رمضان ضد حجازي.. تذكروا تلك الأيام الماضية

السبت، 23 ديسمبر 2017 - 12:46

كتب : لؤي هشام

رمضان صبحي وأحمد حجازي

مواجهة أخرى مصرية على الملاعب الإنجليزية، تلك المواجهة التي باتت تتكرر كثيرا في ظل تواجد 4 محترفين مصريين بالدوري الإنجليزي. هذه المرة رمضان صبحي سيكون وجها لوجه أمام أحمد حجازي.

حجازي رفقة وست بروميتش يحل ضيفا على ستوك سيتي ورمضان في ملعب بريطانيا اليوم السبت بالجولة 19 من المسابقة في أحد دربيات منطقة وسط إنجلترا.

طريق اللاعبين نحو البطولة الأقوى على صعيد الدوريات الأوروبية مر بمرحلة من التشابه في الهدف والرغبة في التطور ومن ثم التطلع نحو الأمام.

تختلف بعض التفاصيل والمنحنيات في مشوار كلا منهما بطبيعة الحال ولكن التمسك بالفرصة كان أبرز ملمح لهما، والبداية الحقيقية جاءت من النادي الأهلي.

حجازي عائد من رحلة احتراف لم تكلل بالنجاح في إيطاليا والجميع ظن أن عودته إذعانا بفشله في الخارج أو نهاية لتجربة استمرت لثلاث سنوات وإصابتين في الركبة ولكنها كانت في الحقيقة بداية.. بداية جديدة.

أما الفتى الصغير فقد بدأ رحلة من التوهج والتألق جعلته سريعا محبوبا لدى الجماهير بفضل مهاراته. مرت المباراة تلو الأخرى وحافظ الثنائي على ثبات مستواه وكونه عنصرا أساسيا في الفريق الأحمر.

كان ذلك تمهيدا لبداية الرغبة في الاحتراف، رغبة أولى مع رمضان صبحي ورغبة متجددة عند حجازي.

في صيف 2016 انتقل رمضان إلى ستوك سيتي مقابل 5 ملايين يورو وعقد ينتهي في 2022، وفي الصيف التالي لحق به حجازي لمدة عام على سبيل الإعارة ثم تحولت إلى شراء نهائي قبل أيام حتى 2022. الثنائي سيستمر حتى العام نفسه.

نتيجة بحث الصور عن احمد حجازي رمضان صبحي

في النهاية نجح الثنائي في تحقيق ما يرغبان به ولكنهما تركا بعضا من السخط لدى جماهير المارد الأحمر، الأسباب خلف ذلك السخط متعددة وظروفها متغيرة ولكن من منظور الثنائي الشخصي – بعيدا عن الانتماء - لا يمكن إنكار نظرتهما المتطلعة والطموحة.

في إنجلترا اختلف الوضع مع رمضان صبحي فحاجته إلى التطور وإثقال موهبته لم تمنحاه الفرصة سريعا، أما حجازي فقد بدأ مهمته سريعا وأثبت جدارته بشكل أسرع. اللعب في إيطاليا بالتأكيد كان له دورا في ذلك بجانب تسهيل اتقانه اللغة للمهمة.

في هذا الموسم لم يغب حجازي عن وست بروميتش في أي مباراة بالدوري، 18 مباراة من أصل 18، وهدف وحيد استهل به مهمته في الجولة الأولى.

ثبات مستواه ورؤيته للملعب بجانب قدرته على التمريرات الطولية المتقنة كانت من أسباب ضم المدرب توني بوليس له.

وصرح توني بوليس لـFilGoal.com قائلا: "بكل تأكيد نحن سعداء بتواجد حجازي معنا والمساهمة التي قدمها حتى الآن، لقد تكيف جيدا جدا وهو أمر مهم للغاية".

وأضاف"ليس من السهل على اللاعبين أن يأتوا من بعيد عبر البحار ويتكيفون بكل بساطة على الوضع هنا، تخيل كم من الصعب عليك أن تأتي إلى إنجلترا للعمل، ولا يوجد اختلاف حول ذلك بينه وبين كرة القدم واللاعبين".

وتابع "لغته الإنجليزية ممتازة وساعدته كثيرا، وقد انسجم بطريقة رائعة مع بقية اللاعبين، إنهم مجموعة مترابطة تعتني ببعضها البعض وحجازي كان ملائما للغاية معهم".

