تشيلسي ضد برشلونة.. "موعد في سامراء"

الإثنين، 11 ديسمبر 2017 - 15:08

كتب : إسلام مجدي

أخر مباراة جمعت تشيلسي ضد برشلونة كانت في 2012

"سيدي أعطني جوادك حتى أمتطيه وأعدو به بعيدا عن المدينة هربا من مصيري المحتوم". كانت تلك كلمات الكاتب سومرست سوم في قصة موعد في سامراء الشهيرة.

إلى أي مدى قد تصبح الكلمات حقيقية؟ ماذا لو كانت بالحرف الواحد؟ "تشيلسي لا يجب أن يخشى أي أحد بإمكانه الفوز ضد أي فريق حتى برشلونة". كانت تلك كلمات جيمي ريدناب لاعب ليفربول السابق ومحلل شبكة "سكاي سبورتس" في وقت سابق خلال الشهر الجاري.

هل من الممكن أن تصبح كلمات جيمي ريدناب حقيقية؟ لا نعلم لكن الحقيقة الوحيدة أن القرعة أوقعت تشيلسي مع برشلونة في دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا.

برشلونة بالنسبة لتشيلسي أكثر فريق إسباني واجهه على الإطلاق، في 12 مباراة لكن التفوق؟ كان لصالح الفريق اللندني بواقع 4 مباريات انتصر فيها مقابل 3 خسائر و5 تعادلات.

ما الذي يمثله الفريقان لبعضهما البعض؟ لقد تواجها في شتى مراحل دوري أبطال أوروبا عدا النهائي، من دور المجموعات حتى نصف نهائي البطولة.

بدأت مواجهاتهما منذ موسم 1999-2000 واستمرت حتى يومنا هذا.

قال جيمي ريدناب :"لا أعتقد أن هناك فارقا كبيرا بالنسبة لتشيلسي الذي توج بدوري الأبطال عام 2012 والآن، لقد فاز تشيلسي باللقب من خلال الدفاع ومن رحم المعاناة".

وتابع "تشيلسي لا يجب أن يخشى أي فريق سواء برشلونة أو باريس سان جيرمان في اللحظة الحالية، لديهم عدد من اللاعبين المتميزين مثل موراتا وأزار وفابريجاس، لديهم توازن جيد للغاية في الفريق، لذا سأنظر للأمر بهذه الطريقة.

الهدافون التاريخيون لمواجهة الفريقين هم توري أندري فلو وديديه دروجبا وفرانك لامبارد من تشيلسي برصيد 3 أهداف ورونالدينيو من برشلونة برصيد 3 أهداف.

تواجه برشلونة ضد تشيلسي في دور الـ16 مرتين سابقتين الأولى على الإطلاق كانت في موسم 2004-2005 خسر الفريق اللندني ذهابا في كامب نو بنتيجة 2-1 ليعوضها الفريق اللندني بنتيجة 4-2.

في الموسم التالي تواجها مجددا في نفس الدور، لكن هذه المرة كانت الغلبة للفريق الكتالوني حينما فاز برشلونة بنتيجة 2-1 في لندن وتعادلا بنتيجة 1-1 في إسبانيا.

قال كونتي في المؤتمر الصحفي بعد ضمان التأهل إلى دور الـ16 من البطولة :"بكل تأكيد لدينا 3 احتماليات لمواجهة باريس سان جيرمان وبرشلونة وبشكتاش، ويجب أن ننتظر لمعرفة ما سيحدث".

فيما علقت صحيفة "ميرور" البريطانية :"كونتي يتمنى بشدة أن يتجنب مواجهة سان جيرمان وبرشلونة خاصة الأخير".

وصرح إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة في وقت سابق عند سؤاله عن توقعاته لمن سيفوز بدوري الأبطال :"فريق إنجليزي".

وتابع "الأندية الإنجليزية تتواجد دائما، لديهم الكثير من الأموال واللاعبين الكبار وتاريخ في كرة القدم".

