حرب مورينيو وكونتي.. نظرة أكثر قربا للصراع بين المدربين

الحرب اشتعلت وبدأت أولى جولاتها ولكن فصلها الأول لم ينته بعد، ربما لا تدوم القصة طويلا ولكن الأكيد أنها ستستمر طوال الموسم الجاري. والسبب خلف ذلك قد لا يكون دائما جوزيه مورينيو.

كتب : لؤي هشام

الثلاثاء، 09 يناير 2018 - 17:39
كونتي ومورينيو

الحرب اشتعلت وبدأت أولى جولاتها ولكن فصلها الأول لم ينته بعد، ربما لا تدوم القصة طويلا ولكن الأكيد أنها ستستمر طوال الموسم الجاري. والسبب خلف ذلك قد لا يكون دائما جوزيه مورينيو.

تصريحات متبادلة بين مدرب مانشستر يونايتد وأنطونيو كونتي مدرب تشيلسي في الآونة الأخيرة كان البرتغالي هو من أشعل فتيلها كعادته (طالع التفاصيل). ولكن لماذا اختار مورينيو الحرب في ذلك التوقيت ولماذا انساق كونتي وراءها؟

قد تعود بداية القصة إلى كونتي نفسه الذي تسبب في غضب مورينيو بأكتوبر من عام 2016 حينما انتصر الزرق على يونايتد برباعية نظيفة وأثار احتفاله استياء البرتغالي الذي اتجه صوبه واعتبر ما حدث إهانة.

من هنا ربما أتت بداية قصة العداوة بين المدربين ولكن الأكيد أن لمورينيو أسبابه في اشعال الصراع في هذا الوقت تحديدا من الموسم.

خلال فترته مع ريال مدريد اتخذ أسلوب مورينيو الاستفزازي نسقا لم يعهده من قبل تجاه برشلونة ومدربها بيب جوارديولا لتعرف الأجواء بين الفريقين عداوة غير مسبوقة امتدت للاعبي المنتخب الإسباني أنفسهم من لاعبي الفريقين.

برر مورينيو ذلك بعدها بعدة أعوام عقب قدومه كمدرب ليونايتد وتولي بيب مهمة الجار سيتي، وأوضح أن اقتصار المنافسة في إسبانيا بين ريال مدريد وبرشلونة هي ما دفعته لذلك.

"أنت تعلم في إسبانيا هما ناديان يتنافسان مع بعضهما البعض، الآن هناك أتليتكو مدريد كذلك ولكن خلال وقتنا هناك لم يكنا هناك سوى الفريقين، لثلاثة أعوام لم يكن هناك غيرنا نحن فقط، في دوري الأبطال في الدوري في الكأس، بالسوبر، كل شيء يدور بين برشلونة وريال مدريد".

"في إنجلترا الوضع مختلف، كنت أعرف حتى قبل أن يحدث (قدوم بيب لمانشستر سيتي) أن الوضع سيكون محتلفا، لأنه دوري مختلف تماما".

"البعض قد يعتقد أن الخلافات كانت شخصية ولكن هذا غير حقيقي إطلاقا، كان ذلك تأثيرا كونك في برشلونة وريال مدريد في تلك الحقبة من التاريخ".

هكذا يحاول مورينيو أن يشرح سبب تفاقم الوضع بينه وبين بيب في تلك الفترة بإسبانيا وأن محاولته استعادة مكانة ريال مدريد أمام أفضل أجيال برشلونة أجبرته على اللجوء لحلول بديلة خارج الملعب.. وهنا قد يكون مربط الفرس.

يبدو أن مورينيو لا يحاول اشعال حرب تصريحاته المفضلة إلا لمحاولة التأثير على منافسيه، وما فعله مع برشلونة وجوارديولا من تصرفات يبرهن على ذلك. وقائمة استفزازه للأخرين تطول كثيرا.

نظرة على الوضع تكفي لمحاولة تفسير ما يحدث. مورينيو رحل عن تشيلسي بعدما اعتبر أنه تعرض للخيانة من لاعبيه، يتولى كونتي المهمة خلفا له، يحقق نتائج جيدة ويعيد الفريق للتتويج ببطولة الدوري.

احتفال برباعية بعد ذلك أثار استفزاز مورينيو ثم تصريح من الإيطالي عن أن عدم الاعتماد على فيكتور موزيس قبل قدومه كان قرارا غريبا والبرهان على ذلك ما يقدمه اللاعب نفسه.

تواصل الحديث من كونتي بعد ذلك وفي أبريل من العام الماضي قال: "يجب أن يتفهم الجميع أن من ينفق أموال أكثر ليس دائما هو من يحقق اللقب" في إشارة إلى انفاقات سيتي ويونايتد.

قد يكون كونتي حاول إكساب فريقه الثقة التي افتقدها قبل رحيل مورينيو بتلك التصريحات في ذلك الوقت وقد يكون حاول حماية لاعبيه من تقليل مورينيو لما يقدموه.

هنا تتضح الصورة أكثر. كونتي اتخذ خطوات استباقية وأعطى إشارة واضحة أنه لن يسمح لأحد بالتقليل منه أو من فريقه حتى وإن كان ذلك الشخص "سيد الألعاب الذهنية".

ولكن حتى ذلك الوقت لم يكن مورينيو قد دخل اللعبة بعد بكامل قوته، ويبدو أنه كان يتحين الفرصة المناسبة.

الدليل على ذلك كان ما حدث في صيف العام الماضي، وقتها أشار كونتي إلى معاناة تشيلسي مع مورينيو وتحول النتائج تحت قيادته.