نتيجة بحث الصور عن ‪ahmed hegazy‬‏

الثقة التي أظهرها في الخط الخلفي بجوار رفاقه جعلت المدرب ألان باردو –الذي أتى بعد رحيل بوليس - يتمسك به أيضا في التشكيل الأساسي بل وفي الفريق لفترة أطول ليكون سببا خلف تحويل الإعارة إلى شراء نهائي.

"إنه واحد من اللاعبين الذين يمكننا أن نبني طريقنا حوله، لديه دورا كبيرا ليلعبه وهو أمر جيد للاعب وللنادي، وسيزيل ذلك أي شكوك وسيجعل انضمامه لنا أمرا نهائيا" هكذا علق باردو

على الجانب الآخر من وسط إنجلترا كان الموسم الأول للشاب المصري أكثر صعوبة، حاجته للتأقلم وتعلم اللغة لم يجعلاه يشارك كثيرا، ولكن كان هذا طبيعيا في ظل صغر سنه.

أما في الموسم الجاري فقد أظهر مدربه مارك هيوز نيته إكساب الشاب المصري مزيدا من الثقة ودقائق اللعب وهو ما أكده قبل بداية الموسم.

وقال هيوز وقتها: "لقد حقق رمضان طفرة كبيرة في الموسم الماضي، وتواجد دائما في خططي، بكل وضوح سيشارك صبحي أكثر في الموسم المقبل لأن موهبته تستحق ذلك".

انتقال ماركو أرناوتوفيتش إلى وست هام كان يعني فرصة أكبر لرمضان صبحي الجناح الأيسر ولكن مدربه وجه إليه عدة نصائح.

"لم يصل بعد ما يريد الوصول إليه، نشعر بأن لديه المزيد" هكذا علق هيوز.

رغبة رمضان في مزيد من الاستقرار بالخارج جعلته يلجأ للزواج، بحثا عن تركيز أكبر داخل الملعب.

وحينها أوضح هيوز: "عليه الآن التركيز في كرة القدم والاستعداد جيدا للموسم الجديد، لقد أظهر علامات جيدة في فترة الاعداد، لكننا نعلم أن لديه المزيد".

12 مباراة بالدوري الإنجليزي هذا الموسم هي محصلة مشاركات رمضان، صحيح أنه لم يكن عنصرا أساسيا بصفة مستمرة ولكنه كان حاضرا أكثر من الموسم الماضي.

نتيجة بحث الصور عن ‪ramadan sobhi‬‏

طريقة لعبه وأداءه أظهرا أنه اكتسب مزيدا من الثقة بل وتطور على الصعيد الفني إضافة إلى تحرره من الضغوط الملقاة على عاتقه.

"كل مباراة يلعبها رمضان يدخلها بضغوط كبيرة كأنه يريد أن يثبت بأنه صفقة رابحة. عليه بالصبر والهدوء" كانت تلك واحدة من النصائح الهامة التي وجهها محمد أبو تريكة نجم الكرة المصرية إلى صاحب القميص رقم 32.

تمريراته باتت أكثر دقة، وأدواره الدفاعية ينفذها على أكمل وجه، الدعم الهجومي كان يسير في نسق تصاعدي كذلك، ببساطة صاحب الـ20 عاما يسير بهدوء إلى الأمام.

ومع المنتخب عاش الثنائي معا تلك اللحظة التي انتظرها الجميع 28 عاما ومن قبلها الوصول لنهائي كأس أمم إفريقيا، وخلال ذلك المشوار الطويل كانا دائما حاضرين بصفة أساسية ومؤثرة.

أما مع فريقيهما فقد كان للثنائي تأثيره وأهميته، وإن كان تأثير حجازي أكبر فذلك يرجع لعدة عوامل أبرزها سابق احترافه ومشاركاته الدولية منذ فترة أطول. وسن رمضان الصغير يمنحه الفرصة لخطوات هادئة ومحسوبة.

في النهاية كلا منهما استغل الفرصة وتمسك بها ولم يوقف تطلعه إلى الأمام، وعندما يلتقيان وجها لوجه ليلة السبت فإنهما سيتذكران تلك الأيام الماضية.

التعليقات