حسنا الآن كلا المدربين ربما تمنى عدم مواجهة الأخر لكن مصيرهما كان محتوما.

كونتي تحديدا يعد عقدة للإسبان خسارته الوحيدة كانت ضد ريال مدريد في مرحلة المجموعات عام 2013-2014 وتعادل معه إيابا بنتيجة 2-2. حتى ضد منتخب إسبانيا فاز بنتيجة 2-0 وتعادل 1-1، وفوزه كان مهما لأنه كان في دور الـ16 من بطولة يورو 2016.

وهذا الموسم ضد أتليتكو مدريد في دوري الأبطال فاز بمباراة بنتيجة 2-1 وتعادل مباراة بنتيجة 1-1.

أما فالفيردي فخبرته بمواجهة الأندية الإنجليزية قليلة للغاية لكنها تعكس تفوقا طفيفا، كمدرب لأولمبياكوس واجه أرسنال في دور المجموعات عام 2011-2012 وخسر ذهابا بنتيجة 2-1 ثم فاز إيابا بنتيجة 3-1.

قال أنطونيو كونتي يوم 5 ديسمبر الماضي :"حينما تتأهل لدور الـ16 عليك أن تكون مستعدا لمواجهة أفضل الأندية، يجب أن نستعد سواء لبرشلونة أو باريس سان جيرمان أو حتى بشكتاش، لهذا السبب نرغب في التأهل ونحاول أن نكون أبطال هذه البطولة".

وواصل :"خصومنا لن يكونوا سعداء أيضا لمواجهتنا، سنرى ما سيحدث، أتذكر خلال بطولة اليورو مع المنتخب أنهيت المجموعة في الصدارة وواجهت إسبانيا ثم ألمانيا وإن تفوقنا ضد الأخير كنا سنواجه فرنسا، في بعض الأحيان ليس مهما أن تنهي في المرتبة الأولى".

وأتبع "وصلنا إلى الجولة التالية ويجب أن نكون سعداء وبعد مستوى كهذا يجب أن نكون سعداء".

أما إرنستو فالفيردي فيوافقه الرأي، وصرح قائلا :"سنتقبل أي خصم، في كأس الملك سأواجه سيلتا فيجو وهو قوي، وفي دوري الأبطال نحن مستعدون لمواجهة أي خصم".

وأتبع "علينا أن نحاول الفوز، خطتنا هي الهيمنة على الاستحواذ ووخلق الفرص وفي نفس الوقت نتأكد ألا يصنع الخصم ضدنا".

أبرز مباراة جمعت تشيلسي وبرشلونة كانت في نصف نهائي البطولة عام 2009، حينما كان توم هينينج أوفيربو هو حكم المباراة وأخطائه التحكيمية هي من تسببت في خسارة تشيلسي وعدم تأهله.

كانت مباراة الذهاب قد انتهت بتعادل الفريقين بنتيجة 0-0 في كامب نو قبل أن يتعادل الفريقان في لندن بنتيجة 1-1 ليودع تشيلسي البطولة ويتوج الفريق الكتالوني فيما بعد باللقب على حساب مانشستر يونايتد.

صرح أوفيربو لصحيفة "تايمز" في وقت سابق :"لازالت تصلني تهديدات بالقتل، لكنني ألقيهم في صندوق القمامة، لا أخذ الأمر على محمل الجد".

وواصل :"من يعلم قوانين اللعبة كان يعرف أنني كنت بحاجة لفعل الأمور بطريقة مختلفة، لكن تلك هي حياة الحكم وبطريقة غريبة، كنت راضيا بالطريقة التي احتفظنا بها بهدوئنا حينما توترت الأجواء".

وأتبع "في الملعب فعلت كل ما بوسعي، لم يكن علي أن أعتذر لأن الأخطاء التي ارتكبتها كانت جزء من اللعبة".

