كتب : محمود سليم | الإثنين، 11 ديسمبر 2017 - 14:55

مقال رأي - المقاصة يتفوق على الأهلي.. البدري وعماد سليمان في الميزان

الأهلي - الزمالك - حسام البدري

المقاصة مع عماد سليمان يتفوق على الزمالك ثم الأهلي ويسير في بطولة الدوري حتى الآن دون تلقي أية هزائم، "نعم لقد تفوقوا علينا واستحقوا الفوز، عانينا من مشكلة الإجهاد وكذلك عدم التوفيق في العديد من الفرص" هكذا كان تصريح حسام البدري المدير الفني للأهلي.

حسام البدري بدأ اللقاء كعادته في الآونة الأخيرة بطريقة لعب 4-4-2 بتوظيف عبد الله السعيد هذه المرة كجناح أيمن وليد سليمان على الجانب الأيسر وجونيور أجاي ووليد أزارو ثنائي هجومي.

فيما اعتمد سليمان في البداية على طريقة 3-4-3 بتواجد هاني سعيد في عمق الدفاع وصلاح ريكو وإيريك تراوري في الارتكاز خلف ثلاثي الهجوم باولن فوافي وحسين الشحات وجون أنطوي، ولكن مع إصابة سعيد المبكرة أخرجه وأشرك محمد مسعد على الجانب الأيسر وحول الطريقة إلى 4-3-3 بعودة الشحات كلاعب ثالث في وسط الملعب.

تواجد السعيد على الجانب الأيمن أمام محمد هاني أحدث خللا دفاعيا واضحا في تلك الجبهة خاصة في ظل تركيز المقاصة على اختراقها واستغلال قدرات محمود وحيد الهجومية مع مهارات مسعد والتحركات القطرية من العمق للأطراف عن طريق تراوري والشحات.

هذه الخريطة توضح مناطق استلام لاعبي المقاصة للكرة وأكثرها بالفعل في الجانب الأيسر.

وهو الأمر الذي أظهرته أيضا خريطة تمريرات لاعبي المقاصة بالتركيز على الجانب الأيسر.

ورغم ذلك ظهر المردود الدفاعي لصالح محمد هاني ضعيف جدا مقارنة بصبري رحيل على الجانب الآخر الأقل هجوما من الخصم حيث كان صبري أكثر لاعبي الأهلي استخلاصا للكرة بينما استخلص هاني 7 مرات فقط وهو في مركز الظهير الأيمن(و4 أخرى حينما تحول لارتكاز مساند في الشوط الثاني) رغم هذا الكم من الكرات التي تسلمها الخصم في تلك الجبهة!

إذا الأمر يتحمله الثنائي هاني والسعيد بالإضافة للاعب الوسط جهة اليمين(أحمد فتحي).

ليأتي أول تدخلات فتحي الدفاعية في الجانب الأيمن بعد الدقيقة 20 من الشوط الأول يميل فتحي جهة هاني لمساندته في ظل غياب السعيد الدفاعي فيصبح السولية وحيدا في عمق وسط الملعب وتصل الكرة إلى بالعمق الشحات ويمررها بالعرض بعد إغلاق زوايا التسديد أمامه.

الأمر ذاته يتكرر بعدها بدقائق قليلة ولكن هذه المرة عمرو السولية ينظر خلفه ويرى الشحات وفتح يشير لهاني بالتراجع لرقابة تراوري المنطلق من الخلف للأمام ومع ذلك لم يفطن هاني وتسلم تراوري الكرة خلفه ولم يفطن السولية وسدد الشحات الكرة من خلفه.

عقب تقدم المقاصة عاد السعيد لعمق الملعب خلف المهاجم وانتقل أجاي للجانب الأيسر ووليد سليمان للايمن وتحسن نسبيا الأداء الدفاعي للأهلي وبدأ أول ظهور للهيكل الدفاعي بالـ4-4-2 بعد أكثر من 20 دقيقة بدفاع 4-2-4 تقريبا.

بين شوطي اللقاء أفطن البدري للأزمة في الجبهة اليمنى فقرر توظيف هاني(بعدما تسبب في الهدف الأول) في عمق الملعب بجوار السولية ليأتي الهدف الثاني من تمريرة في العمق بعد استلام خاطئ من السعيد للكرة وتواجد لهاني خارج موقعه في العمق واستلام جون انطوي ثم دوران دون مضايقة من أيمن أشرف(وهو خطأ كارثي لقلب الدفاع) وكذلك بطء شديد من نجيب وصبري رحيل في التغطية أمام فوافي السريع.

على الجانب الهجومي عانى الفريق بشدة من عدم التفاهم والعصبية في الثلث الهجومي فمع كل هذا الكم من الكرات التي تسلمها في الجبهة اليمنى مثلا وصل للخط الأخير للملعب بـ7 حالات فقط وهو ما يؤكد التركيز أكثر على التوغل للعمق وعمل الجمل المركبة مع عدم التفاهم والعصبية انتهت العديد من الحالات بتمرير خاطئ.

خريطة توضح مناطق استلام الأهلي للكرة.

في إحدى الحالات المرتدة كان الفريق في موقف 4 ضد 3 مدافعين من المقاصة وكان ازارو في الجانب الأيمن يتحرك بشكل صريح للأمام ثم يتوقف لعدم الوقوع في التسلل وهو الأمر ذاته لوليد سليمان على الجانب الأيسر بينما توقف أجاي بالعمق وظهره لمرمى الخصم في حالة غريبة فانت في هجوم مرتد لا تحتاج لعمل محطة بل عليك التحرك القطري.

وبالطبع لو كان هناك فكرة واحدة لتبادل المراكز بين أي ثنائي منهما وعمل switch لكانت فرصة الاختراق أسهل بغراك دفاع الخصم وخلق مساحة أيضا.

أخيرا علينا تسليط الضوء على أمر هام، ثلاثي وسط ملعب المقاصة في المباراة تكون من صلاح ريكو(ليس بلاعب ارتكاز وإنما لاعب وسط مهاجم) وحسين الشحات وإيريك تراوري ثنائي هجومي بشكل أكبر ومع ذلك لم يفكر البدري في المجازفة بمواجهتهم بثلاثي متنوع هجوميا وفضل بقاء هاني بجوار السولية، فماذا لو كان السعيد والسولية ومحارب أو نيدفيد في الوسط منذ بداية الشوط الثاني؟

بالتأكيد الأمر كان سيختلف وضح ذلك مع مشاركة صالح جمعة وتحول الطريقة بالفعل إلى 4-3-3 بتواجد السعيد وصالح أمام السولية وسيطر الأهلي وخلق العديد من الفرص.

التعليقات