

وتابع "ما حدث في صفقة صلاح محسن هو يساوي ميزانية أندية أخرى بحالها".

وأردف "كما قلت العناد بين الأهلي والزمالك سببا رئيسيا فيما نراه وكلما زاد التنافس زاد السعر في البورصة".

وأوضح "على سبيل المثال أنت تذهب لشراء كوبا وتجد أن ثمنه 10 جنيهات وتقرر أن تشتريه مقابل 100 جنيه وهناك آخر يريد دفع 20 جنيه فقط، بالتأكيد صاحب الكوب سيذهب لصاحب السعر الأعلى".

وأكمل "هي بورصة وعرض وطلب وإن استطعت الدفع ستحصل على هدفك".

كيف يتم تقييم اللاعبين؟

بعد معرفة أسباب ارتفاع أسعار االلاعبين يظل السؤال كيف يتم تقييم اللاعبين؟ لماذا يقرر ناد ما دفع 5 أو 10 أو حتى 30 مليون جنيه لضم لاعبا؟

هنا تحدث عدلي القيعي مدير إدارة التعاقدات في الأهلي لـFilGoal.com قائلا: "هناك عدة عوامل بناء عليها يتم تحديد السعر".

وأضاف "أول شيء الموهبة وثانيا احتياجي له وثالثا عمره ورابع حاجة سيرته الذاتية المتمثلة في سلوكه ومدى إصاباته والقدرة المالية لدى النادي وأخيرا ماذا سأستفيد منه حال بيعه وبعدها أبدأ تحديد السعر".

قبل أن يستدرك "لكن في بعض الأحيان تدخل أمور أخرى تضعنا في إطار آخر غير ذلك الذي نضعه لأنفسنا، لكن أهم شيء لا ينبغي أن يكون ذلك التأثير كبيرا لدرجة إنه يجعل تقييمك للاعب الذي تريده غير موضوعي".

أما إسماعيل يوسف عضو مجلس إدارة الزمالك والمشرف العام على الكرة قال لـFilGoal.com: "مستوى اللاعب الفني وعمره ومنافسة أندية أخرى في ضمه تحدد كل شيء لنا قبل تحديد عرضنا".

وعن سبب ارتفاع الأسعار مؤخرا تحدث تيجانا "التنافس مع الأهلي وسموحة سببا بالتأكيد بالإضافة لانفتاح السوق المصري على الخليجي".

وأردف "إعارة كهربا لاتحاد جدة كانت تساوي ما يصل لـ70 مليون جنيه، وتألق المزيد من المصريين هناك يساهم في ارتفاع العروض المقدمة إلينا يوما بعد يوم".

وشدد "حينما نبيع بسعر مرتفع فالأندية الأخرى تعرف ذلك وتطلب المزيد من الأموال".

وأكمل "أيضا تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار في المقابل ساهم في كل ذلك".

أما عدلي القيعي فعاد للحديث وقال: "الأندية الأخرى تجد استجابة من المنافسين في دفع ما يريدونه، حاولنا الحد من ذلك الأمر قدر الإمكان في البداية".

واستدرك "لكن حين قمنا بجلب صلاح محسن فإنبي أظهر لي عدة عروض من أندية أوروبية بمليوني يورو وكان يريد بيعه للخارج".

وأردف "هنا كان علينا تقديم ما يوازي ذلك الأمر لجلب اللاعب الذي نريده ويريدنا، ويجب أن أقول إنني لو أردت بيعه غدا صباحا فسوف أحصل على أكثر مما دفعته".

وتابع "أيضا بالتأكيد تعويم الجنيه له دورا كبيرا في ذلك".

وتحدث فرج عامر رئيس نادي سموحة الذي باع محمود عبد العزيز للزمالك مقابل 15 مليون جنيه قبل عدة أيام لبرنامح "ساعة كورة" عبر إذاعة "راديو هيتس" قائلا: "حينما أرى الأهلي والزمالك يبيعون للخارج بأسعار كبيرة فبالتأكيد سوف أطلب عروض كبيرة لبيع لاعبي فريقي".

وشدد "الأهلي والزمالك لا يطلبان أي لاعب في أي فريق بل هو بمثابة حبة الكريز التي تزين الكيكة".

وأردف "محمود عبد العزيز رحل إلى الزمالك بنفس راضية منا بعد الحصول على ما يساوي قيمته لأن لا يوجد الكثير في مصر في مثل إمكانياته".

وبالحديث عن الإمكانيات عاد نجوم الكرة للحديث عن معايير ضم اللاعبين تحدث إسلام الشاطر قائلا: "يجب أن يكون هناك نظام محدد نسير عليه ويعتمد على الأرقام".

وأوضح "محمد صلاح انتقل من تشيلسي إلى فيورنتينا بسعر ليس كبيرا ولكنه انضم من روما إلى ليفربول برقم ضخم وذلك بسبب أرقامه فهو هداف منتخب مصر وساهم في تأهله لكأس العالم وكان هدافا لروما وبالتالي استحق الرقم المدفوع فيه".

وأردف "صلاح محسن ومحمد عنتر لاعبان مميزان ولكنهما لم يحصلا على الوقت الكافي لتقديم ما يشفع لهما دفع تلك الأرقام الضخمة فيهما".

وأكمل "في المقابل نجد هداف الدوري خلال الموسم الجاري عمر السعيد انضم إلى وادي دجلة من الانتاج الحربي مقابل مليوني جنيه فقط".

وسجل صلاح محسن سبعة أهداف وصنع اثنين خلال 19 مباراة خاضها في الدوري مع إنبي، أما عنتر فأحرز أربعة أهداف وصنع خمسة مع الأسيوطي.

فيما سجل عمر السعيد 11 هدفا في 19 مباراة مع الإنتاج، وسجل هدفا في مباراتين مع دجلة.

وواصل الشاطر "على سبيل المثال عبد الله السعيد لو أراد الزمالك ضمه من الأهلي الآن سيدفع ما يصل لـ40 أو 50 مليون جنيه والسبب أرقامه وخبراته التي تثبت إنه يستحق ذلك".

هل يستمر الارتفاع أم تقل الأسعار؟

وكان السؤال الأخير هل تواصل أسعار الانتقالات في مصر الارتفاع أم تنخفض مجددا؟

وأجاب تامر عبد الحميد قائلا: "لا لن تنخفض مجددا، لا يوجد أسعار تقل من المستحيل حدوث ذلك".

وقال الشاطر: "لا أعتقد إنها ستنخفض فعنتر على سبيل المثال كان سعره 6 مليون ثم وصل لـ10 ثم لـ15 مليون جنيه وهو نفس ما حدث مع صلاح محسن".

طالع أيضا

تحقيق في الجول – لماذا يتجه الدوري السعودي لضم المصريين.. وهل يؤثر على مواجهة المونديال؟

السؤال الذي لم يطرحه أحد.. هل احتاج الأهلي حسين الشحات في يناير

تحقيق في الجول – السعوديون في الليجا.. شراء أماكن أم انطلاق للعالمية

التعليقات