كان ذلك الحوار في أبريل عام 2012، وقتها كان لتشيلسي فرصة لمواجهة برشلونة في نصف نهائي البطولة.

قال روبيرتو دي ماتيو مدرب تشيلسي في 2012 عن مواجهة برشلونة :"لقد واجهناهم في مرات عديدة على مر الأعوام وعدد من لاعبينا لديهم تاريخ متصل مع برشلونة".

وأردف "بكل تأكيد هم يشعرون بصعوبة وغضب من مواجهة تشيلسي بسبب ما حدث منذ أعوام، برشلونة أثبت نفسه في أوروبا وفاز باللقب مرتين".

وقتها قالت "تايمز" البريطانية :"تشيلسي في مهمة حافزها الثأر لمواجهة برشلونة".

وعنونت صحيفة "تيليجراف" القرعة بـ"القدر قاد بيب جوارديولا وروبيرتو دي ماتيو إلى مواجهة الثأر".

وقالت صحيفة "ماركا" :"بيب قلق للغاية من مواجهة تشيلسي كان يفضل تجنبهم".

وأي انتقام كان ذلك من الزرق؟ كان على الطريقة الإيطالية والمدرب روبيرتو دي ماتيو، فاز تشيلسي على ملعبه ذهابا بنتيجة 1-0، قبل أن يخوض مباراة لن ينساها عشاق النادي اللندني في كامب نو انتهت بنتيجة 2-2 وكانت تلك أخر مواجهة جمعت الفريقين في البطولة خاصة وأنه توج باللقب بعد ذلك.

حقيقة أخيرة

ناقش ريتشارد ويليامز كاتب "جارديان" حقيقة أن تشيلسي وكرته الدفاعية قد يبدو للجماهير العكس بالنسبة لبرشلونة وكرته الدفاعية واصفا مواجهات الفريقين "بالممتعة للغاية".

وقال :"ضد كرة القدم (أنتي فوتبول) هو أن يدافع الفريق طوال الوقت وهو ما رأيناه في نسخة دي ماتيو وأحيانا مع مورينيو، أما تيكي تاكا برشلونة فتوصف بالكرة الجميلة، وهنا نجد أنفسنا أمام مصطلح كرة قبيحة في ناحية وأخرى جميلة في ناحية".

وأضاف "مصطلح ضد كرة القدم يعني أن الفريق يحاول أن يحبط خصمه ويمنعه من خلق أي فرص ويوقفه ويحتويه ويسجل ضده بأقل عدد من الفرص".

واستشهد كذلك بتصريح فيرناندو توريس بعد تأهل تشيلسي في 2012 إلى النهائي قائلا :"الفريق الأفضل لا يفوز دائما، لكن من أفضل من تشيلسي ليثبت أن لديه أكثر من طريقة لتحقيق النجاح؟ ومن أفضل من برشلونة ليبهرك بتمريراته الكثيرة لتحقيق النجاح؟",

رحلة في دوري الأبطال خلال 2012 كللت بتتويج الفريق بطلا لأوروبا، الفريقان تواجها في نصف النهائي مرتين وكلاهما كان بطاقة عبور الأخر نحو التتويج، فمن يتأهل منهما وهل يتوج أحدهما بطلا لنسخة هذا العام؟

طالع أيضا:

مباشر – قرعة دوري أبطال أوروبا.. من سيواجه من في الطريق إلى كييف؟

لاعب ليفربول السابق: لماذا لم يمرر ماني إلى صلاح؟

مدربه السابق: أرشح 4 لاعبين للزمالك.. ومهاجم الإنتاج اقترب بشدة

هل يعادل عماد سليمان انطلاقته التدريبية الأفضل مع المقاصة؟‎

رئيس المقاصة: سنفعل بند شراء أنطوي من الأهلي.. وسألبي رغبة الشحات في نهاية الموسم

التعليقات