وقال: "قبل عامين كان تشيلسي في المركز العاشر، هذا لا يمكن أن يحدث مجددا، نحن نعرف الصعوبة وبكل تأكيد نحاول تفادي ما حدث مع مورينيو".

تصريح مثل ذاك لم يكن ليمر مرور الكرام من مورينيو فهو يحمل إهانة واضحة لعمله مع الزرق ولكن وياللعجب فقد جاء الرد أكثر هدوءا مما توقعه البعض. "لا أعرف، يمكنني الرد بعدة طرق مختلفة ولكني لن أفقد شعري للحديث عن كونتي" هكذا بكل بساطة كان التعليق.

تصريح يحمل سخرية واضحة ولكنه ليس حادا كتلك التصريحات التي صدرت في الأيام الماضية، يبدو أن مورينيو يحاول دائما امتلاك زمام المبادرة فيما يتعلق بالاستفزازات J

في أكتوبر الماضي قرر مورينيو أن يصنع ما قد يعتبره البعض طُعما لإجبار كونتي على الانجرار خلف استفزازته، وبعد مباراة بنفيكا بدوري الأبطال سخر من حديث كونتي المستمر عن إصابات لاعبيه.

وصرح "بعض المدربين يبكون ويبكون ويبكون حينما يتعرض لاعبيهم للإصابة ولكني لا أبكي مثلهم"، ورد كونتي لم يتأخر وظهر عليه الغضب سريعا "عليه أن يفكر في فريقه وينظر إلى نفسه، هو يحب التركيز مع الآخرين ومع ما يحدث في تشيلسي دوما".

كونتي بدأ يشعر بالضيق ولكن حتى ذلك الوقت كانت التصريحات المتبادلة بين الطرفين لا تخرج عن نطاق محاولة كونتي الدفاع عما يقدمه من انتقادات الأخرين ورغبة مورينيو في عدم التقليل مما فعله مع فريقه اللندني دون أن تخلو اللعبة من محاولات للتأثير على المنافس.

ولكن قرار مورينيو بإشعال الحرب في أول الشهر الجاري، أتت بعدما فقد الفريق فرصة المنافسة على اللقب في ظل طوفان مانشستر سيتي الذي لم يتمكن أحد من إيقافه.

بل والأدهى أن المنافسة على المركز الثاني اشتعلت بين يونايتد وتشيلسي في الدوري وهو ما قد يهدد فرص مورينيو في الاحتفاظ بالوصافة ويوجه ضربة موجعة إلى آماله في المضي قدما مع الشياطين الحمر.

بل إن الأمر أن فقدان المركز الثاني سيعني خسارته لصالح المدرب الذي قلل من شأنه في أحيان كثيرا، وهنا كان يتوجب على مورينيو استخدام سلاحه الإضافي.

تصريح مورينيو بأنه لا يتصرف مثل المهرجين على الخط حمل تلميحا معتادا ولكن الرد هذه المرة كان هو من أخذ التصريحات المتبادلة بين الطرفين إلى منعطف أخر.

كونتي قرر أنه لم يعد الوقت مناسبا لمزيد من التلميحات والإهانات المبطنة بينهما ولذلك قرر أن يكون حديثه مباشر هذه المرة ودون أي تلميحات.

"في بعض الأحيان أعتقد أن الناس ينسون ما قالوه في الماضي أو سلوكهم كيف كان، لا أعرف ماذا يطلق على من ينسى الأحداث في الماضي.. أعتقد إنه ذلك المرض الذي لا تتذكر" فيه ما قلته وسلوكك، يجب أن تشعر بالقلق فأنت تنضج في السن وتحتاج إلى فحص طبي أعتقد إنها معاناة من الخرف أو فقدان الذاكرة.. الآن بدأت أشعر بالغضب".

الجملة الأخيرة تحديدا قد تكون هي من أعطت مورينيو إشارة البدء لتوجيه ضربته الأقوى والأخبث وذلك بالتلميح عن تلاعب كونتي بالنتائج في الدوري الإيطالي (طالع التفاصيل).

وهنا فقد كونتي أعصابه بالفعل وأكد أن مورينيو شخص صغير بعقلية صغيرة "أنا جاهز لمواجهته وجها لوجه في أولد ترافورد" هكذا أكد الإيطالي المتحمس بعد أن فاض به الكيل من ألاعيب البرتغالي.

الآن بات مورينيو يملك زمام المبادرة في الحرب الكلامية ونجاحه في إغضاب كونتي دليل على ذلك، تلك الحرب التي سعى الكثير من المدربين لتجنبها أمام مورينيو ولكن كونتي "لن ينسى إهانته أبدا" (طالع التفاصيل).

ومثلما يمثل مورينيو رد الفعل في عالم التدريب فهو يمثل الفعل في الألاعيب النفسية خارج الملعب، ولكن إلى أي مدى قد تطول تلك الحرب وإلى أي منعطف قد تسير؟ وكيف سيتعامل معها كلا المدربين مستقبلا؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.

اقرأ أيضا -

إيهاب جلال يوجه رسالة لمرتضى و"المغضوب عليهم" في الزمالك من خلال النقاز

خبر في الجول – الزمالك يخير إيهاب جلال بين ضم لاعب وسط أو مهاجم "أجنبي"

العتال مهاجما قرار مرتضى: يجب أن يحدد جلال الراحلين.. وتوقيت رحيل نيبوشا خاطئ

استوديو في الجول - أساطير تونس تتحدث عن النقاز "الظهير المناسب لإيهاب جلال"

حرب مورينيو وكونتي.. نظرة أكثر قربا للصراع بين المدربين

الشناوي: متقبل أي قرار ببيعي أو استغناء الزمالك عني